tag:blogger.com,1999:blog-19095657515189926802024-03-08T08:06:46.747-08:00وادي فـــــدىفارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.comBlogger71125tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-58922888718532681212009-10-26T10:07:00.000-07:002009-10-26T10:12:56.259-07:00قبيلة الفيلاني<div dir="rtl" align="right">قبيلة الفيلاني قبيلة الفيالين ، مفردها " الفيلاني " أحدى قبائل ولاية ضنك ،" من أعرق وأقدم القبائل العربية في ولاية ضنك ، تنتسب إلى جد لهم يقال له " فيلان " ولا أعلم من هو فيلان هذا .</div><div dir="rtl" align="right">ذكرها الشيخ المؤرخ عبدالله المطوع في كتابه "عقود الجمان" ـ أثناء حديثه عن بداية سيطرة قبيلة النعيم على علاية ضنك ـ حيث قال : " الفيالين قبيلة من قبائل عمان مسكنهم ضنك العليا ".</div><div dir="rtl" align="right">كانت تستوطن علاية ضنك ، تلك المنطقة التي ما زال لهم فيها مآثر ومحامد لا تنسى مهما تقادم العهد ، وتعاقبت الأجيال ، وانطمست المعالم.</div><div dir="rtl" align="right">استقرت هذه القبيلة في هذه المنطقة – علاية ضنك - منذ أمد بعيد ، حيث ذكرهم الشاعر الكيذاوي ـ الذي كان معاصرا لملوك بني نبهان ـ مع عدد آخر من قبائل عمان عامة وولاية ضنك خاصة ، في قصيدته التي مدح بها الملك فلاح بن محسن بن سليمان بن سليمان النبهاني (976هـ/1569م- 983هـ/1576م ) عندما توجه بجيشه الجرار المكون من بعض قبائل عمان لمحاربة وادي بني خالد حيث يقول في قصيدة طويلة ما يلي( ) :</div><div dir="rtl" align="right">وأقبلت من نواحي الأرض مسرعة == تأتي إليك السرايا يا ابن نبهان</div><div dir="rtl" align="right">حتى نهضت بجيش والملوك به == موفون من آل قحطان وعدنان</div><div dir="rtl" align="right">وسرت بالجيش من بهلا إلى سمد == إلى سياق إلى صور فجعلان</div><div dir="rtl" align="right">جيش من مالك الرستاق مالكه == مشهور الثنا من بني نصر بن زهران</div><div dir="rtl" align="right">وناصر وعدي والفتى سند == بنو شماس سليل القرم سرحان</div><div dir="rtl" align="right">والمرعفون القنا في كل معركة == بنو ربيعة والندب بن شيحان</div><div dir="rtl" align="right">وآل عمرو مع الحدان قاطبة == في آل دهمش في جند ابن جيلان</div><div dir="rtl" align="right">وآل وحشي جميعاً في غطارفة == من آل شكر أو من آل فيلان</div><div dir="rtl" align="right"> وآل صلت وهم أهل العناد هم == فيه وفيه بنو ذهل بن شيبان</div><div dir="rtl" align="right">وفيه آل عمير يقدمون على == صواهل ضمر تهوى بفرسان</div><div dir="rtl" align="right">وفيه آل عزيز مع بني عمر == مع آل حمير مع عبس وذبيان</div><div dir="rtl" align="right">وغافر وشكيل والصوارخ هم == في الروع أثبت من أركان ثهلان</div><div dir="rtl" align="right">وآل عبرة في أبناء عدي وبنو == بطاش أهل النهى والأمر والشان</div><div dir="rtl" align="right">وآل محرز أرباب العلا وبنو == هناة هم خير أنصار وأعوان</div><div dir="rtl" align="right">وفيه آل شهيم جملة وبنو == حبس هم في التلاقي أسد خفان</div><div dir="rtl" align="right">وكم وكم فيه أقوام قد اجتمعوا == به هناك من نحو ونعمان</div><div dir="rtl" align="right"> </div><div dir="rtl" align="right"> قامت هذه القبيلة بالعديد من الإنجازات في علاية ضنك خاصة وفي الولاية بشكل عام ، وما زال الكثير منها ماثلاً للعيان ، تدل على ما لتلك القبيلة من مآثر ومحامد .وقد تباينت هذه الإنجازات والأعمال بين إنجازات ثقافية وإنجازات عمرانية وزراعية ومن أهم هذه الإنجازات ما يلي :1- بناء حصن بيت المنيخ :يقع هذا الحصن في منطقة علاية ضنك ، وما زال ماثلا للعيان يعانق قمم الجبال ، و يدل على مآثر تلك القبيلة ، وإنجازاتها العمرانية الضخمة .يتكون من عدد من الأبراج ، وتوجد فيه بعض الآبار وملحق به مسجد ، كان إلى عهد قريب يستخدم مقرا لوالي ضنك.وقد أطلق عليه هذا الاسم ـ أي " بيت المنيخ "ـ كما أخبرني بعض كبار السن : " لأنه بني في المنطقة التي أناخوا فيها ركابهم وخيولهم وذلك بين مجاري وسواقي أفلاج ولاية ضنك بحيث صاروا يتحكمون في هذه الأفلاج ".كما يطلق عليه كذلك اسم " قصر المنيخ "لأنهم اتخذوه قصرا لهم ، ومقراً لحكمهم ، ومكاناً لبسط نفوذهم ، حيث يقول أحدهم :بيت المنيخ باني == بعزة وجود وهبادوبالجرد والموانئ == مصلحات جدادمثله ما صور باني == ولا صنع وستاد2- بناء مسجد الصاغة : يقع هذا المسجد في علاية ضنك ، بالقرب من حصن " بيت المنيخ " ، أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى أحد الضواحي الموجودة بالقرب منه والتي تسمى " ضاحية الصاغة " وكانت هذه الضاحية للفيالين قبل أن تنتقل لغيرهم وما زال هذا المسجد موجوداً إلى الآن في علاية ضنك .وقد أخبرني بعض كبار السن أن هذا المسجد كانت جدرانه وسواريه ممتلئة بالكتابات ككتابة الآيات القرآنية والأشعار وتاريخ الوقائع المشهورة ووفيات بعض مشائخ وعلماء هذه المنطقة ، وبسبب إعادة بناء المسجد وترميمه ضاع هذا التراث واندثر وتلاشى من الوجود .وقد كان الكثير من العلماء والفقهاء يؤمون هذا المسجد ، الذي أصبح في عصر اليعاربة مدرسة تخرج منها ودرس فيها عددا كبيرا من العلماء .كما تم نسخ عددا كبيرا من الكتب في هذا المسجد حيث عثرت على بعض المخطوطات الفقهية التي نسخت في هذا المسجد على يد بعض العلماء الذين كانوا يستوطنون علاية ضنك .ومن هؤلاء العلماء الشيخ الفقيه خلف بن محمد بن خنجر الغفيلي الضنكي الذي نسخ عددا من الكتب في هذا المسجد منها كتاب "العدل والإنصاف" الذي يقول في خاتمته ما يلي " تم الجزء الثالث من كتاب العدل والإنصاف في معرفة أصول الفقه والاختلاف وافق الفراغ من نسخه في عشية نهار الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة إحدى عشرة سنة بعد مائة سنة وألف سنة هجرية نبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام وكان تمامه " بمسجد الصاغة " من قرية ضنك حرسها الله من كل جبار عتيد ومن كل ظالم غشوم على يد الفقير الحقير خلف بن محمد بن خنجر بن سعيد بن غفيلة نسخه لشيخه ومحبه مسعود بن أحمد بن مسعود المزاحمي نفعه الله به ونفع به المسلمين .. " .كما نسخ في هذا المسجد كذلك بعض أجزاء كتاب " بيان الشرع " حيث يقول في خاتمة إحدى النسخ ما يلي :" تم الجزء السادس والأربعون في العتق والولاء من كتاب بيان الشرع ويتلوه إن شاء الله الجزء السابع والأربعون في النكاح وكان فراغه عشية الخميس وثلاث ليال بقين من شهر ذي الحجة الذي هو من شهور سنة ثلاثة عشرة سنة ومائة سنة وألف سنة من هجرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم على يد الفقير الحقير المعترف على نفسه بالخطأ والتقصير خلف بن محمد بن خنجر بن سعيد بن غفيلة وكان تمامه " بمسجد الصاغة" من علاية قرية ضنك حرسها الله وكتبته كما وجدته والحمدلله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وسلم نسخته لعائشة بنت راشد بن خصيب البهلوية " . 3- شق فلج ( السلد) بعلاية ضنك :كذلك عملت هذه القبيلة على شق فلج السلد – بالتعاون مع أفراد قبيلة النغاشي ـ وذلك لري منطقة علاية ضنك ويعتبر هذا الفلج من أكبر الأفلاج في هذه الولاية .4- تعمير منطقة ( حرضي ) ببلدة دوت :من إنجازاتهم الزراعية تعمير وإصلاح منطقة "حرضي " ببلدة دوت بولاية ضنك وكانت هذه المنطقة تروى عن طريق مياه الفلج وقد اشتهرت هذه المنطقة بإنتاج المحاصيل الزراعية المتنوعة .وقد أخبرني بعض كبار السن عن المنتجات الكثيرة التي كانت تنتجها هذه المنطقة وخصوصا من شجر المانجو وغيره من الفواكه حيث يذكرون أنه أثناء عملية الري وخلال ليلة واحدة عثر أحد الأشخاص في الفلج على أكثر من أربعين ثمرة مانجو .ويذكر ـ والله أعلم ـ أن هذه المنطقة دمرت بسبب رياح وأمطار عاتية أتت عليها جعلتها قاعا صفصفا حيث لم يبقى لها أثر .5- المساهمة في توحيد عمان زمن الإمام ناصر بن مرشد :لقد كانت هذه القبيلة من القبائل التي كان لها دور بارز في توحيد عمان في عصر الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ( 1034هـ/1624م - 1059هـ/1649م) حيث شاركت بقيادة شيخها سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود الفيلاني ، وابنه الشيخ زاهر بن سيف بن راشد الفيلاني وقاضيهم الشيخ العلامة خميس بن رويشد بن خميس المجرفي في توحيد عمان تحت زعامة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي وعملوا على نشر الأمن والاستقرار في منطقة الظاهرة بشكل عام وولاية ضنك بشكل خاص ، حيث يقول في ذلك الشيخ المؤرخ نور الدين السالمي : "وجعل –أي الإمام ناصر بن مرشد - يجمع الجيوش والعساكر فاجتمع له خلق كثير فسار بهم إلى الظاهرة وافتتح وادي فدى وأمر ببناء حصنها ونصره أهل العلاية من ضنك وكان مقدمهم الشيخ العالم خميس بن رويشد ورجال الفياليين واستقام أمره بها رغم القالين" .ويقول الشيخ المؤرخ ابن قيصر الصحاري ما يلي: " ثم لم يزل الإمام يجمع الجيوش والجحافل ويدعو بأولي الأندية وأرباب المحافل وينتخب الرجال من أعالي البلد والأسافل حتى اجتمع لديه الجمع الكثير والجم الغفير فسار بالجموع قاصداً للظاهرة وافتتح بها وادي فدى بقدرة الله القاهرة وأمر على الفور ببناء حصنها وذلك لامتناعها وحفظها وصونها ونصروه من قرية ضنك أهل العلاية ووازروه على حسب الطاقة والكفاية فكان مقدامهم الشيخ خميس بن رويشد ورجال الفيالين واستقام أمره على رغم القالين " .ويذكر الشيخ المؤرخ ابن رزيق في كتابه السيرة الجامعة، فتح الإمام ناصر بن مرشد لولاية ضنك ومناصرة أفراد هذه القبيلة له حيث يقول: " ثم جمع جيشا جرارا وضم إليه رؤساء أخيارا ومضى به إلى الظاهرة بعزيمة قاهرة وحين وصلها نصرته رجال الفيالين على القالين ففتح وادي فدى على رغم العدى وأقام أركان حصنها القديم فأجره على الله الكريم ". ويقول الشيخ المؤرخ سالم بن حمود السيابي : " وبعد مدة اجتمع له جيش ضخم من عمان فتوجه لبلاد الظاهرة فافتتح هذا الجيش وادي فدى وهو مفتاح تلك الثغور فبنى حصن فدى ورأى من أهل علاية ضنك عونا ناشطاً ومساعدة فعالة ذلك لأن القائد لهم ذلك البطل الشيخ العالم خميس بن رويشد .." 6- المساهمة في نبوغ عدد من العلماء :ساهمت هذه القبيلة في نبوغ عدد كبير من العلماء واحتضنت ثلة من الأدباء والشعراء.. حيث أصبحت علاية ضنك في عهدهم.. كعبة للعلماء.. وملاذاً للأدباء والشعراء ومن هؤلاء العلماء والفقهاء والشعراء والأدباء الذين نبغوا في عهد قبيلة الفيالين ما يلي:*الشيخ الفقيه خميس بن رويشد بن خميس المجرفي * الشيخ الفقيه فارس بن خميس بن ماجد الفيلاني *الشيخ الفقيه نعمان بن زاهر بن سيف الفيلاني * الشيخ الفقيه سيف بن نعمان بن زاهر الفيلاني *الشيخ الفقيه سعيد بن مسعود بن صالح الربخي *الشيخ الفقيه خلفان بن خالد بن خلفان الساعدي *الشيخ الفقيه خلف بن محمد بن خنجر الغفيلي *الشيخ الفقيه سليمان بن محمد بن ربيعة المربوعي *الشيخ الفقيه سليمان بن علي بن مسعود المزاحمي *الشيخ صالح بن سعيد بن أحمد الشقصي *الشيخ عاقل بن حمد بن عاقل النغاشي الشيخ ربيعة بن زيد بن علي المربوعي *الشيخ سيف بن خلف بن محمد الغفيلي *الشيخ عثمان بن علي بن أحمد الشكري *الشيخ علي بن سرحان بن خميس اليحيائي *الشيخ جاعد بن سنان المربوعي *الشيخ سالم بن حماد بن سعيد الضنكي </div><div dir="rtl" align="right"> </div><div dir="rtl" align="right">برز من هذه القبيلة عددا كبيرا من العلماء والأعلام ، كان لهم دور بارز وفاعل في الحياة الدينية والثقافية والسياسية ، ليس على مستوى ضنك فقط ، بل على مستوى عمان قاطبة .حيث شارك رجال هذه القبيلة في عملية توحيد عمان زمن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي (1624م – 1649م ) رحمه الله .كما ساهموا في رقي العملية التعليمية والثقافية في ولاية ضنك مما ساهم في ظهور عدد كبير من العلماء والشعراء والأدباء في عصرهم وفي ازدهار عملية نسخ الكتب حيث توجد العديد من المخطوطات في مكتبة وزارة التراث والثقافة وفي مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي وفي مكتبة الشيخ الفقيه العلامة سالم بن حمد الحارثي التي نسخت في ولاية ضنك وخصوصا في منطقتي العلاية والوسطى ، ومنهم :1- الشيخ سيف بن راشد بن حجي الفيلاني الضنكيهو الشيخ سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود بن فيلان الفيلاني الضنكي ، أدرك دولة اليعاربة ، وساهم في توحيد عمان في عصر الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ( 1624 ـ 1649م ) ، وذلك بمعية القاضي الشيخ العلامة خميس بن رويشد بن خميس المجرفي ، وقد أثنى عليهم المؤرخ نور الدين السالمي رضوان الله عليه في كتابه " تحفة الأعيان " ، أثناء حديثه عن الإمام ناصر بن مرشد رحمه الله تعالى ، أنجب الشيخ سيف عدد من الأبناء منهم الشيخ زاهر بن سيف بن راشد الفيلاني .2-الشيخ زاهر بن سيف بن راشد الفيلاني الضنكيهو الشيخ زاهر بن سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود بن فيلان الفيلاني الضنكي ، تزعم قيادة قبيلته بعد وفاة والده الشيخ سيف بن راشد الفيلاني ، عاصر عددا من أئمة اليعاربة منهم الإمام سلطان بن سيف والإمام بلعرب بن سلطان والإمام سيف بن سلطان ، وقد أنجب هذا الشيخ عدد من الأبناء لم أتعرف على أحد منهم إلا الشيخ العلامة الفقيه نعمان بن زاهر الفيلاني .3- الشيخ الفقيه فارس بن خميس بن ماجد الفيلاني هو الشيخ الفقيه فارس بن خميس بن ماجد بن خميس بن محمد الفيلاني ، كان حيا إلى سنة 1132هـ ، رأيت مخطوطا منسوخا له من قبل بعض النساخ .3- الشيخ الفقيه نعمان بن زاهر بن سيف الفيلاني الضنكيهو الشيخ الفقيه الرضي نعمان بن زاهر بن سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود بن فيلان الفيلاني الضنكي.ولد هذا الشيخ ونشأ وترعرع بين خمائل وأفانين علاية ضنك ،وذلك في بداية القرن الثاني عشر الهجري أو قبله بقليل ، في عصر الإمام سلطان بن سيف اليعربي (1059هـ -1090هـ) أو في عصر ولده الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي (1090هـ - 1104هـ ) وقد شب هذا الشيخ وترعرع في علاية ضنك متنقلاً بين حصنها حصن " بيت المنيخ " ومسجدها " مسجد الصاغة" ذلك المسجد الذي كان مركز إشعاع ثقافي وديني في ولاية ضنك .وكان هذا المسجد وكذلك مسجد الغاف بسفالة الشكور يضمان الكثير من الكتابات التاريخية في محرابيهما وسواريهما ولكن ما أقبح الجهل فقد هدم هذان المسجدان وأعيد بنائهما بالأدوات الحديثة فضاعت تلك المآثر واندثر تاريخ كان يجب علينا أن نعض عليه بالنواجذ وأن نحافظ عليه للأجيال القادمة .الظاهر - والله أعلم - أن زوجته هي عيدة بنت جاعد بن عبدالله الفيلانية التي توفيت نهار الخميس 24 من شهر جمادي الآخر سنة سبع وسبعين ومائة وألف للهجرة .لم أجد ذكراً لأبناء هذا الشيخ إلا اثنين منهم وهم :الشيخ عبدالله بن نعمان بن زاهر الفيلاني وهو جد الشيخ علي بن ناصر بن علي بن عبدالله الفيلاني الذي كان آخر شيوخ هذه القبيلة حيث أنجب عدداَ من الأبناء منهم راشد بن علي وهداية وراية وزوينة وموزة بنات علي بن ناصر وبوفاة هؤلاء النساء انقرضت هذه القبيلة وتلاشت من الوجود.والشيخ سيف بن نعمان بن زاهر الفيلاني ، كان حيا إلى سنة 1158هـ.تزعم هذا الشيخ قيادة قبيلته.. فسار بهم سيرة حسنة.. واشتهر بين العام والخاص.. حتى صارت أخباره تتناقل من مكان إلى مكان.. ويتغنى الركبان بسجاياه وخصاله التي اشتهر بها حيث كان عالماً فقيهاً وشيخاً قبلياً فاضلا.. حيث يذكر صاحب كتاب إتحاف الأعيان أن للشيخ نعمان بن زاهر أجوبة على سؤالات بعض العلماء منهم الشيخ سعيد بن مسعود بن صالح الربخي الضنكي .هذا وقد ذاع صيته وبرز وذلك بسبب تشجيعه للعلماء والأدباء والشعراء حيث ظهر في عصره عدد من الأدباء واستوطن في هذه الولاية عدد من العلماء ومن هؤلاء الشيخ خلف بن محمد بن خنجر الغفيلي والشيخ سيف بن خلف الغفيلي والشيخ سعيد بن خلف الغفيلي والشيخ عثمان بن علي الشكري والشيخ سليمان بن محمد بن ربيعة المربوعي والشيخ سليمان بن علي بن مسعود المزاحمي والشيخ سعيد بن مسعود بن صالح الربخي والشيخ علي بن سرحان بن خميس اليحيائي والشيخ ربيعة بن زيد بن علي المربوعي والشيخ خلفان بن خالد بن خلفان الساعدي والشيخ صالح بن سعيد بن أحمد الشقصي الضنكي .كما ازدهرت عملية نسخ الكتب في عهده فكثير ما أجد نسخ من كتب بيان الشرع والمصنف والضياء والمعتبر والعدل والإنصاف ومنهج الطالبين وغيرها قد نسخت في زمنه وأغلب هذه الكتب تم نسخها في مسجد الصاغة بعلاية ضنك أو في حصن الإمام بالمنطقة الوسطى منها .توفي الشيخ نعمان بن زاهر الفيلاني بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل وذلك ساعة صلاة المغرب ليلة الجمعة صباح خامس من شهر جمادي الأول سنة واحد وستين ومائة وألف من الهجرة في عصر الإمام بلعرب بن حمير اليعربي ، وقد وجدت تاريخ وفاته مكتوبا على سواري بعض المساجد ، وجاء فيه : " توفي شيخنا الرضي المحب الصفي الوالد الشفيق نعمان بن زاهر بن سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود بن فيلان الفيلاني الضنكي ساعة صلاة المغرب ليلة الجمعة صباح خامس من شهر جمادي الأول سنة واحد وستين ومائة وألف من الهجرة كتبه ولده خاطر بن سالم بن خاطر بن سالم بن خاطر بن راشد بن علي بن محمد بن عبدالله بن ناصر اليعقوبي ساكن عبري بيده".4- الشيخة عيدة بنت جاعد بن عبدالله الفيلانية هي الشيخة عيدة بنت جاعد بن عبدالله الفيلانية عاشت في عصر دولة اليعاربة حيث عاصرت عدد من أئمة اليعاربة وأظن أنها زوج الشيخ الفقيه نعمان بن زاهر بن سيف الفيلاني .توفيت نهار الخميس 24 من شهر جمادي الأخر سنة سبع وسبعين ومائة وألف هجرية ( 1177هـ ) ، حيث وجدت تاريخ وفاتها على النحو التالي : " توفت الوالدة المرحومة عيدة بنت جاعد بن عبدالله الفيلانية نهار الخميس 24 من شهر جمادي الأخر سنة سبع وسبعين ومائة وألف كتبه خاطر بن سالم بن خاطر بن سالم بن خاطر بن راشد بن علي بن محمد بن عبدالله بن ناصر اليعقوبي ساكن عبري بيده " .5- الشيخة شيخة بنت سيف الفيلانية الضنكية هي شيخة بنت سيف الفيلانية نشأت في علاية ضنك يروى عنها – والله أعلم بصحة الرواية - أنها تزوجت من السيد قيس بن الإمام -ولا أدري هل المقصود قيس بن الإمام أحمد بن سعيد أم حفيده قيس بن عزان بن قيس بن أحمد بن سعيد البوسعيدي - حيث حملها معه واسكنها في الكوت .6-الشيخ عبدالله بن نعمان بن زاهر بن سيف الفيلانيهو الشيخ عبدالله بن نعمان بن زاهر بن سيف الفيلاني ، ابن الشيخ الفقيه نعمان بن زاهر ، أنجب عددا من الأبناء منهم الشيخ علي بن عبدالله بن نعمان بن زاهر الفيلاني الضنكي . 7- الشيخ الفقيه سيف بن نعمان بن زاهر الفيلاني هو الشيخ سيف بن نعمان بن زاهر بن سيف الفيلاني ، كان حيا إلى سنة 1158هـ ، رأيت له تعليقا على إحدى المخطوطات . 7-الشيخ سيف بن ناصر بن سيف الفيلانيهو الشيخ سيف بن ناصر بن سيف الفيلاني الضنكي من المشائخ المتأخرين الذين تزعموا قيادة هذه القبيلة انجب هذا الشيخ مجموعة من الأبناء.8-الشيخ ناصر بن سيف بن ناصر الفيلانيهو الشيخ ناصر بن سيف بن ناصر بن سيف الفيلاني من زعماء ومشائخ هذه القبيلة أنجب مجموعة من الأبناء منهم :*محمد بن ناصر بن سيف بن ناصر الفيلاني*سيف بن ناصر بن سيف بن ناصر الفيلاني *شيخة بنت ناصر بن سيف الفيلانية 9- الشيخ علي بن ناصر بن علي بن عبدالله الفيلانيهو الشيخ علي بن ناصر بن علي بن عبدالله بن نعمان بن زاهر بن سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود بن فيلان الفيلاني الضنكي. نشأ هذا الشيخ وترعرع متنقلا بين ضنك وسفالة فدى حيث انتقل إلى سفالة فدى وكان ما يزال طفلا صغيرا .أنجب الشيخ علي بن ناصر الفيلاني مجموعة من الأبناء وهم :*الشيخ راشد بن علي بن ناصر الفيلاني*هداية بنت علي بن ناصر الفيلانية *راية بنت علي بن ناصر الفيلانية *زوينة بنت علي بن ناصر الفيلانية*موزة بنت علي بن ناصر الفيلانية10- الشيخ محمد بن ناصر بن علي بن عبدالله الفيلانيهو الشيخ محمد بن ناصر بن علي بن عبدالله بن نعمان بن زاهر الفيلاني وهو أخ الشيخ علي بن ناصر توفي قبل أخيه الشيخ علي بن ناصر أنجب عدد من الأبناء .11- هداية بنت علي بن ناصر الفيلانية هي الشيخة الفاضلة هداية بنت علي بن ناصر بن علي بن عبدالله بن نعمان بن زاهر بن سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود بن فيلان الفيلاني الضنكي.أكبر أبناء الشيخ علي بن ناصر بن علي الفيلاني ترعرعت في حضن والدها الشيخ علي بن ناصر ، ووالدتها شيخة بنت سعيد بن محمد بن سرور بن سيف بن سعيد اليزيدية ، وقد شبت متنقلة بين وادي فدى وولاية ينقل حيث كان والدها يتردد على الغصون شيوخ بني علي طالبا منهم المدد والمساعدة لاسترجاع ملك آبائه وأجداده .تزوجها ناصر بن حمد بن سعيد بن محمد بن سرور بن سيف بن سعيد اليزيدي وأنجب منها عددا من الأبناء .توفيت ـ رحمها الله تعالى ـ عام 1977م بعد حياة طويلة قاربت المائة سنة وأكثر . </div><div dir="rtl" align="right"> </div><div dir="rtl" align="right">هذا وقد ظلت هذه القبيلة تسيطر على علاية ضنك ، حتى قبيل منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ، حيث بلغ شيخ الفيالين ـ وهو الشيخ سيف الفيلاني ـ من الكبر عتيا وشعر بدنو الأجل ، وكان أبنائه سعيد وناصر ما زالوا صغارا ، فخاف أن تعتدي على ملكه القبائل المجاورة له ، وأن يسيطروا على حصنه بيت المنيخ ، فجعل صديقه الشيخ علي بن حمود بن خميس النعيمي وصياً على أولاده ، وجعل له قبض حصنهم بيت المنيخ إلى أن يبلغوا رشدهم .حيث يقول المؤرخ عبدالله المطوع : " ولما بلغ الفيلاني من الكبر عتيا ، وكان له ولدان اثنان قاصران عن تولي الحكم ، فصار يخشى عليهما من جيرانه، لذا أوصى عليهما علي بن حمود بأن يتولاهما بعنايته ورعايته حتى يستلما زمام الحكم متى بلغا من الرشد " .وبعد بلوغ الكبير منهم رشده سلم إليه الحصن ثم حرض عليه أخاه الصغير ليقتله ، وعندما قتله هرب إلى السنينة ، ولاذ بالشيخ علي بن حمود النعيمي طالبا منه العون والمساعدة ، لفرض حكمه وسيطرته على بلاده وجماعته .حيث يقول صاحب عقود الجمان عن ذلك : ( وعندما بلغ الأولاد سن الرشد ، أخذ علي بن حمود يثير بينهما العداوة والبغضاء ، وسلم الأمر إلى الكبير منهم ، وقال له : " احتفظ بما عندك من المال لأنه مال دولتك ولا تسلم لأخيك منه شيئاً" . وقال للثاني : " لقد سلمت أمانتكم إلى أخيك ، ويظهر لي أنه لا يريد أن يشركك في شيء مما في يده ، وعمل الكبير بما أوصاه به الوصي ، بينما راح الصغير يطالب بشيء مما في يد أخيه، فامتنع هذا عن إعطائه شيئا ، فحصلت المنافسة ، وارتفعت إلى عداوة وقرر الصغير قتل أخيه الأكبر .وقد اشترط عليه الشيخ علي بن حمود إذا قتل أخاه أن يلجأ إليه في السنينة ليقوم بنصره وتأييده ، فراح وقتل أخاه بعيداً عن بلده .وجاء إلى علي بن حمود وأخبره ، فسنحت لعلي بن حمود الفرصة، وركب معه في الحال ، وتوجه إلى بلدة ضنك ، ليحكمه في بلاده، وقبل أن يصلا إلى البلد أصدر علي أمراً إلى سلطان بن محمد الصلف أن يقتله ، فأطلق سلطان النار على الولد ، وأرداه قتيلاً ، وواصل الركب مسيره إلى ضنك ، ولم يكن فيها إلا العبيد ، ولا علم لديهم بما جرى ، وحالما وصل علي بن حمود فتحوا له باب القصر المعروف باسم " قصر المنيخ " فدخله ).وبذلك استولى النعيم على علاية ضنك من أيدي الفيالين ، وكان ذلك قبل معركة " سالمة " بعدة سنوات ، حيث أن الشيخ علي بن حمود لم يدرك معركة سالمة التي وقعت عام 1287هـ الموافق عام 1870م ، وقد أدركها أولاده وهم أحمد بن علي النعيمي ومحمد بن علي النعيمي ـ الذي تولى زعامة علاية ضنك بعد وفاة والده ـ واشتركوا فيها واستطاعوا الانتصار على جيش الإمام عزان بن قيس رحمه الله تعالى ، وقد كان الشيخ أحمد بن علي النعيمي أحد قادة هذه المعركة .هذا وقد صار الموقف الذي حل بأبناء الشيخ الفيلاني يضرب به المثل وما زال الناس يرددوه إلى اليوم حيث يقول الشاعر :</div><div dir="rtl" align="right">لا تسوي قصة الفيلاني == رايح للمنيه عاني</div><div dir="rtl" align="right"> وعلى الرغم من سيطرة قبيلة النعيم على علاية ضنك وعلى حصن بيت المنيخ إلا أنه بقي بعض أفراد هذه الأسرة حتى أواخر القرن العشرين وبوفاتهم انقرضت هذه القبيلة نهائياً من ولاية ضنك ولا يوجد الآن إلا أحفادهم من جهة البنات فقط ، وسبحان الله الدائم المتفرد بالبقاء القادر على كل شيء .أما خارج ضنك فقد بقيت بعض البيوت القليلة في منطقة " معمد " بولاية منح في المنطقة الداخلية ، والظاهر أنهم انتقلوا إليها من موطنهم الأصلي علاية ضنك في نهاية عصر دولة اليعاربة ، وذلك بصحبة الشيخ الفقيه الوالي عامر بن محمد بن عامر بن خلف الشامسي المعمدي المنحي الذي كان واليا على ضنك حتى عام 1141هـ وذلك في زمن الإمام سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي ( 1140هـ/ 1728م – 1145هـ/1732م ). ولعله يوجد بعضهم في أماكن أخرى .</div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-92230441398805207812009-10-26T09:55:00.000-07:002009-10-26T10:03:07.798-07:00مقدمة عن قبائل ضنكالأخوة الأعزاء من الولايات التي تتميز بتعدد قبائلهاوتنوعها ، ولاية ضنك ، وهي إحدى ولايات منطقة الظاهرة ، بل هي أوسط عقدها ، تمتاز بواديها الدائم الجريان ، وبأفلاجها العديدة الغزيرة المياه ، وبمعالمها التاريخية الموغله في أعماق التاريخ .لهذه الولاية نزحت الكثير من القبائل ، قحطانية وعدنانية ، وشكلت ـ جميعها ـ تاريخ ضنك ـ الزاخر بالأمجاد ، والبطولات ، وقلاعها وحصونها وبروجها التي تعتنق قمم الجبال شاهد على ذلك .<br /><br />جاء في " المعاجم اللغوية "ضنك الشيء ضنكاً بمعنى ضاق والضنك الضيق من كل شيء ومعيشة ضنك ضيقة .وفي القرآن الكريم : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ) والضنك ضيق العيش وكل ما ضاق فهو ضنك. وتنطق كلمة ضنك بفتح حرف الضاد وسكون النون حيث يقول الشيخ المؤرخ سالم بن حمود السيابي موضحا النطق الصحيح لكلمة ضنك: "أعلم أن ضنك وهي بضاد مفتوحة ونون ساكنة بعدها كاف من أفخر البلاد وأوسعها".ويذكر المؤرخ ياقوت الحموي في كتابه " معجم البلدان "أن كلمة ضنك تنطق بالفتح ثم السكون وتعني الضيق وذكر أنها اسم موضع لم يحدد مكانه .ثم ذكر بيتا من الشعر لبعض الشعراء يقول فيه :<br /><br />ويوم بالمجازة والكلندى === ويوم بين ضنك وصومحان<br /><br />هذا ويطلق كذلك على ضنك اسم " العوجاء " وذلك بسبب تموج واعوجاج مسار الوادي تبعا لمجرى الماء .وقد ذكر مؤلف كتاب " دليل الخليج " كذلك: " أن ضنك كثيرا ما يلفظ اسمها ضنش " .ويرى بعض الباحثين أنها تسمى كذلك " ضك " بحذف حرف النون وعلى الرغم من التقارب في المعنى بين كلمة " ضنك" وكلمة " ضك " إلا إنني لم أجد من ذكر هذه الولاية بهذا الاسم بل جميع المصادر والمراجع مجمعة ومتفقة على أن اسمها ضنك .<br /><br />ومن خلال تتبع المصادر التاريخية القديمة نرى أن هذا الاسم – أي اسم ضنك - اسما قديما موغلا في أعماق التاريخ حيث نجد أن عددا من المؤرخين والشعراء والرحالة ذكروا هذا الاسم في مؤلفاتهم وأشعارهم .وأول من ذكر هذا الاسم حسب إطلاعي هو الشاعر العماني سّوار بن المضرّب السعدي التميمي وذلك في قصيدته المشهورة النونيةالتي قالها عن عمان مبينا فيها حنينه ولوعته واشتياقه لزيارة موطنه ومرتع صباه حيث يقول:<br />أحب عمان من حبي سليمى === وما طبي بحب قرى عمان<br />فلا أنسى ليالي بالكلندى === فنين وكل هذا العيش فانِ<br />ويوماً بالمجازة يوم صدق === ويوما بين ضنك وصومحانِ<br /><br />كما ذكر هذا الاسم المؤرخ المقدسي في كتابه " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم "أثناء حديثه عن بعض المدن العمانية .وذكره كذلك العلامة المؤرخ العوتبي ـ وهو من علماء عمان في القرن الرابع الهجري ـ في كتابه " الأنساب"وذلك أثناء حديثه عن القبائل التي استوطنت عمان منذ بداية الهجرة العربية إليها . وقد سميت ضنك بهذا الاسم لوقوعها بين الجبال الشاهقة التي تحيط بها وتكتنفها من كل جانب وتحيط بها كدروع سابغة تحميها من غدر الطبيعة وجبروت الإنسان مما جعل هذا المكان ضيقاً أو ضنكاً .وليس كما يدعي البعض أنها سميت بهذا الاسم بسبب ضيق العيش فيها وشح الموارد فالواقع ينفي ذلك حيث أن وجود هذا الوادي الدائم الجريان منح ضنك خصوبة في الأرض وغزارة في المياه مما جعلها تنتج شتى المحاصيل الزراعية والدليل على الرخاء الذي كانت تعيشه ضنك توافد عدد كبير من القبائل إليها والاستيطان بها واتخاذها مقرا وسكنا لها .<br /><br />بعد إنهيار سد مأرب أخذت بعض القبائل العربية تحث السير نحو عمان وكان على رأس هذه القبائل مالك بن فهم الأزدي الذي استطاع أن يسيطر على عمان ويكون فيها مملكة عربية قوية استمرت لفترة طويل من الزمن .وبعد أن استقرت قبائل الأزد في بعض مناطق عمان أخذت قبائل أخرى تتوافد إليها وخصوصا من شمال الجزيرة العربية وعملت على الإختلاط مع القبائل التي سبقتها وكونتا معا مزيجا من القبائل التي ما زالت تشكل عمان إلى الآن .وقد كانت ولاية ضنك من المناطق التي وفدت إليها القبائل العربية واستقرت فيها منذ تلك العصور وحتى الآن وتنتسب هذه القبائل إلى القبائل العدنانية والقبائل القحطانية .حيث يذكر المؤرخ العوتبي في " كتابه الأنساب " أثناء حديثه عن القبائل العمانية التي نزلت بعمان بعد هجرتها من جنوب وشمال الجزيرة العربية أن بعض هذه القبائل استوطنت واستقرت في ضنك حيث يقول ما يلي : "ونزل بعمان قوم من بني النبيت من الأنصار في الجاهلية ومنازلهم في قرية يقال لها ضنك من أعمال السر ونزلها ناس من بني الحارث بن كعب ومنازلهم بضنك وهذه البلاد فيها النخل والموز والرمان والأترنج ومزارع الحنطة والذرة ونزلها قوم من قضاعة من بني المقين بن جسر نحو مائة رجل منازلهم بضنك من السر" بل أن المؤرخ العوتبي يذكر أن بعض القبائل وفدت على مناطق معينة من ضنك واستقرت بها حيث يقول : " ومن قبائل بني الحارث الأصغر بن معاوية منهم أهل بيت الصمة يسكنون فدا ".ويقول كذلك : "وأما بنو سعيد بن سعد فكانوا أهل دوت"كما أن الشاعر الكيذاوي وهو من شعراء القرن العاشر الهجري يتطرق إلى ذكر بعض القبائل التي كانت وما زالت تعيش في ولاية ضنك وذلك أثناء حديثه عن مسيرة الملك فلاح بن محسن النبهاني بجيشه إلى وادي بني خالد بصحبة عدد كبير من القبائل من شرق عمان وغربها حيث يقول أثناء حديثه عن قبائل ضنك :<br />وآل وحشي جميعا في غطارفة === من آل شكر أو من آل فيلان<br />وفيه آل عزيز مع بني عمر === مع آل حمير مع عبس وذبيان<br /><br />وقد ذكر المؤرخ مايلز في كتابه ( الخليج بلدانه وقبائله) بعض القبائل التي كانت تعيش في ضنك ومنها : قبيلة بني زيد ، بنو عزيز ، البداة ، النعيم ، بنو ساعدة ، بنو قتب .وذكر كذلك المؤرخ لويمر في كتابه( دليل الخليج ) بعض قبائل ضنك حيث يقول : " وتنقسم ضنك إلى العلاية وتضم خمسة أحياء وسفالة وبها سبعة أحياء ، ويبلغ عدد سكان ضنك 3500 نسمة ينتمون لبني نعيم وسكان السفالة هم من عيال عزيز وعيال حيا والشوامس والوحاشا والشكور" .<br /><br />توجد في ولاية ضنك العديد من القبائل ، بعهضا قحطانية والأخرى عدنانية ، بعضها قديم في هذه الولاية ولها أماكنها ومعالمها التاريخية وحصونها وبروجها وأفلاجها ، وبعضها وفد منذ فترة ليست بالبعيدة ، إلا أن الجميع أندمج في الحياة بحلوها ومرها ، وشارك وساهم في إزدهار هذه الولاية ورقيها .ومن هذه القبائل :* الساعدي * العيسائي* اليحيائي* العزيزي* المربوعي* المزاحمي* الوحشي* الشكري* الربخي* النعيمي* الشامسي* البادي* اليزيدي / الزيدي* المسماري* العلياني* المطرفي* النقبي* الخنبشي* العلوي* اليعربي* الشكيلي* المنذري* الشملي* الكلباني* المقبالي* الغيثيفارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-36423240554983947712009-09-19T03:20:00.000-07:002009-09-19T03:22:55.855-07:00من قبائل ضنك ( قبيلة المربوعي )<div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;">قبيلة المربوعي إحدى قبائل ولاية ضنك ، قليلة العدد ، لها تاريخ عريق ، سطرت مآثر ومحامد لا يبليها تعاقب الأيام وتغير الأحوال ، تتمركز في ( الوسطى ) من ولاية ضنك ، بالقرب من حصن الإمام ، ذلك الحصن الذي كان المركز الإداري لهذه الولاية ، لا أدري لمن تنتسب ، دخلت في حلف قبيلة النعيم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين ، يعدهم البعض منهم ، وإن كان الأمر بخلاف ذلك ، فهم قبيلة مستقلة بذاتها، لها مناطقها الخاصة بها وأفلاجها وحصونها وبروجها.</span></div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;"></span> </div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;">برز منها العديد من الفقهاء والأدباء والشعراء الذين أسهموا في الحياة العلمية والثقافية في ولاية ضنك بصورة خاصة وفي عمان بصورة عامة .</span></div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;"></span> </div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;">كما تبوأ بعضهم مناصب سياسية عليا في عصر الإمامة اليعربية ( 1034هـ ـ 1162هـ ) ومن هؤلاء العلماء ما يلي :</span></div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;">1- الشيخ الفقيه محمد بن ربيعة بن زيد بن درع بن علي المربوعي الضنكي ، من أعلام عمان في القرن الحادي عشر الهجري ، وهو والد الشيخ الفقيه الأديب سليمان بن محمد بن ربيعة المربوعي . </span></div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;"></span> </div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;">2- الشيخ الفقيه سليمان بن محمد بن ربيعة المربوعي الضنكي ، من علماء عمان في النصف الثاني من القرن الحادي عشر والنصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري ، ولد في بلدة ضنك في عصر الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي ( 1059هـ/ 1649م - 1090هـ/1679م) درس الشيخ سليمان على يد العلماء المعاصرين له وما فتئ يدرس ويتعلم ويزاحم العلماء بالركب حتى ارتقى في سلم درجات العلم فأصبح من أكابر فقهاء عمان ومن الذين يشار إليهم بالبنان .وعندما تفيء هذه المرتبة من العلم استدعاه الإمام سيف بن سلطان اليعربي إلى نزوى وظل بها حتى وفاة هذا الإمام عام 1123هـ حيث اجتمع فقهاء وعلماء عمان برئاسة الشيخ العلامة عدي بن سليمان الذهلي واتفقوا على عقد الإمامة على ولده الإمام سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي وقد كان الشيخ سليمان بن محمد من الذين عقدوا بيعة الإمامة لهذا الإمام .حيث يقول الشيخ العلامة نور الدين السالمي نقلاً عن الشيخ الصبحي ما يلي : " وكان المتولي للعقد عدي بن سليمان وخلف بن محمد وسليمان بن محمد وكلهم ثقاة فقهاء " ) ( تحفة الأعيان ج2 ، ص 117 )لقد تبوأ الشيخ سليمان بعض المناصب السياسية في الدولة اليعربية حيث عينه الإمام سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي ( 1123هـ/1711م – 1131هـ/1719م) واليا على مدينة نزوى وذلك بعد أن انتقل الإمام سلطان إلى مدينة الحزم حيث يقول الشيخ المؤرخ السالمي أثناء حديثه عن إمامة الإمام سلطان بن سيف الثاني ما يلي : " بويع له بعد موت أبيه وذلك في شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف وكتب العلامة الصبحي لبعض إخوانه أن سيف بن سلطان صح معنا موته ثم صح معنا تقديم المسلمين ابنه سلطان إماما لكافة المسلمين تلقفت صحة ذلك من الفقيه ناصر بن سليمان بن مداد وسليمان بن محمد بن ربيعة المربوعي وقد ولاه على أهل نزوى " .( تحفة الأعيان ج2/ 117)ثم عينه بعد ذلك والياً على حصن ضنك ـ وهو الحصن الذي يطلق عليه اسم " حصن الإمام " ـ حيث أمر أثناء ولايته على ضنك وذلك عام 1129هـ - الشيخ سالم بن حماد بن سعيد بن أحمد الضنكي بنسخ أحد أجزاء كتاب الأشراف للشيخ الفقيه مبارك بن غريب بن مبارك المزروعي السمائلي حيث يقول في خاتمة الكتاب :" تم كتاب الأشراف وصلى الله على نبيه محمد النبي وآله وصحبه وسلم وكان تمامه وفراغه نهار الثلاثاء ورابع من شهر ربيع الأول من شهور سنة تسع سنين وعشرين سنة ومائة سنة وألف سنة من الهجرة الإسلامية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام وكان تمامه على يد الفقير الحقير المعترف بالخطأ والذنوب والتقصير الراجي إلى رحمة ربه القدير سالم بن حماد بن سعيد بن أحمد الضنكي للشيخ الثقة العدل الرضي الوالي الولي مبارك بن غريب بن مبارك المزروعي السمائلي اللهم وفقه لحفظه ولفظه وفهم معانيه إنك سميع الدعوات إنه على كل شيء قدير وكان نسخه له بأمر الشيخ الفقيه المحب الصفي سليمان بن محمد بن ربيعة المربوعي وهو والي حصن ضنك بعصر سيدنا ومولانا إمام المسلمين وخليفة النبيين سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي أعزه الله ونصره على أعدائه وأيده على القوم الكافرين وصلى الله على محمد النبي وآله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " . كما عُين واليا على منطقة الجو ( البريمي ) في عصر الإمام سيف بن سلطان بن سيف سلطان بن سيف بن مالك اليعربي ( 1140هـ/ 1728م – 1145هـ/1732م) .كان الشيخ سليمان فقيها وعالما وأديبا وشاعرا ، حيث أطلعت على بعض الآراء والفتاوى الفقهية له في بعض الكتب التي دونت في عصره أو بعد وفاته,ويذكر الشيخ البطاشي: (( أن له أجوبة كثيرة في الفقه نظماً ونثراً )). كما كان الشيخ ناسخاً لبعض المؤلفات الفقهية التي ما زالت مخطوطة إلى الآن .كما نُسخ له العديد من الكتب والمؤلفات من قبل العلماء المعاصرين له ومن هذه الكتب بعض أجزاء كتاب بيان الشرع والناسخ هو الشيخ عبدالغني بن محمد بن عبدالله بن محمد البصري القرشي الجوي الشافعي عام 1120هـ وذلك في عصر الإمام سيف بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي (1104هـ/1692م – 1123هـ/1711م) حيث يقول في خاتمة الكتاب ما يلي : " تم الجزء الرابع والأربعون في البيوع في أصناف شتى في العيوب والإقالة والثقة وهو الثالث من البيوع من كتاب بيان الشرع يتلوه الجزء الخامس والأربعون في البيوع والسلف والتجارة والمضاربة والرهن وهو الرابع من البيوع من كتاب بيان الشرع وكان تمامه ضحى الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة عشرين سنة ومائة سنة وألف سنة من الهجرة الإسلامية على مهاجرها أفضل الصلاة والتسليم وكان تمامه على يد العبد الفقير إلى الله الراجي رحمة الله عبدالغني بن محمد بن عبدالله بن محمد البصري المخزومي القرشي كتبه للشيخ الورع الثقة الزكي سليمان بن محمد بن ربيعة المربوعي رزقه الله حفظه والعمل بما فيه ". ويقول أيضا في خاتمة مخطوطة بيان الشرع : ( ..كان تمامه يوم الأثنين لسبع عشرة ليلة خلت من شهر جمادى الآخرة من شهور سنة عشرين سنة ومائة سنة وألف سنة من الهجرة الإسلامية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام على يدي العبد الفقير الحقير المقر بالذنب والعجز والتقصير الراجي عفو ربه القدير عبدالغني بن محمد بن عبدالله بن محمد المخزومي القرشي البصري ثم الجوي نسخه للشيخ الرضي سليمان بن محمد بن ربيعة المربوعي رزقه الله حفظه والعمل بما فيه إنه ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله).كما نسخ له كتاب " المعتبر " للشيخ أبي سعيد الكدمي وذلك في عصر الإمام سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي ( 1123هـ/1711م – 1131هـ/1719م ) والناسخ هو الشيخ الفقيه خلف بن محمد بن خنجر بن سعيد بن غفيلة الغفيلي الضنكي حيث يقول :" وقع الفراغ من نسخ هذا الكتاب ضحى ثالث شهر ذي الحجة أحد شهور سنة أربع وعشرين ومائة سنة وألف سنة من الهجرة النبوية الإسلامية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام على يد أفقر خلق الله وأحوجهم إلى رحمة ربه القدير النادم على ما فرط في جنب الله خلف بن محمد بن خنجر بن سعيد بن غفيلة نسخة لشيخه وسيده الوالي الموالي الشيخ سليمان بن محمد بن ربيعة بن زيد المربوعي الضنكي رزقه الله حفظه والعمل بما فيه إنه سميع الدعاء آمين ".هذا وقد توفي الشيخ سليمان ـ رحمه الله تعالى ـ في منتصف القرن الثاني عشر الهجري أو قريباً منه حيث أنه لم يشارك في عزل الإمام سيف بن سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي ومبايعة الإمام بلعرب بن حمير اليعربي عام 1146هـ مما يدل على أن الشيخ قد توفي قبل هذا التاريخ.ومما يدلل على ذلك أن الشيخ عمر بن مسعود بن ساعد المنذري نسخ أحد الكتب للشيخ سليمان في عام 1129هـ مما يدل على أن الشيخ كان على قيد الحياة حتى هذا التاريخ ويذكر الشيخ البطاشي أنه كان على قيد الحياة إلى سنة 1141هـ وبهذا أستطيع القول أن الشيخ توفي ما بين عامي 1141هـ و 1146هـ .</span></div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;"></span> </div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;">3- الشيخ الفقيه ربيعة بن زيد بن علي المربوعي الضنكي ، من أعلام ولاية ضنك في القرن الثاني عشر الهجري ، وهو من أقرباء الشيخ سليمان بن محمد المربوعي . </span></div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;"></span> </div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;">4- الشيخ جاعد بن سنان المربوعي الضنكي ، من أعلام ولاية ضنك في القرن الثاني عشر الهجري ، كان ناسخا للكتب ، جيد الخط .</span></div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;"></span> </div><div dir="rtl" align="right"><span style="font-family:arial;font-size:180%;color:#330099;">5- الشيخ ربيعة بن سليمان بن محمد المربوعي ، وهو ابن الشيخ سليمان بن محمد المربوعي ، يقول كتاب النمير (الجزء 2/166) : ( يروى أن الشيخ الفقيه العالم سليمان بن محمد بن ربيعة بن زيد المربوعي الضنكي خرج عند وادي ضنك مع جملة من أهل البلاد طالبين من الله تعالى نزول الغيث بعد أن أجدبت الديار وجفت الآبار فاستجاب الله دعوتهم فعم الخصب سائر البلاد وكان خطيبهم يومئذ والدي الشيخ الفقيه العالم سليمان بن محمد بن ربيعة بن زيد المربوعي الضنكي ، وكتبه ربيعة بن سليمان بن محمد المربوعي )</span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-29189199870332334722009-09-17T23:21:00.000-07:002009-09-18T14:25:08.125-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( الخاتمة)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><div id="post_message_509027"> <p align="center"> <span style="font-size:180%;"><span style="color:red;">الخاتمة :</span></span><br /><br /><span style="color:darkred;"><br /><span style="font-size:180%;">أعزائي القراء..</span></span><span style="font-size:180%;"><br /></span></p><div style="text-align: justify;"><span style="font-size:180%;"> ها أنتم قد اطلعتم على ما احتوته حدائق فكري.. وتفرجتم على بساتين جملي.. واختتمتم جولة سفركم في رحاب <span style="color:darkred;">" حدائق ذات أفنان"</span>.. بعضكم سعيد والبعض غضبان.. فللذين أعجبتهم تلك الجولة.. أتوقع لأنهم وجدوا أني قد زرعتها من حدائق الحياة.. ومن بساتين الواقع.. فكل ثمرة مررت بها وأنا في رحلتي في الحياة.. وأعجبت بها حق الإعجاب.. أخذت منها شتلة.. حتى أزين بها حدائقي.. لتكون حدائق غناء.. ليتلذذ بها القارئ الكريم كما تلذذت أنا بطعمها.. لتبعد عنه الحزن والسآمة.. والضيق والقنوط.. وقد تستغربون عندما تجدون أن بعض هذه الشتلات متشابهة.. والحقيقة أن هذه الشتلات متشابهة في الشكل فقط.. لكنها مختلفة في المضمون أي في الطعم أو الرائحة..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">ورصعت فيه الدرر حتى تركته</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> يضيء بلا شمس ويسري بلا قمر</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فعيناه سحر والجبين مهند</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ولله در الرِّمش والجيد والحور</span></span><br /><span style="font-size:180%;"> أما الذين لم تعجبهم حدائقي.. فأستميحهم عذراً على إضاعة وقتهم.. فيما لا فائدة منه!! ولا طائل من ورائه!!.. </span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">وأقول لهم :</span> أن معظم الكتب تحمل بين طياتها.. الغث والسمين.. والجيد والرديء.. فيأخذ القارئ ما يراه صائباً.. وقد ينفعه في الحياة.. ويترك ما يراه على خطأ.. أو يضره في سلوكه وفكره ومعتقده.. واعلم أن هذه الحدائق لا تختلف عن تلك القاعدة.. لكنها عندي تمثل فكري ومعتقدي.. وتمثل سلوكي ومنهجي.. فإن كنت على خطأ.. فمن نفسي ومن الشيطان.. وإن كنت على صواب.. فمن الله.. والله يهدي من يحب إلى الصراط المستقيم.. واعلم أن الإنسان معرض للخطأ والزلل.. وجل من لا يخطأ.. وليس العيب أن يخطأ الإنسان.. ولكن العيب أن يستمر على الخطأ.. سواء كان سبب الاستمرار.. الكبر أو الجهل.. ولا يعذر في الاثنتين.. وإني أقول : <span style="color:navy;">رحم الله امرأ أهداني عيوبي</span>..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">وما من كاتب إلا سيفنى</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ويبقى الدهر ما كتبت يداه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فلا تكتب بكفك غير شيء</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> يسرُّك في القيامة أن تراه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">وفي الختام</span> لا أقول لكم وداعاً.. بل إلى لقاء قريب إن شاء الله.. <span style="color:darkred;">مع حدائق أخرى</span>.. سبحان ربك رب العزة عما يصفون.. وسلام على المرسلين.. والحمد لله رب العالمين..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">المرء بعد الموت أحدوثه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> يفنى وتبقى آثاره</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فأحسن الحالات حال امرئ</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> تطيب بعد الموت أخباره<br /><br /></span></span><div style="text-align: left;"><span style="color: rgb(102, 0, 0);font-size:180%;" >مع تحيات أخوكم في الله :</span><br /></div><div style="text-align: left;"><span style="color: rgb(0, 0, 102);font-size:180%;" >فارس الكلمة.....</span><br /></div></div><p align="center"> </p></div></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-29676210991314383842009-09-17T23:20:00.001-07:002009-09-17T23:21:35.479-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ رسائل وردود ـ الرد :( البلسم الشافي)<span style="font-size:180%;"><span style="color: rgb(102, 0, 0);">الرد:</span><br /><span style="color: rgb(51, 0, 51);">البلسم الشافي:</span><br /><br />أيها المحب.. إليك البلسم الشافي.. الذي حار به فكرك.. وتاه عنه عقلك.. شفاء لآلامك وأحزانك.. وترياقاً لكل مرض وبلاء.. ودواء لكل داء ووباء.. وحلاً لما عجز عنه علمك..<br /><span style="color:Purple;">سرح الطرف في رياض المعالي<br />وزن الأمر وزن حر موالي<br />وافتكر في الأمور كيف تراها<br />وزن الأمر وزن حر موالي<br /></span>فاعلم أيها السائل الحبيب.. أن كل الخلق يشكو دهره.. ويبكي عصره.. ويندب أمره.. وقد أنهى بالهم عمره.. وهذا حال الناس في كل عصر ومصر.. ولا مناص منه ولا مهرب.. ولا سبيل عنه ولا مخرج.. وإليك الحل عما سألت.. والإجابة عما استفسرت..<br /><span style="color:Purple;">وما استعصى على قوم منال<br />إذا الإقدام كان لهم ركابا<br /></span>فعندما يعم التقوى والإيمان.. في نفوس عباد الرحمن.. وتكون الاستقامة على دروب أهل الرضوان.. والسير في طريق أهل الإحسان.. ومخالفة النفس والهوى والشيطان.. ومجانبة الكفر والفسوق والعصيان.. عندها.. سوف تفتح أبواب الرحمن.. وتزال جدران الحقد والكراهية والغل والحسد من نفوس بني الإنسان.. وسيجتمع في صحن الدار كل أحبتنا وأخوتنا.. على كتاب الله.. وسنة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم..<br /><span style="color:Purple;">أما والله لو علم الأنام<br />لما خلقوا لما غفلوا وناموا<br />حياة ثم موت ثم نشر<br />وحشر ثم أهوال عظام<br /></span>وعندما يكثر التضرع والاستغفار.. بالليل والنهار.. والعشي والأسحار.. والتوبة من الذنوب الصغار والكبار.. وإدمان قرع باب علام الغيوب العلي الجبار.. فسوف تُكسر قيود المعصية.. وتُقطع سلاسل الشيطان.. وتُذاب قضبان الهوى.. وتُلغى حواجز النفس الأمارة بالسوء.. وتُمزق الفواصل التي صنعها الفكر المتعفن.. محب الشهوة والشهرة..<br /><span style="color:Purple;">إذ كان لا يرجوك إلا محسن<br />فمن الذي يدعو إليه المجرم<br />أدعوك رب كما أمرت تضرعاً<br />فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم<br />ما لي إليك وسيلة إلا الرجا<br />وجميل عفوك ثم أني مسلم<br /></span>وعندما يدوم ذكر الله على كل حال.. في الحل والترحال.. وبالليل والنهار حتى نهاية الآجال.. واللهج بياذا الجلال.. مع موافقة القلب اللسان.. والعمل بجميع الأركان.. وانتهاج سنة سيد الإنس والجان.. واقتفاء آثار الصحابة وأهل التقى والإحسان.. وإتباع مُنزل القرآن.. عندها.. سوف ترى المسلم عزيزاً أبياً.. والإسلام عالياً خفاقاً.. والأقصى حراً طليقاً.. والظالم ضعيفاً حقيراً..<br /><span style="color:Purple;">يا من يرى ما في الضمير ويسمع<br />أنت المعد لكل ما يتوقع<br />يا من يرجى للشدائد كلها<br />يا من إليه المشتكى والمفزع<br />ما لي سوى فقري إليك وسيلة<br />فبالافتقار إليك فقري أدفع<br />ما لي سوى قرعي لبابك حيلة<br />فلئن رددت فأيَّ باب أقرع<br /></span>وعندما تصف القلوب من الضغائن والأحقاد.. وتطهر من الفساد كالغل والحقد والحسد.. ويمحى من النفوس الكبر والعجب والرياء.. وتنظف الألسن من الكذب والسباب واللعان.. أو الغيبة والنميمة والبهتان.. وترك الانتقام من العباد.. ولو كانوا من أهل المصائب والفساد.. والعفو عن المسيء والحلم على أهل العناد.. والإحسان إلى أهل البؤس والشقاء.. وتفقد أهل الحاجة من المساكين والفقراء.. وأهل الإجهاد والإعسار والبلاء.. وقضاء حوائجهم.. وإدخال الفرح في نفوسهم.. وخفض الجناح لكل سائل أو محتاج.. وتلطيف القلوب بالكلمة الطيبة.. والبسمة الحانية.. وعندما يعفو الإنسان عمن ظلمه.. ويصل من قطعه.. ويعطي من حرمه.. ويحلم عن من أساء إليه.. عندها.. سوف ترى الابتسامة تملأ الوجوه.. والسعادة تعم النفوس.. والمحبة تسيطر على القلوب..<br /><span style="color:Purple;">أخاك أخاك فهو أجلُّ ذخر<br />إذا نابتك نائبة الزمان<br />وإن رابت إساءته فهبها<br />لما فيه من الشيم الحسان<br />تريد مهذباً لا عيب فيه<br />وهل عود يفوح بلا دخان<br /></span>أما عند مخالفة هدي الرحمن.. وإتباع الهوى والنفس والشيطان.. وملازمة أهل الكفر والفسوق والعصيان.. ومتابعة حزب الشيطان.. وقلة الاستغفار في الليل أو النهار وعند المنام.. وعدم التوبة من الذنوب العظام.. وإدمان الانغماس في الموبقات والحرام.. وسلوك دروب أهل الشقاء والإجرام.. والتلذذ بالمعاصي والآثام.. عندها.. تتحجر القلوب التي في الصدور.. وتموت الضمائر.. ويتعطل العقل عن العمل والتفكير.. ويتعود اللسان على كثرة الهذيان.. سواء أكان غيبة ونميمة وبهتان.. أو كذب وقول الزور وسباب ولعان.. وغيرها من آفات اللسان.. التي يصبح سالكها مثل الحيوان..<br /><span style="color:Purple;">هذا جزاء أناس بالهوى غلبوا<br />وقصروا في أمور الدين فاستلبوا<br />كانوا شموساً عيون الناس ترمقهم<br />لكنهم بعد طول الدهر قد غربوا<br /></span>ويكثر الفراغ بين شباب الإسلام.. فيبتعدوا عن أهل الصلاح والأخيار.. ويصاحبوا الأنذال والأشرار.. بعد أن يصابوا بداء الخواء الروحي الذي يفتك بالأحرار.. عند ذلك.. سترى أن ذلك الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى عن باقي مخلوقاته.. سيتحول في نهاية المطاف.. إلى مسخ حيواني.. همه الوحيد.. إرواء جوعه.. وإشباع غريزته.. في لحظة عابرة.. وشهوة عارمة.. ونزوة حيوانية بحتة.. وبدون أي خجل أو وجل..<br /><span style="color:Purple;">إذا ما الجهل خيم في بلاد<br />رأيت أسودها مسخت قروداً<br /></span>وسيتحول كثير من الناس.. من عبادة الرحيم البصير.. إلى عبادة الدرهم والدينار.. وسيقدس صاحب الريال.. ويرمى إلى الكلاب كل من ليس عنده شيء من المال..<br /><span style="color:Purple;">من كان يملك درهمين تعلَّمت<br />شفتاه أنواع الكلام فقالا<br />وتقدَّم الفصحاء فاستمعوا له<br />ورأيته بين الورى مختالا<br />لولا دارهمه التي في كيسه<br />لرأيته شرَّ البرية حالا<br />إن الغنيَّ إذا تكلم كاذباً<br />قالوا صدقت وما نطقت محالا<br />وإذا الفقير أصاب قالوا لم يصب<br />وكذبت يا هذا وقلت ضلالا<br />إن الدراهم في المواطن كلها<br />تكسو الرجال مهابة وجلالا<br />فهي اللسان لمن أراد فصاحة<br />وهي السلاح لمن أراد قتالا<br /></span>أو يطحن بعبارات السب والتقريع والإذلال.. أو نظرات الازدراء والاحتقار..<br /><span style="color:Purple;">يغدوا الفقير وكل شيء ضده<br />والأرض تغلق دونه أبوابها<br />وتراه ممقوتاً وليس بمذنب<br />ويرى العداوة ولا يرى أسبابها<br />حتى الكلاب إذا رأت ذا بزة<br />أصغت إليه وحركت أذنابها<br />وإذا رأت يوماً فقيراً جائزاً<br />نبحت عليه وكشرت أنيابها<br /></span>أو يصبح منبوذاً من الأهل والأصدقاء..<br /><span style="color:Purple;">الناس أتباع من دامت له النعم<br />والويل للمرء إن زلَّت به القدم<br />المال زين ومن قلَّت دارهمه<br />حيٌّ كمن مات إلا أنه صنم<br />لما رأيت أخلائي وخالصتي<br />والكلُّ مستتر عني ومحتشم<br />أبدوا جفاء وإعراضاً فقلت لهم<br />أذنبت ذنباً فقالوا : ذنبك العدم<br /></span>وسوف يقتل الأخ أخاه.. ويعق الابن أباه.. عندما تنعدم القدوة.. وتنخار المبادئ.. وتتبخر الأحاسيس.. وتتهدم أركان الأخلاق.. وتتزلزل أعمدة القيم..<br /><span style="color:Purple;">وليس بعامر بنيان قوم<br />إذا أخلاقهم كانت خرابا<br /></span>وسوف يفجر الولد بأمه وذويه.. وتبيع البنت شرفها بأبخس الأثمان.. عندما تنعدم التربية.. وتراق الشهامة.. وتذاب الكرامة.. وتغتال المروءة.. ويذهب الحياء.. وعندما يعم الرضى بالدناءة.. والسكوت عن الحق.. وسلوك طريق الشيطان..<br /><span style="color:Purple;">لمثل هذا يذوب القلب من كمد<br />إن كان في القلب إسلام وإيمان<br /></span>وسوف يخون الزوج زوجته.. وتخون الزوجة زوجها.. ورغم أنهما قد تعاهدا بكتاب الله.. وبسنة نبيهم.. على عدم الخيانة.. وحفظ العهود والمواثيق.. وأن يحفظ كلاهما شرف صاحبه.. عندما يستهان بالمعصية ولو قلت.. والإعراض عن مبادئ القرآن السمحة.. وكثرة الخلاف والشقاق بين الزوجين.. وإتباعهم هوى النفس والشيطان.. والانحراف عن المنهج والصراط..<br /><span style="color:Purple;">عجبت لمعشر صلُُّوا وصاموا<br />ظواهر خشية وتقى كذاباً<br /></span>وسوف تقتل الأم وليدها وفلذة كبدها.. إثر نزوة حيوانية عابرة.. بسبب.. خوائها من القيم والأخلاق.. وابتعادها عن منهج منزل القرآن.. خالق الإنسان.. وإتباعها طريق النفس والهوى.. ومصاحبتها أهل الفسوق والبلى.. بعد موت الضمير.. وبُعدها عن الهدى.. ومصاحبة أهل الصلاح والتقى.. وإتباعها سبيل أهل الردى.. وسلوكها دروب الغوايات.. والانغماس في المحرمات..<br /><span style="color:Purple;">ولا تحسبن الله يغفل ساعة<br />ولا أن ما يخفى عليه يغيب</span><br />كل هذه الأمور التي ذكرتها لك.. سببها الوحيد في نظري.. هو الابتعاد عن المنهج الذي خطه لنا الشارع العظيم.. وعدم الإقتداء بمسلك رسولنا الكريم.. وإتباع كل ثرثار وناعق من أهل الخناعات.. والتلذذ بعمل الفواحش والموبقات.. وندرة المصلحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكرات.. والانغماس في دنيا الأموات.. ونسيان هادم اللذات .. وهذا ما آل إليه حال أمتنا..<br /><span style="color:Purple;">يا متعب الجسم كم تسعى لراحته<br />أتعبت جسمك فيما فيه خسران<br />أقبل على الروح واستكمل فضائلها<br />فأنت بالروح لا بالجسم إنسان<br /></span>فإذا رجعت إلى ما صلح به أولها.. تغلبت على الأوجاع والأسقام.. وانتصرت على المشكلات والأخطار.. وقضت على الفساد والضياع.. وعاشت في أمن وسلام.. وراحة وطمأنينة.. وعز وسؤدد..<br /><span style="color:Purple;">شريعة الله للإصلاح عنوان<br />وكلُّ شيء سوى الإسلام خسران<br />لما تركنا الهدى حلت بنا محن<br />وهاج للظلم والإفساد طوفان<br />تاريخنا من رسول الله مبدؤه<br />وما عداه فلا عزٌّ ولا شان<br />محمد أنقذ الدنيا بدعوته<br />ومن هداه لنا روح وريحان<br /></span>واعلم أيها الحبيب.. أن شجاعة القلب في الأزمات.. وثباته في الملمات.. وقوته عند الكربات.. وعدم انزعاجه للصادرات والواردات.. ومجانبة قلقه في المصيبات.. وتصفيته من الغل والأحقاد.. وتطهيره من الحسد والفساد.. فإنه في نهاية الأمر.. يفتح باب حل المعضلات.. ويهدأ القلب بعد الثوران.. وتسكن الروح بعد الطوفان.. وتخمد الأحاسيس بعد الاشتعال..<br /><span style="color:Purple;">ربَّ أمر تزهق النفس له<br />جاءها من خلل اليأس فرج<br />لا تكن من روح ربي آيساً<br />ربما قد فرِّجت تلك الفرج<br />بينما المرء كئيب موجع<br />جاءه الله بروح فبهج<br />رب أمر قد تضايقت له<br />فأتاك الله منه بالفرج<br /></span>وعند القناعة من الدنيا بالبلاغ.. وعدم الروغان مع من راغ.. ومجافاة كل طاغ وباغ.. فإن الجسم سيصمد أمام هجمات الجراثيم ومصارعة الأمراض.. وسيطرة الأسقام والأوجاع..<br /><span style="color:Purple;">إذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهت<br />ولم ينهها تاقت إلى كل باطل<br />وساقت إليه الإثم والعار بالذي<br />دعته إليه من حلاوة عاجل<br /></span>وتطمئن النفس إثر الغدر والخيانة.. عند التوبة والإنابة.. ويتحد التركيز والتفكير بعد التيه والضياع.. ويجتمع الأخوة على مائدة القرآن.. وفي رضا الرحمـن.. ويلتقـي الصحـب والخلان.. بعد التشتت والهجران.. عندما نرضى بالله رباً.. وبالإسلام ديناً ومنهجاً.. وبالقرآن الكريم كتاباً ودستوراً.. وبمحمد صلى الله عليه وسلم مرشداً وهادياً ورسولاً..<br /><span style="color:Purple;">من كان يرغب في النجاة فما له<br />غير إتباع المصطفى فيما أتى<br />ذاك سبيل المستقيم وغيره<br />سبل الغواية والضلالة والردى<br /></span>واعلم أيها المحب.. أن اليسر مع العسر.. ومع الصبر الظفر.. وإن الغنى بعد الفقر.. والعافية بعد الضرر.. والأمل سيأتي بعد اليأس.. والقوة بعد الضعف.. والعزة بعد الذل.. والنور بعد الظلمة.. والنخوة بعد البرود.. والسكينة بعد الغضب.. والحب بعد الكراهية.. والمحبة بعد العداوة.. والسلم بعد الحرب.. واللقيا بعد الفراق والهجران.. والفرج بعد الشدة.. والنجاح من بعد الكفاح.. والصدق بعد الكذب.. والتواضع بعد التكبر.. والحقيقة بعد الرياء.. والتوبة بعد المعصية.. والندم بعد الخطأ والزلة.. والعدل والرحمة بعد الظلم والقسوة.. والفوز والنصر بعد الخسارة والهزيمة.. والإيمان بعد النفاق.. والراحة بعد الفراق.. والنوم بعد الأرق والهجران.. والمحبة بعد التيه والضياع.. والحياة بعد الممات.. والصحة بعد السقم.. والعافية بعد المرض.. والفرح والسرور بعد الضيق والحزن.. والسعادة بعد الكآبة.. والدهر.. ساعة حلو.. وساعة مر..<br /><span style="color:Purple;">لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى<br />فما انقادت الآمال إلا لصابر<br /></span>واعلم أيها الحبيب.. عند جعل الأفكار فيما يفيد.. وعدم تأخير عمل اليوم إلى الغد.. وبدء الأعمال بالأهم.. مع تخير من الأعمال ما يناسب.. ومصاحبة أهل التقى والصلاح.. لأنهم طريق النجاة والفلاح.. ومعاملة الأهل والأصحاب.. برؤية المناقب ونسيان المثالب.. لأنه ما من أحد إلا وفيه معائب.. ولو تركت كل ذي عيب لن تجد من تصاحب.. والصبر عند نزول المصائب.. والتأسي بالمنكوبين والمصابين.. والبعد عن الأفكار المدمرة.. عندها يتبدل الحقد والكره إلى محبة ووئام.. ويتبدل الغضب إلى راحة وسكينة.. ويتبدل البغض والحسد إلى تسامح وإيثار وتضحية.. وتتبدل الإساءة إلى إحسان.. ويتبدل الكفر إلى توبة وغفران.. ويتبدل الغي والضلال إلى رشد وهدى.. ويتبدل الهلاك إلى نجاه.. ويتبدل المرض إلى صحة وعافية.. ويتبدل العذاب إلى نعيم مقيم.. ويتبدل الصمت القاتل إلى كلام يرضي رب الأنام.. ويتبدل البكاء إلى فرح وسرور.. ويتبدل الحزن إلى سعادة وراحة بال..<br /><span style="color:Purple;">إذا اشتملت على اليأس القلوب<br />وضاق بما به الصدر الرحيب<br />وأوطنت المكاره واطمأنت<br />وأرست في أماكنها الخطوب<br />ولم تر لانكشاف الضر نفعاً<br />وما أجدى بحيلته الأريب<br />أتاك على قنوط منك غوث<br />يمن به اللطيف المستجيب<br />وكل الحادثات وإن تناهت<br />فموصول بها فرج قريب<br /></span>وعليك أيها السائل المحب.. بعدم اليأس.. مهما عظم البلاء.. واشتدت الظلماء.. وكثر الأعداء.. فإن الأمر بيد رب الأرض والسماء.. وعليك بالصبر الجميل.. وتفويض الأمر إلى الجليل.. والرضى بالقليل.. والعمل بالتنزيل.. والاستعداد ليوم الرحيل..<br /><span style="color:Purple;">دع الأقدار تفعل ما تشاء<br />وطب نفساً إذا حكم القضاء<br />ولا تجزع لحادثة الليالي<br />فما لحوادث الدنيا بقاء<br />فلا حزن يدوم ولا سرور<br />ولا بؤس عليك ولا رخاء<br />إذا ما كنت ذا قلب قنوع<br />فأنت ومالك الدنيا سواء<br />وأرض الله واسعة ولكن<br />إذا نزل القضاء ضاق الفضاء<br /></span>واعلم أيها المحب.. أن فضول العيش أشغال.. وكثرة المال أغلال.. وإقبال الدنيا هموم وأثقال.. وأن خير النعيم راحة البال.. ومن وقع في عرضك وفجر.. وأسمعك ما يوجب الضجر.. فتجاهله ولا تجبه حتى يندحر.. والكلب لا يملأ فمه إلا الحجر..<br /><span style="color:Purple;">واحرص على حفظ القلوب من الأذى<br />فرجوعها بعد التنافر يصعب<br />إن القلوب إذا تنافر ودها<br />مثل الزجاجة كسرها لا يشعب<br /></span>إياك واليأس أو القنوط أو الكسل والخمول والدعة على إثر الابتلاءات والكوارث والمصائب .. ثم إياك والاتكال على الأقدار والتواكل والفتور عن خوض غمار التجربة مرة أخرى إن لم تدرك مبتغاك ولم تصل إلى مطلبك ولكن إمضي إلى ما عزمت عليه قدماً دون توقف أو تردد موقنا أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.. وعليك الأخذ بالأسباب أما النتائج فبيد الله سبحانه وتعالى..<br /><span style="color:Purple;">حاول جسيمات الأمور ولا تقل<br />إن المحامد والعلا أرزاق<br />وارغب بنفسك أن تكون مقصراً<br />عن غاية فيها الطلاب سباق<br />لا تشفقن فإن يومك إن أتى<br />ميقاته لم ينفع الإشفاق<br /></span>وفي الختام..<br /><span style="color:Purple;">دون المعالي مرتقى شاهق<br />فطر إلى ذروته أوقع<br />من لم يخض غمرتها لم يشد<br />قواعد المجد ولم يرفع<br /></span><br /><span style="color:Sienna;">((تمت))</span></span>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-31822592008453708082009-09-17T23:17:00.000-07:002009-09-17T23:19:56.897-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ رسائل وردود ـ الرسالة :( تساؤلات واستفسارات تحتاج إلى إجابة)<div dir="rtl" style="text-align: justify; font-family: arial;"> <!-- / icon and title --> <!-- message --> <span style="font-size:180%;"> <span style="color: rgb(102, 0, 0);">الرسالة:</span><br /><span style="color: rgb(51, 0, 51);">تساؤلات واستفسارات تحتاج إلى إجابة :</span><br /><br />لدي هموم وأحزان.. واستفسارات وتساؤلات.. لم أجد لها إجابة.. ولم أستنبط لها الحلول.. ولم أجد لها الموضع المناسب.. الذي أبثها فيه إلا أنتِ.. لعلمي ويقيني.. بأني سأجد بغيتي.. وسأحصل على ما يريحني.. فعقلكِ الراجح سوف يُلهم الإجابة.. وفكركِ السليم سوف يستنبط الحل..<br /><span style="color:purple;">يطيـب العيـش أن تلقـى حكيمـاً<br />غــذاه العلـم والفـهم المصيـب<br />فيكشـف عنـك حيـرة كل جهـل<br />وفضـل العلـم يعرفــه اللبيـب<br />سقـام الحـرص ليـس لـه شفـاء<br />وداء الجهـل ليـس لـه طبيـب<br /></span> متى تفتح الأبواب.. وتزال الجدران.. ويجتمع في صحن الدار كل أخوتي وأحبتي؟!!..<br /><span style="color:purple;">شباب ذللوا سبل المعالي<br />وما عرفوا سوى الإسلام دينا<br /></span> ومتى تكسر القيود.. وتقطع السلاسل.. وتذاب القضبان.. وتلغى الحواجز.. وتمزق الفواصل؟!!..<br /><span style="color:purple;">ما الحبس إلا بيت كل مهانة<br />ومذلة ومكاره ما تنفد<br />يكفيك أن الحبس بيت لا ترى<br />أحداً عليه من الخلائق يحسد<br /></span> ومتى أرى المسلم عزيزاً أبياً.. والإسلام عالياً خفاقاً.. والأقصى حراً طليقاً.. والظالم ضعيفاً حقيراً؟!!..<br /><span style="color:purple;">أما لله والإسلام حق<br />يدافع عنه شبان وشيب<br /></span> ومتى أرى الابتسامة تملأ الوجوه.. والسعادة تعم النفوس.. والمحبة تسيطر على القلوب؟!!..<br /><span style="color:purple;">فلم أرى مثل الهم ضاجعة الفتى<br />ولا كسواد الليل أخفق طالبه<br /></span> ثم كيف يتحول ذلك الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى عن باقي مخلوقاته.. إلى مسخ حيواني.. همه الوحيد.. إشباع جوعه.. في لحظة عابرة.. وشهوة عارمة.. ونزوة حيوانية بحتة؟!!.. رغم أنه<br /><span style="color:purple;">كفى زاجراً للمرء أيام دهره<br />تروح له بالواعظات وتغتدي<br /></span> وكيف يتحول كثير من الناس.. من عبادة الرحيم البصير الجبار.. إلى عبادة الدرهم والدينار؟!!..<br /><span style="color:purple;">إذا طمع يحلُّ بقلب عبد<br />علته مهانة وعلاه هون<br /></span> وكيف يقتل الأخ أخاه.. ويعق الابن أباه.. ويفجر الولد بأمه وذويه.. وتبيع البنت شرفها بأبخس الأثمان؟!!..<br /><span style="color:purple;">فيا موت زر إن الحياة ذميمة<br />ويا نفس جدي إن عيشك هازل<br /></span> أم كيف يخون الزوج زوجته.. وتخون الزوجة زوجها.. وقد تعاهدا بكتاب الله.. وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟!!.. وأصبح ويا للأسف شعارهم في الحياة :<br /><span style="color:purple;">وهل أنا إلا من غزية إن غوت<br />غويت وان ترشد غزية أرشد<br /></span> أم كيف تقتل الأم وليدها وفلذة كبدها إثر نزوة حيوانية عابرة؟!.. حتى إنني..<br /><span style="color:purple;">عجبت حتى غمني السكوت<br />صرت كأني حائر مبهوت<br /></span> وهل يا ترى يهدأ القلب بعد الثوران؟!.. أم هل تسكن الروح بعد الطوفان؟!.. أم هل تخمد الأحاسيس بعد الاشتعال؟!.. فـ<br /><span style="color:purple;">الدهر لا يبقى على حاله<br />لكنه يقبل أو يدبر<br /></span> وهل سيصمد الجسم أمام هجمات الجراثيم ومصارعة الأمراض والأسقام؟!.. حيث<br /><span style="color:purple;">كم من عليل قد تخطاه الردى<br />فنجا ومات طبيبه والعوَّد<br /></span> أم هل تطمئن النفس بعد الغدر والخيانة؟!.. أم هل يتحد التركيز والتفكير بعد التيه والضياع؟!.. أم هل يجتمع الأخوة على مائدة القرآن وفي رضى الرحمن؟!.. أم هل يلتقي الصحب والخلان بعد التشتت والهجران؟!..لأنه..<br /><span style="color:purple;">صوت الشعوب من الزئير مجمعٌ<br />فإذا تفرقت كان بعض نباح<br /></span> وهل بعد الشدة من فرج؟!.. وهل بعد الكفاح من نجاح؟!.. وهل بعد الكذب من صدق؟!.. وهل بعد التكبر من تواضع؟!.. وهل بعد الرياء من حقيقة؟!.. وهل بعد الخطأ من ندم وتوبة؟!.. وهل بعد الظلم من عدل ورحمة؟!.. وهل بعد الهزيمة من فوز ونصر؟!.. وهل بعد النفاق من إيمان؟!.. وهل تعود الراحة بعد الفراق؟!.. وهل يعود النوم بعد الهجران؟!.. وهل تعود المحبة بعد التيه والضياع؟!.. وهل من حياة بعد الممات؟!.. وهل تعود الصحة بعد السقم؟!.. وهل تعود العافية بعد المرض؟!.. وهل يعود الفرح والسرور بعد الضيق والحزن؟!.. وهل تعود السعادة بعد الكآبة؟!.. وهل يعود الأمل بعد اليأس؟!.. وهل تعود القوة بعد الضعف؟!.. وهل تعود العزة بعد الذل؟!.. وهل يعود النور بعد الظلمة؟!.. وهل تعود النخوة بعد البرود؟!.. وهل بعد الغضب من سكينة؟!.. وهل بعد الكراهية من حب؟!.. وهل بعد العداوة من محبة؟!.. وهل بعد الحرب من سلم؟!.. وهل بعد الفراق من لقيا؟!..<br /><span style="color:purple;">وكيف يصح في الأذهان شيء<br />إذا احتاج النهار إلى دليل<br /></span> وهل يتبدل الحقد والكره إلى محبة ووئام؟!.. وهل يتبدل الغضب إلى راحة وسكينة؟!.. وهل يتبدل البغض والحسد إلى تسامح وتضحية وإيثار؟!.. وهل بعد الإساءة من إحسان؟!.. وهل بعد الكفر من توبة وغفران؟!.. وهل بعد الغي والضلال من رشد وهدى؟!.. وهل بعد الهلاك من نجاه؟!.. أم هل بعد المرض من عافية؟!.. أم هل بعد العذاب من حساب؟!.. وهل بعد الصمت من كلام؟!.. وهل بعد البكاء من سعادة؟!.. وهل بعد الحزن من فرح؟!.. وهل؟!.. وهل؟!.. فهل يا ترى؟!.. ومتى؟!!..<br /><span style="color:purple;">وما فتئ الزمان يدور حتى<br />مضى بالمجد قوم آخرونا<br />وأصبح لا يرى في الركب قومي<br />وقد عاشوا أئمته سنينا<br />وآلمني وآلم كل حر<br />سؤال الدهر أين المسلمونا؟!!<br />ترى هل يرجع الماضي فإني<br />أذوب لذلك الماضي حنينا<br /></span> إني في انتظار الإجابة.. فلا تتأخري.. فقد أعياني التفكير.. وأقض مضجعي.. والذي سيؤدي بي في نهاية المطاف إلى الجنون!!.. إن لم أجد ما يروي عطشي.. ويشبع فكري!!.. لكني أحياناً<br /><span style="color:purple;">أعلل النفس بالآمال ارقبها<br />ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-22166197940846841832009-09-17T23:11:00.001-07:002009-09-17T23:14:11.269-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ رسائل وردود ـ الرد :( رسالة إلى زوجي الحبيب الغالي)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><div id="post_message_444797"><div style="text-align: justify;"> </div><div style="text-align: justify;"><div style="text-align: justify;"><div style="text-align: justify;"> <span style="color: rgb(102, 0, 0);font-size:180%;" >الرد:</span><br /></div><span style="font-size:180%;"><span style="color:magenta;"><span style="color: rgb(51, 0, 51);">رسالة إلى زوجي الحبيب الغالي:</span><br /></span></span><br /><span style="font-size:180%;"> الحمد لله الذي جعل الزواج ستراً وصيانة للنساء.. وكرمهن وصانهن من عبث العابثين.. وأوجب لهن حقوقاً.. وأشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له.. القائل في كتابه العزيز.. <span style="color:red;">{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً }</span>(النساء: 19).. وقوله سبحانه :<span style="color:red;">{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}</span> (البقرة: 187).. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله.. خير من عاشر بمعروف.. القائل : <span style="color:red;"><< استوصوا بالنساء خيراً >></span> (صحيح مسلم [1468] ج2 ص1091) والقائل : <span style="color:red;"><<خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي >></span> (صحيح ابن حبان [4177] ج9 ص484).. والقائل : <span style="color:red;"><< أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خيارهم لنسائهم >></span> (موارد الظمآن [1311] ج1 ص318).. صلوات الله وسلامه عليه.. وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">وافى الكتاب فأوجب الشُّكرا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> فضممته ولثمته عشرا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وخضضته وقرأته فإذا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> أجلى كتاب في الورى يقرا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> فمحاه دمعي من تحدُّره</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> شوقاً إليك فلم يدع سطرا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"> تحية طيبة معطرة بالورد والرياحين.. مبعوثة عبر نسائم الصباح.. ببريد الزمن.. لتصل إلى من ألهب مشاعري.. بالغبطة والسرور.. وأنار طريقي.. بإشراقة الحياة بعد ظلمة الوحدة.. وانتشلني من جحيم العنوس إلى جنة الحياة الزوجية.. إلى من قهر الصعاب.. وحارب كل من كان يقف عثرة في طريق حياتنا.. إلى من سلب لب عقلي.. وسيطر على مفتاح قلبي.. وملك زمام أمري.. </span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">إني أحبُّك حباً ليس يبلغه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> فهم ولا ينتهي وصفي إلى صفته</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> أقصى نهاية علمي فيه معرفتي</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> بالعجز مني عن إدراك معرفته</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> إليك يا أغلى من أحببت.. وأطهر من عرفت.. وأنبل من عاشرت.. وأسمى من رأيت..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">كم أحمل في هواك ذلاً وعنا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> كم أصبر فيك تحت سقم وضنا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> لا تطردني فليس لي عنك غنا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> هذا نفسي إذا أردت الثمنا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> إليك يا زوجي الحبيب الغالي.. فقد وصلتني رسالتك.. وأسعدني كلامك.. وسرني بيانك.. وفهمت مرامك.. ولقد قرأتها مرات ومرات.. فكلماتك أثلجت صدري.. وأبهجت نفسي.. وكانت برداً وسلاماً على قلبي.. وزادت من أشواقي إليك أكثر وأكثر.. فالدنيا يا قرة عيني.. حلوة نضرة بوجودك.. وعبوسة كالحة بفقدك وغيابك.. </span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">إن يطل بعدك ليلي فكم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> بتُّ أشكو قصر الليل معك</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> وأعلم يا زوجي الحبيب.. أنك شريان حياتي.. ومبلغ أملي.. وراحة بالي.. ومهما حاولت.. فلن أصل إلى عظيم أخلاقك.. وصدق عواطفك.. ومهما حاولت.. فلن أوفيك حقوقك.. ولكن يكفيني من الدنيا.. أن نعيش معاً.. ويظلنا سقف واحد.. ولا تفرقنا الأماني.. ولا تبعدنا الأحلام.. ولا تشتتنا الأوهام.. فليس لي هدف في هذه الحياة.. إلا إسعادك.. وليست لي غاية.. إلا إرضاؤك.. فرضاك عني هو جنتي.. وابتسامتك في وجهي هي نعمائي وسعادتي.. </span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">ما تقلبت من نومي وفي سنتي</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> إلا وذكرك بين النفس والنفس</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> زوجي الحبيب.. قد كنت في الحقيقة.. أستمع لكلام بعض الناس.. ظانة أنهم يريدون مصلحتي.. ويبحثون عن سعادتي.. وهمهم الوحيد هو سروري ورضاي.. فكنت أستمع لنصحهم.. وأمتثل لرأيهم.. بحسن نية.. وطيبة نفس.. ولم أعلم بأني في عالم مليء بالوحوش والأفاعي.. تتلون وتتشكل حسب الأهواء والرغبات.. لكي تخدع فريستها.. وتنقض على ضحيتها.. </span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">خبرت بني الأيام طراً فلم أجد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> صديقاً صدوقاً مسعداً في النوائب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وأصفيتهم مني الوداد فقالوا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> صفاء ودادي بالقذى والشوائب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وما اخترت منهم صاحباً وارتضيته</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> فأحمدته في فعله والعواقب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> ورغم هذا.. لم يكن عملي هذا.. لإرضاء نفسي.. ولا لإشباع رغباتي.. وإنما كنت أبحث عما يريحك.. وعما يسعدك.. ويهدأ بالك.. ولما نبهتني لهذا الأمر.. ونصحتني بالابتعاد عنهم.. تنبهت لخطئي.. ورجعت عن أمري.. واستغفرت ربي.. وعدت إلى رشدي..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">اقبل معاذير من يأتيك معتذراً</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> إن برَّ فيما قال أو فجرا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> واعلم يا زوجي الغالي.. إن سبب بحثي واهتمامي.. لما يرضيك ويسعدك.. هو أني أحببتك حباً لا يوصف.. فملك حشاشة قلبي.. وسيطر على مجريات تفكيري.. ولهذا فإنك تجدني :</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">أغار عليك من نظري ومني</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> ومنك ومن مكانك والزمان</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> ولو أني خبأتك في جفوني</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> إلى يوم القيامة ما كفاني</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> ولكني أعاهدك بالله يا زوجي الحبيب.. بأني سأكون طوع أمرك.. ورضى نفسك.. فلا ترى مني شيئاً إلا ما يسرك.. فتعال بنا نبدأ صفحة جديدة.. نسلك فيها درب الرحمن.. ونمشي في طريق الرضوان.. ونتحد ضد حزب الشيطان.. لنعيش في هذه الحياة في وئام وسلام.. فإني والله أحببتك بكل جوارحي.. ولا أستطيع التخلي عنك.. ولا أتصور حياتي بدونك..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">لقد جرى الحبُّ مني</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> مجرى دمي في عروقي</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> فاعذرني يا زوجي الغالي.. على كلماتي المتواضعة.. وجملي المتفككة.. وأفكاري المفبركة.. فهي لا تمثل إلا جزءاً يسيراً مما يختلج في قلبي.. فيغذي شراييني.. ويسعد نفسي.. وتبتهج روحي.. فلساني لا يقدر أن يصف شعوري.. وقلبي لا يبين عن سروري.. وقلمي لا يستطيع أن يعبر عن أحاسيسي.. وبناني لم يطاوعني في كتابة جملي وأفكاري..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">كتبت إليك بماء الجفون</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وقلبي بماء الهوى مشرب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> فكيف أخطُّ وقلبي يمل</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وعيني تمحو الذي أكتب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> فليس يتمُّ كتابي إليك</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> بشوقي فمن هنا أعجب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> وأعلم أن سعادتي بوجودك.. وسروري بلقائك.. وحبوري برؤية وجهك الوضاء الباسم.. فأنت قمر أضاء ظلمة حياتي.. فأشرقت شمس صبحي.. ولمت شعث أفكاري.. وأنارت عتمة ليلي.. وأنت كالهواء الذي لا يمل.. وكالماء الذي لا يستغنى عنه.. ولكن..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">أسلم إن أراد الله أمراً</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> فأترك ما أريد لما يريد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> وبرغم ذلك إلا إنني قطعت عهدا على نفسي يا زوجي الحبيب.. بأن أكون طوع أمرك.. وأن أكون نعم الزوجـة لك.. وأن لا تـرى مني إلا ما يسرك.. وأن أحرص على إسعادك ما استطعت.. وأن تكون حياتك كلها سعادة وسرور.. وأعلم..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">أن المحب إذا أحب حبيبه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> صدق الوفاء وأنجز الموعودا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span>نعم.. هذا ما قد رسمته لمستقبلي معك.. الحرص على إسعادك وإرضائك ما استطعت..</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">فليتك تحلو والحياة مريرة</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وليتك ترضى والأنام غضاب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وليت الذي بيني وبينك عامر</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وبيني وبين العالمين خراب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> إذا صح منك الود فالكل هين</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> وكل الذي فوق التراب تراب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span> وفي الختام أقول لك :</span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:blue;">قد كنت من قبل النوى</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> مما ألاقي جزعا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> تركتموني بعدكم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> أشرب دمعي جرعا</span></span><br /></div><span style="font-size:180%;"><span style="color:blue;"> </span></span><br /></div><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:180%;"> </span></p><div style="text-align: left;"><span style="font-size:180%;"><span style="color:magenta;">التوقيع : زوجتك المخلصة دوماً<br /></span></span></div><p align="center"> </p></div></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-23654639657829766652009-09-17T23:06:00.001-07:002009-09-17T23:17:17.123-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ رسائل وردود ـ الرسالة :( رسالة إلى زوجتي الغالية)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size:180%;"><span style="color:magenta;"><span style="color: rgb(51, 0, 0);">الرسالة :</span><br /><span style="color: rgb(51, 0, 51);">رسالة إلى زوجتي الغالية :</span><br /><br />(إلى زوجتي الغالية ):</span><br />الحمد لله الذي خلق لنا من أنفسنا أزواجاً.. وجعل علاقة الزوج بزوجته تقوم على التعارف والمودة.. والرحمة والصيانة.. والحفظ والعفة.. وأشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له.. القائل في كتابه العظيم : <span style="color:red;">{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}</span>(الروم: 21).. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله.. حض على الألفة بين الزوجين.. وضرب لنا أروع الأمثلة في التعامل مع زوجاته.. القائل : <span style="color:red;"><< ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله>></span> (سنن ابن ماجة [1857] ج1 ص596).. وقوله صلى الله عليه وسلم عندما سأل عن أي المال خير فقال: <span style="color:red;"><< أفضله لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه>></span>(مسند أحمد [22446] ج5 ص278) .. صلوات الله وسلامه عليه.. وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:<br /><span style="color:blue;">فررت من اللقاء إلى الفراق<br />فحسبي ما لقيت وما ألاقي<br />سقاني البين كأس الموت صرفاً<br />وما ظني أموت بكف ساقي<br />فيا برد اللقاء على فؤادي<br />أجرني اليوم من حر الفراق<br /></span> أيتها الزهرة المشرقة.. والوردة المتفتحة.. والعطر الندي.. يا صاحبة الابتسامة الوضاءة المشرقة.. التي غمرت روحي بإشراقها.. وأذابت عن كاهلي أحزاني وآلامي.. وجددت لي آمالي وتطلعاتي.. ويا صاحبة الجمال الذي جمله الحياء.. وعطره الصدق.. وزانه طاعة الرحمن.. والابتعاد عن مسالك الشيطان.. وسلوك درب أهل الرضوان..<br /><span style="color:blue;">نفسي الفداء لمن عصيت عواذلي<br />في حبِّه لم أخش من رقبائه<br />الشمس تطلع عن أسرة وجهه<br />والبدر يطلع من خلال قبائه<br /></span> يا نور عيني وبصيص أملي.. ما عاد لي بعدكِ جسدٌ تأوي إليه روحي.. أو يضم بين جنبيه بقايا قلبي.. أو مكان أخبئ فيه أحاسيسي ووجدي.. أو موضع يستوعبه عقلي وفكري..<br /><span style="color:blue;">ودعت قلبي حين ودعتهم<br />وقلت يا قلبي عليك السلام<br />وصحت بالنوم انصرف راشداً<br />فإن عيني بعدهم لا تنام<br /></span> فشوقي لكِ هد حيلي.. وأضعف جسمي.. وأذهب عقلي.. وبعدك عني.. حطم آمالي.. وأزاح تطلعاتي.. وقضى على أفراحي.. وهدم سعادتي.. وتبخرت أحلامي.. وذابت أفكاري.. وأنا أجري وراء هدفي وغايتي.. كجري العطشان وراء السراب.. لا يجد منتهاه.. ولا يصل إلى غايته.. ولا يعرف طريقه.. ولا إلى أي الجهات يكون سبيله؟!!..<br /><span style="color:blue;">هل أنت شافية قلباً يهيم بكم<br />لم يلق عروة من عفراء ما وجدا<br />ما في فؤادي من داء يخامره<br />إلا التي لو رآها راهب سجدا<br /></span> فيا نور قلبي.. ونبراس حياتي.. كلماتي لا تسعك.. وجملي لا تستوعبك.. فأنتِ أعظم وأرقى وأسمى.. من أن يخطها بناني.. أو يلوجها لساني.. أو يصفها قلمي.. أو يعبر عنها وجداني.. أو يسطرها دمي.. أو يتخيلها فكري.. أنت وردة في بستان من الأشواك.. ونسمة في زمن العواصف والرياح.. ونور في عصر الظلمة.. وصفاء في زمن الغيوم المظلمة.. والقلوب المعتمة.. وجوهرة ازدانت بها الحياة..<br /><span style="color:blue;">أحبك يا شمس الزمان وبدره<br />وإن لامني فيك السهى والفرقد<br /></span> إني أرسل إليكِ اعترافي واعتذاري.. بسبب خطئي وتقصيري.. فقلبكِ الواسع يتحمل هفواتي.. وعقلكِ الكبير يغفر زلاتي.. وأخلاقكِ الأصيلة تمنعكِ من مقاضاتي.. وإحساسكِ المرهف من المستحيل أن يصدق على مقاطعتي.. وعواطفكِ الصادقة أبداً لا تفكر في فراقي.. فرفقاً بنفسكِ وبي يا حياتي وعمري..<br /><span style="color:blue;">أمازحها فتغضب ثم ترضى<br />فكل فعالها حسن جميل<br />فإن غضبت فأحسني ذي دلال<br />وإن رضيت فليس لها مثيل<br /></span> ونصيحتي لكِ أن لا تنصتي لنصح الجاهلين.. أو تلتفتي لكلام الحمقى.. أو تحزني لمقولة الحاسدين.. ولا تكترثي بشماتة الأعداء.. أو نظرات الحاقدين.. أو شعارات البله.. ولا تنخدعي بالأشكال البراقة.. والجلود الملساء.. فإنها أفاعي ووحوش.. تنتظر غفلتك.. وتترقب رقدتك.. لتنهش جسدكِ.. فكوني على حذر..<br /><span style="color:blue;">لا يكن ظنُّك إلا سيئاً<br />إنَّ سوء الظن من أقوى الفطن<br />ما رمى الإنسان في مهلكة<br />غير حسن الظن والقول الحسن<br /></span> وإني والله عكس ما يقولون.. ومخالف ما يفعلون.. وسالك طريقاً هم عنه مبتعدون.. ومنهجاً هم له مناهضون..<br /><span style="color:blue;">تحكَّموا فاستطالوا في تحكُّمهم<br />وعمَّا قليل كأن الأمر لم يكن<br />لو أَنْصَفُوا أُنْصِفُوا لكن بغوا فبغى<br />عليهم الدهر بالأحزان والمحن<br />فأصبحوا ولسان الحال ينشدهم<br />هذا بذاك ولا عتب على الزمن<br /></span> ولهذا هم لي محاربون.. وللقضاء عليّ هم مبرمون.. ولتكميم قلمي.. وتمزيق ورقي.. وقطع لساني.. وبتر قلبي.. وسلب عقلي.. ومحو أفكاري.. هم ماضون.. ولكني..<br /><span style="color:blue;">اعرض عن الجاهل السفيه<br />فكلُّ ما قال فهو فيه<br />ما ضرَّ بحر الفرات يوماً<br />إن خاض بعض الكلاب فيه<br /></span> ولكني رسمت طريقاً هم عنه غافلون.. ومن منهجه محاذرون.. وفكراً هم له مناوئون.. وأسلوباً هم عن مبتعدون.. أسأل الله العلي القدير العون والتأييد.. على كل جبار عنيد.. وكل من خالف منهج الرب الودود..<br /><span style="color:blue;">متى يشتفي منكِ الفؤاد المعذب<br />وسهم المنايا من وصالك أقرب<br />فبعد ووجد واشتياق ورجفة<br />فلا أنت تدنيني ولا أنا أقرب<br />كعصفور في كف طفل يزمها<br />تذوق حياض الموت والطفل يلعب<br />فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها<br />ولا الطير مطلوق الجناح فيهرب<br />ولو كان لي قلبان عشت بواحد<br />وأفردت قلباً في هواكِ يعذب<br />ولي ألف وجه قد عرفت طريقه<br />ولكن بلا قلب إلى أين يذهب<br /></span>وفي الختام أقول لكِ :<br /><span style="color:blue;">إن كان عهود وصلكم قد درست<br />فالروح إلى سواكم ما أنست<br />أغصان هواكم بقلبي غرست<br />منوا بلقائكم وإلا يبست<br /></span></span><div style="text-align: left;"><span style="font-size:180%;"><br /><span style="color: rgb(102, 0, 0);">التوقيع :</span></span><span style="color: rgb(51, 0, 0);font-size:180%;" ><span style="font-family:arial;"> <span style="color: rgb(153, 51, 153);">زوجك المحب أبداً</span><br /></span></span><br /></div></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-82077115400809194892009-09-17T22:44:00.000-07:002009-09-17T22:45:45.876-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ الرسائل : 6) (رسالة إلى متكبر)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size:180%;"><span style="color: rgb(102, 0, 0);">الرسالة السادسة:</span><br /><span style="color: rgb(51, 0, 51);">رسالة إلى متكبر:</span><br /><br />الحمد لله العزيز الجبار.. جلت عظمته.. وسمت حكمته .. وتجلت في خلقه قدرته.. وعمت على عباده نعمته.. ولا شريك له في ملكه.. إن يشأ يرحم وإن يشأ يعذب.. فمجاز من اهتدى واتقاه.. بجنة رحيبة شيِّقة.. ومعذب من بغى وتكبر.. بنار مستعرة.. وقودها الناس والحجارة.. كسر ظهور الأكاسرة عزه وعلاه.. وقصر أيدي القياصرة عظمته وكبرياؤه.. فالعظمة إزاره.. والكبرياء رداؤه.. ومن نازعه فيهما قصمه بداء الموت فأعجزه دواءُه.. القائل في كتابه العزيز : <span style="color:red;">{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }</span> (الأعراف: 146).. وقوله : <span style="color:red;">{ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ }</span> (النحل:23).. وقوله : <span style="color:red;">{ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }</span> (غافر: 60).. وقوله : { فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ } (الزمر:72، غافر76).. وقوله : <span style="color:red;">{ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }</span> (الدخان: 43ـ 49) .. والصلاة والسلام على خير مبعوث في الأنام .. الآمر بالتواضع.. والناهي عن الغرور والتكبر.. القائل في الحديث القدسي : <span style="color:red;"><< يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي والعظمة إزاري من نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم >></span> (سنن ابن ماجه [4174] ج2 ص1397) والقائل : <span style="color:red;"><< يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال>></span> (سنن الترمذي [2492] ج4 ص655) والقائل : <span style="color:red;"><< بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال.. بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى.. بئس العبد عبد سها ولهى ونسي المقابر والبلى.. بئس العبد عبد عتا وطغى ونسي المبتدأ والمنتهى>></span> (سنن الترمذي [2448] ج4 ص632).. وعلى آله وصحبه المتقين الأكرمين.. وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد:<br /><span style="color:purple;">كم جاهل متواضع<br />ستر التواضع جهله<br />ومميز في علمه<br />هدم التكبر فضله<br />فدع التكبر ما حييت<br />ولا تصاحب أهله<br />فالكبر عيب للفتى<br />أبدا يقبح فعله</span> <br />هذه رسالة أرسلها إليك.. بعد أن نفذت كل الطرق والأساليب في إرجاعك إلى حظيرة الإسلام.. ولكني لم أيأس.. فلعل هذه الرسالة تلاقي قلباً واعياً.. وعقلاً ألمعياً.. تزيح عنه غشاوة الظلام بنور اليقين.. وتبدد سحاب الجهل بنسمات الحق..<br /><span style="color:purple;">جد في الجد قد تولى العمر<br />كم ذا التفريط قد تدانى الأمر<br />أقبل فعسى يقبل منك العذر<br />كم تبنى وكم تنقص كم ذا الغدر</span><br />فاعلم هداك الله إلى ما يحبه ويرضاه.. أن هذه الحياة مهما طالت وامتدت.. وعمر فيها الإنسان ما عمَّر.. وعاش فيها ما عاش.. وأخذ فيها بمباهجها وزخرفها.. إلا أنها ليست بدار قرار ولا استقرار.. وليست بدار خلود ولا بقاء.. ولا دوام ولا استمرار..<br /><span style="color:purple;">أرى الدنيا لمن هي في يديه<br />هموماً كلما كثرت لديه<br />تهين المكرمين لها بصغر<br />وتكرم كل من هانت عليه<br />إذا استغنيت عن شيء فدعه<br />وخذ ما أنت محتاج إليه<br />إن التقوى من الدنيا بلاغ<br />ورزق المرء مبعوث إليه</span><br />فالدنيا إنما هي دار عبور وسفر.. ورحيل وانتقال.. يعبر منها الإنسان.. إلى دار باقية خالدة.. لا يفنى نعيمها.. كما لا ينقطع عذابها.. فهي تنقسم إلى قسمين.. ويماز أهلها إلى فريقين : <span style="color:red;">{ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير}</span> (الشورى: 7).. ينتقل الإنسان إلى تلك الدار.. التي فيها من النعيم لعباد الله الصالحين.. ما لا عين رأت.. ولا أذن سمعت.. ولا خطر على قلب بشر.. ولا تخيله وهم ولا فكر.. فالألباب تحار في حسن صنعة الجنة.. وجمال هيئتها.. وبهجة منظرها.. وعظيم سعتها.. فاسمع معي حينما يصفها من يعرفها.. فيقول سبحانه : <span style="color:red;">{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ }</span> (محمد: 15)..<br /> وقوله سبحانه : <span style="color:red;">{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ* لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا * وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاء مَّسْكُوبٍ* وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ}</span> (الواقعة: 10ـ 40).. وغيرها من الآيات الكثيرة.. في وصف الجنة.. والنعيم الذي أعده الله تعالى للطائعين..<br /><span style="color:purple;">إن لله عباداً فطنا<br />تركوا الدُّنيا وخافوا الفتنا<br />نظروا فيها فلما علموا<br />أنها ليست لحيٍّ وطنا<br />جعلوها لجَّة واتخذوا<br /> صالح الأعمال فيها سفنا</span><br />والله سبحانه.. كما أعد للطائعين الثواب.. أعد للعاصين العقاب.. فقد أعد للعصاة المعاندين المتكبرين.. ما لا عين رأت.. ولا أذن سمعت.. ولا خطر على قلب بشر.. ولا تخيله وهم ولا فكر.. فاسمع معي حينما يصفها من يعرفها.. فيقول سبحانه : <span style="color:red;">{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا }</span> (النساء: 56) ..<br /> وقوله : <span style="color:red;">{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ }</span> (الحاقة: 25ـ 37).. وغيرها من الآيات الكثيرة.. في وصف العقاب الذي أعده الله تعالى للعاصين..<br /><span style="color:purple;">إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً<br />ولجَّ عتواً في قبيح اكتسابه<br />فكله إلى صروف اللَّيالي فإنها<br />ستبدي له ما لم يكن في حسابه<br />فكم قد رأينا ظالماً متمرداً<br />يرى النجم تيهاً تحت ظل ركابه<br />فعما قليل وهو في غفلاته<br />أناخت صروف الحادثات ببابه<br />فأصبح لا مال ولا جاه يرتجى<br />ولا حسنات تلتقي في كتابه<br />وجوزي بالأمر الذي كان فاعلاً<br />وصبَّ عليه الله سوط عذابه</span><br /><br /> واسمع معي عقاب المتكبرين في الآخرة .. يقول سبحانه : وقوله : <span style="color:red;">{ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }</span> (الدخان: 43ـ 49).. فها أنت قد علمت.. ماذا أعد الله للطائعين من عباده.. وماذا أعد للعاصين من عباده.. والخيار راجع لك.. أي الطريقين تختار أن تسلكه.. طريق الشقاوة والضلال.. الذي آخره ندم وتحسر.. أم طريق الهدى والإيمان.. والذي آخره راحة وطمأنينة.. ونعيم مقيم..<br /><span style="color:purple;">يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته<br />أنظر خلاك فإن النتن تثريب<br />لو فكر الناس فيما في بطونهم<br />ما استشعر الكبر شبان ولا شيب<br />هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة<br />وهو بخمس من الأقذار مضروب<br />أنف يسيل وأذن ريحها سهك<br />والعين مرفضة والثغر ملعوب<br />يا ابن التراب ومأكول التراب غداً<br />أقصر فإنك مأكول ومشروب</span><br /><br /> <span style="color:darkred;">أيها الرجل..</span> دع عنك التسويف وتأجيل التوبة.. إلى ما بعد الشباب.. فالموت أقرب إليك من حبل الوريد.. ولا تغررك الدنيا بزخرفها وبريقها.. فهي خداعة مكارة.. لا يأمن جانبها..<br /><span style="color:purple;">كم ضاحك والمنايا فوق هاماته<br />لو كان يعلم غيباً مات من كمد<br />من كان لم يؤت علماً في بقاء غد<br />ماذا تفكُّره في رزق بعد غد</span><br /><br /> <span style="color:darkred;">أيها الرجل..</span> ماذا تفعل لو جاءك الموت.. وأنت على تلك الحالة من الكبر والغرور.. والروح في تغرغرها.. وقد بلغت الحلقوم.. فكيف يكون حالك.. وما هو مآلك.. وترى الأهل واقفين بجوارك.. هذا يبكي.. وذاك يصيح.. وذاك يتلوى.. وذاك يتألم.. وبعد لحظة.. خرجت الروح.. وبدؤوا يغسلونك.. وفي الأكفان يضعونك.. وفي القبر بعد أن صلوا عليك يتركونك.. وبالحصـى والطين يغطونك.. فهل فكرت واستعددت لهذا العمل؟! وهل انتبهت من غفلتك؟!..<br /><span style="color:purple;">وكم من عبرة أصبحت فيها<br />يلين لها الحديد وأنت قاس<br />إلى كم والمعاد إلى قريب<br />تذكر بالمعاد وأنت ناس<br /></span> وبادرت إلى التوبة والرجوع إلى الحق.. <span style="color:red;">{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى }</span> (النازعات: 26)..<br /><span style="color:purple;">وجوههم من سواد الكبر عابسة<br />كأنما أوفدوا غصباً إلى النار<br />هانوا على الله فاستاءت مناظرهم<br />يا ويحهم من مناكيد وفجَّار<br />ليسوا كقوم إذا لاقيتهم عرضاً<br />أهدوك من نورهم ما يتحف الساري<br />من تلق منهم فقد لاقيت سيدهم<br />مثل النجوم التي يسري بها الساري</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-75521652059462591082009-09-17T22:43:00.001-07:002009-09-17T22:44:15.391-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ الرسائل : 5) (رسالة إلى صديق)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size:180%;"><span style="color: rgb(102, 0, 0);">الرسالة الخامسة :</span><br /><span style="color: rgb(102, 51, 102);">رسالة إلى صديق:</span><br /><br />الحمد لله الذي جمع بالقرآن القلوب المتنافرة.. وأحيا به الضمائر الغارقة.. والذي يحب الكلمة الطيبة.. ويكره الكلمة الخبيثة .. لأن الكلمة الطيبة تؤلف بين القلوب.. وتقرب إلى علام الغيوب.. <span style="color:red;">{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}</span> (فاطر: 10).. وأشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له.. يدعو إلى المحبة والوئام وحسن الكلام.. القائل : <span style="color:red;">{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }</span> (الحجرات : 10).. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وسيد الأنام.. القائل : <span style="color:red;"><< إن أحدكم مرآة أخيه فإن رأى به أذى فليمطه عنه>></span> (سنن الترمذي [1929] ج4 ص325) والقائل : <span style="color:red;"><< عليكم بإخوان الصدق فإنهم زينة في الرخاء وعصمة عند البلاء>></span> (الأخبار والآثار ج1 ص79) .. صلى الله عليه وسلم وبارك.. وعلى آله الطيبين الطاهرين.. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد..<br /><br />فاعلم يا أخي العزيز..<br /><span style="color:purple;">إذا المرء لا يرعاك إلا تكلُّفاً<br />فدعه ولا تكثر عليه التأسفا<br />ففي الناس أبدال وفي الترك راحة<br />وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا<br />فما كلُّ من تهواه يهواك قلبه<br />ولا كل من صافيته لك قد صفا<br />إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة<br />فلا خير في ودٍّ يجيء تكلُّفا<br />ولا خير في خلٍّ يخون خليله<br />ويلقاه من بعد المودة بالجفا<br />وينكر عيشاً قد تقادم عهده<br />ويظهر سراً كان بالأمس قد خفا<br />سلام على الدنيا إذا لم يكن بها<br />صديق صدوق صادق الوعد منصفا</span> <br /><br />أخي في الله.. أحييك بتحية الإسلام .. تحية أهل الجنة في الجنة .. تحية المؤمنين الصادقين .. فالسلام عليك ورحمة الله وبركاته.. لقد وصلتني رسالتك الكريمة.. فغمرتني بالراحة والسرور.. والطمأنينة والحبور.. ولكن عكر صفو فرحتي.. بعض الأمور.. حيث استنبطت من رسالتك.. إنك تعيش في جو من الآلام والأحزان .. وهذا لا ينبغي من أمثالك.. ممن يتصفون برجاحة العقل.. وسعة الصدر.. وحسن المنطق.. وإني على يقين.. بأنك قادر على تحمل أعباء كل المشكلات والمعضلات.. وعلى إذابة كل الصعاب والمحن.. وهذا حسن ظني فيك.. وأرجو أن تعتبرها مجرد سحابة صيف.. ستنقشع وتزول..<br /><span style="color:purple;">دع المقادير تجري في أعنتها<br />ولا تبيتن إلا خالي البال<br />ما بين غمضة عين وانتباهتها<br />يغير الله من حال إلى حال</span><br /><br />واعلم أخي العزيز.. أن كل مؤمن مبتلى في حياته.. فهذه الدنيا دار اختبار.. لا ينجح فيها إلا من له قلب طاهر نقي.. كطهر الملائكة.. ونقاء الأنبياء والمرسلين.. وعرف ربه.. فعبده حق عبادته.. وقد قال الله تعالى.. في كتابه العزيز.. في سورة العنكبوت : <span style="color:red;">{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}</span> (العنكبوت:2ـ3) .. فالإنسان في هذه الدنيا يا أخي العزيز.. يكون اختباره على حسب إيمانه.. فكلما زاد إيمان المرء.. زاد ابتلاؤه واختباره.. ولا يصمد إلا صادق الإيمان.. نتمنى من الله أن نكون من ضمنهم.. ومن المثال يتضح المقال : فمثلاً طلاب المدارس.. فإنهم في كل سنة ينتقلون.. من فصل إلى فصل.. أعلى منه مستوى ودراسة.. ولا ينتقل إلا الطالب المجتهد.. المثابر المخلص.. في عمله وواجبه ودراسته .. فيتعدى الفصول.. فصلاً تلو فصل.. ويتعدى المراحل.. مرحلة بعد مرحلة.. وكلها اختبارات في اختبارات.. ولا يصمد فيها ـ وكما قلنا سابقاً ـ إلا المجد المجتهد.. ثم بعد الانتهاء من مرحلة المدرسة.. ينتقلون إلى المرحلة المتقدمة.. ـ أي المرحلة الجامعية (دبلوم أو بكالوريوس ) ـ والعدد يقل ثم الدراسات العليا.. ( ماجستير ) .. فالدكتوراه.. ثم الأستاذية.. وهكذا نجد إن نسبة ضئيلة جداً تصل إلى هذا الحد.. من التفوق والنجاح..<br /><span style="color:purple;">كيف يرجوا من به كسل<br />نيلما قد ناله الرجل<br />من يريد العز يطلبه<br />في دروب ما بها سهل</span><br /> فكذلك المؤمنون.. فإن نسبة قليلة تجتاز الاختبار الإلهي.. <span style="color:red;">{ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}</span> (سبأ: 13).. <span style="color:red;">{ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ}</span> (ص: 24).. نسأل الله أن نكون منهم..<br /><span style="color:purple;">اصبر على مضض الإدلاج في السحر<br />وفي الروح إلى الحاجات والبكر<br />لا تجزعن ولا يضجرك محبسها<br />فالنجح يتلف بين العجز والضَّجر<br />إني رأيت وفي الأيام تجربة<br />للصبر عاقبه محمودة الأثر<br />وقل من جد في أمر يحاوله<br />فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر</span><br /><br />والإنسان يا أخي الحبيب.. إذا وصل إلى درجة كبيرة من الإيمان بالله.. وامتلأ وتشبع قلبه بالإيمان.. فإنه سيصبح على يقين.. بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه.. وأن ما أخطئه لم يكن ليصيبه.. فيعيش في كلا الحالتين.. في رضى وسعادة.. بما قسمه الله له في الحياة الدنيا.. وهذا هو الفرق بين المؤمن والكافر عند حدوث المصيبة.. فالمؤمن يحس بسعادة ورضا بما قدره الله.. والكافر يحس بحزن وضيق وتشاؤم وعبوس وقنوط.. فالإيمان بالقضاء والقدر.. هي القاعدة التي يجب أن يثوب إليها المؤمن.. في كل أمر ألم به سواء خير أو شر.. والتي يجب أن يسير على نهجها في هذه الحياة.. ولا يتزحزح عنها قيد أنمله..<br /><span style="color:purple;">لما رأيتك قاعداً مستقبلاً<br />أيقنت أنك للهموم قرين<br />فارفض بها وتعرَّ من أثوابها<br />إن كان عندك للقضاء يقين<br />ما لا يكون فلا يكون بحيلة<br />أبداً وما هو كائن سيكون<br />يسعى الذكيُّ فلا ينال بسعيه<br />حظاً ويحظى عاجز ومهين<br />سيكون ما هو كائن في وقته<br />وأخو الجهالة متعب محزون</span><br />وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم .. أن كل ما يصاب به المؤمن.. من شر أو مصيبة ثم يصبر عليها.. محتسباً أمره إلى الله سبحانه وتعالى.. يجازى على إثر ذلك.. بالثواب الجزيل.. والأجر العظيم.. ففي الحديث: <span style="color:red;"><< ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه >></span> (صحيح البخاري [5318] ج5 ص2137).. كذلك يجب أن لا تُثبطنا المشكلات والمصائب.. وتجعلنا نعيش في سجن الأحزان والآلام.. وترمينا في بحر من التشتت والأوهام.. وتبعدنا عن مخالطة الأنام.. وتكمشنا عن ممارسة أعمالنا وواجباتنا.. بل يجب أن تعطينا هذه المشاكل.. الدافع القوي.. للتحدي والإصرار.. وعدم اليأس والقنوط.. ونكون دائماً.. متفائلين بتوفيق الله.. ونصره لنا.. لأن كل هذه المصائب.. التي ألمت بنا.. إنما تعتبر غسيلاً لخطايانا.. وتكفيراً لذنوبنا.. وليكن نصب عينيك.. حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : <span style="color:red;"><< ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وفي ماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة>></span> (صحيح ابن حبان [2924] ج7 ص187)..<br /><span style="color:purple;">إذا اشتملت على اليأس القلوب<br />وضاق بما به الصدر الرحيب<br />وأوطنت المكاره واطمأنت<br />وأرست في أماكنها الخطوب<br />ولم تر لانكشاف الضُّر نفعاً<br />وما أجدى بحيلته الأريب<br />أتاك على القنوط منك غوث<br />يمن به اللطيف المستجيب<br />وكل الحادثات وإن تناهت<br />فموصول بها فرج قريب</span><br />والمشكلات التي تعاني منها.. وتعصرك بالآلام والأحزان.. وتبعدك عن مشاركتنا في أعمالنا.. وفي حياتنا اليومية.. فإني أدعو الله أن يزيلها عنك.. ـ وكما قلت لك سابقاًـ إذا وضعت هذه المشكلات.. في تلك القاعدة.. فإنها تصبح من السهولة بمكان.. معالجتها والقضاء عليها.. والمؤمن مبتلى.. والله سبحانه وتعالى قد أحبك.. فابتلاك بالمشكلات.. ليعلم مدى صدق إيمانك.. وتوكلك عليه.. وهل على إثر هذه المصائب والمشكلات.. قد أصبت بضجر أو سأم.. أو قنوط أو ملل.. هذه كلها اختبارات.. وكما قلت : إن الله سبحانه وتعالى.. إذا أحب عبده ابتلاه واختبره.. وقد جاء في السنة النبوية المطهرة.. على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم.. إنه قال : <span style="color:red;"><< عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له>></span> (صحيح مسلم [2999] ج4 ص2295)..<br /><span style="color:purple;">لا تعجلن فربما<br />عجل الفتى فيما يضره<br />فالعيش أحلاه يعو<br />د على حلاوته بمره<br />ولربما كره الفتى<br />أمراً عواقبه تسره</span><br />فهذا الحديث الشريف.. يدل على أن كل الأمور الحادثة على المرء.. سواء كانت خيراً أو شراً.. فإنها تنصب في النهاية في مصلحة المؤمن.. إذا شكر النعمة.. وصبر على المصيبة.. أما إذا ضجر من المصيبة.. أو لم يشكر نعم الله عليه.. فإنها تصبح في غير صالحه.. ويلاقي من الله الجزاء.. لقوله صلى الله عليه وسلم : <span style="color:red;"><< إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط >></span> (سنن الترمذي [2396] ج4 ص601).. وفي حديث آخر.. قال عليه أفضل الصلاة والسلام: <span style="color:red;"><< إذا أراد الله بعبده الخير عجل في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة >></span>(سنن الترمذي [2396] ج4 ص601).. وكما عودتنا دائماً.. بطول البال.. وسعة الصدر.. والنظرة الشاملة.. فمثل هذه الأمور ستزول بإذن الله..<br /><span style="color:purple;">اصبر لكل مصيبة وتجلد<br />واعلم بأن المرء غير مخلد<br />واصبر كما صبر الكرام فإنها<br />نوب تنوب اليوم تكشف في غد<br />وإذا ذكرت مصيبة تشجى بها<br />فاذكر مصابك بالنبي محمد</span><br /><br />واعلم أخي العزيز.. أن على الإنسان.. إذا أصابته مصيبة.. أن يستعين بالله أولاً.. ثم بعد ذلك.. يقوم بدراسة وتحري عن المشكلة.. ومعرفة الأسباب.. والحلول الكفيلة والناجعة لإصلاح هذا الخلل.. ثم بعد ذلك.. يكون عليه تطبيق الحلول المستنتجة والمقترحة.. وكذلك على الإنسان.. أن يستشيـر من هم أكثر منه.. قدرة وخبـرة.. في حـل مثل هذه المشكـلات والمعضلات.. ممن يثق في إخلاصهم.. ويطمئن لصدقهم.. فيحاولوا أن يستنبطوا الحلول المناسبة للمشكلة.. فإنه إذا اجتمعت مجموعة من العقول.. فإنه بإذن الله سيجدون الحل المناسب.. ومعرفة الداء يتطلب معرفة الدواء.. وفي الختام أقول :<br /><span style="color:purple;">لا تسألن بني آدم حاجة<br />وادع الذي أبوابه لا تحجب<br />الله يغضب إن تركت سؤاله<br />وبني آدم حين يسأل يغضب</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-84509353706713256772009-09-17T22:40:00.000-07:002009-09-17T22:42:28.135-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ الرسائل : 4) (رسالة إلى أصحاب الدماء الزرقاء)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size:180%;"><span style="color: rgb(102, 0, 0);">الرسالة الرابعة:</span><br /><span style="color: rgb(51, 0, 51);">رسالة إلى أصحاب الدماء الزرقاء:</span><br /><br />الحمد لله الذي خلق الإنسان من طين.. أمر بطاعته ونهى عن التكبر والغرور.. القائل في كتابه العزيز :<span style="color:red;">{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}</span> (الحجرات:11).. والقائل :<span style="color:red;">{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}</span> (الحجرات: 13).. وأصلي وأسلم على خير مبعوث للأنام.. محمد نبي الإسلام.. القائل : <span style="color:red;"><< بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم >></span> (صحيح مسلم [2564] ج4 ص1986).. والقائل : <span style="color:red;"><< وإن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد >></span>(صحيح مسلم [2865] ج4 ص2198] .. والقائل : <span style="color:red;"><< كلكم لآدم وآدم خلق من تراب >></span>(سنن الترمذي [3955] ج5 ص734) .. صلى الله عليه وسلم وبارك.. وعلى آله الطيبين الطاهرين.. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد..<br /><span style="color:purple;">فكم ذا رأينا ظالماً متجبراً<br />يرى النجم ـ تيهاً ـ تحت ظل ركابه<br />فلما تمادى واستطال بجوره<br />أناخت صروف الحادثات ببابه<br />وعوقب بالذنب الذي كان يجتني<br />وصبَّ عليه الله سوط عذابه<br />فلا فضة تحميه عند انفضاضه<br />ولا ذهب يثنيه عند ذهابه<br /></span>عجبت منكم يا أصحاب الدماء الزرقاء.. كيف تعيشون وفيما تفكرون.. عفواً يا أصحاب الدماء الزرقاء.. إني لا أرى إلا أنكم جيفاً قامت على أشلاء وعلى أعقاب وعظام وجماجم الآخرين.. فلماذا إذاً هذا التباهي المصطنع؟!.. وهذا التكبر المتكلف؟!.. ولم هذه العظمة الزائلة؟!.. ولم هذا الغرور الفاني؟!..<br />اعتقد لأنه قد أصابكم نقص في العقل.. وغباء في الفهم.. وقصور في الإدراك.. وصغر في النفوس.. وإحساس عميق بانحطاط المنزلة.. فأنتم في قرارة نفوسكم.. تشعرون بنقصكم وتخلفكم.. وتريدون أن تجعلوا من كبريائكم وترفعكم.. ما يواري عوراتكم.. ويستر سوءاتكم.. ويداري من نقائصكم.. ولو أنصفتم أنفسكم.. لجملتموها بالتواضع.. وألبستموها حلل المتواضعين..<br /><span style="color:purple;">قل للذي بصروف الدهر عيرنا<br />هل حارب الدهر إلا من له خطر<br />أما ترى البحر تعلو فوقه جيف<br />ويستقر بأقصى قعره الدرر<br />فإن تكن نشبت أيدي الزمان بنا<br />ونالنا من تمادى بؤسه الضرر<br />ففي السماء نجوم ما لها عدد<br />وليس يكسف إلا الشمس والقمر<br />وكم على الأرض من خضر ويابسة<br />وليس يرجح غلا ما له ثمر<br /></span>اعلموا أن الله سبحانه وتعالى.. بقدر ما يحب المتواضعين.. يبغض ويمقت المتكبرين.. فلا يزكيهم.. ولا ينظر إليهم يوم القيامة.. ولهم عذاب أليم.. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<span style="color:red;"><< لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب >></span>(سنن الترمذي [3955] ج5 ص734)..<br /><span style="color:purple;">تاه الأعيرج واستغلى به الخطر<br />فقل له خير ما استعملته الحذر<br />أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت<br />ولم تخف سوء ما يأتي به القدر<br />وسالمتك الليالي فاغتررت بها<br />وعند صفو الليالي يحدث الكدر<br /></span>يا أصحاب الدماء الزرقاء.. إني أرسل إليكم هذه القصة.. لعلها تلقى آذاناً صاغية.. أو قلوباً منشرحة.. أو عقولاً متفتحة.. بعد أن أعمى قلوبكم التفاخر.. وأصم آذانكم التعالي.. وأغشى على عقولكم التكبر والتباهي..<br />قال الأصمعي : بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة.. إذ رأيت شاباً متعلقاً بأستار الكعبة.. وهو يقول :<br /><span style="color:purple;">يا من يجيب دعا المضطر في الظلم<br />يا كاشف الضر والبلوى مع السقم<br />قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا<br />وأنت يا حي يا قيوم لم تنم<br />أدعوك ربي حزيناً هائماً قلقاً<br />فارحم بكائي بحق البيت والحرم<br />إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه<br />فمن يجود على العاصين بالكرم<br /></span>ثم بكى بكاءاً شديداً وأنشد يقول :<br /><span style="color:purple;">ألا أيها المقصود في كل حاجة<br />شكوت إليك الضر فارحم شكايتي<br />ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي<br />فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي<br />أتيت بأعمال قباح رديئة<br />وما في الورى عبد جنى كجنايتي<br />أتحرقني بالنار يا غاية المنى<br />فأين رجائي ثم أين مخافتي<br /></span>ثم سقط على الأرض مغشياً عليه.. فدنوت منه.. فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.. فرفعت رأسه في حجري.. وبكيت.. فقطرت دمعة على خده.. ففتح عينيه وقال : من هذا الذي يهجم علينا؟!.. قال الأصمعي : سيدي.. ما هذا البكاء والجزع؟!.. وأنت من أهل بيت النبوة.. ومعدن الرسالة.. أليس الله تعالى يقول : <span style="color:red;">{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}</span> (الأحزاب: 33).. قال : هيهات هيهات يا أصمعي.. إن الله خلق الجنة لمن أطاعه.. ولو كان عبداً حبشياً.. وخلق النار لمن عصاه.. ولو كان حراً قرشياً.. أليس الله يقول : <span style="color:red;">{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}</span> (المؤمنون: 101ـ 103)..<br /><span style="color:purple;">دهر علا قدر الوضيع به<br />وترى الشريف يحطُّه شرفه<br />كالبحر يرسب فيه لؤلؤه<br />سفلا وتعلو فوقه جيفه<br /></span>فيا أصحاب الدماء الزرقاء.. هل عرفتم هذه القاعدة التي أقرها ديننا الحنيف؟!.. أم هل قرأتم هذه الآيات من سورة المؤمنين؟!.. أتوقع لا.. لأنكم لو قرأتموها.. وتمعنتم في معانيها.. وعرفتموها حق المعرفة.. لاستحييتم من أنفسكم.. وتذكرتم أنه ليس هناك تفاضل بين البشر.. إلا بالتقوى والعمل الصالح..<span style="color:red;">{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}</span> (الحجرات: 13)..<br /><span style="color:purple;">من أتقى الله فذاك الذي<br />سيق إليه المتجر الرابح<br /></span>لقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس جميعاً.. من أصل واحد.. هو آدم وحواء.. ومن عنصر واحد.. هو الطين والماء.. فالناس في أصل الخليقة سواسية.. <span style="color:red;"><< كلكم لآدم وآدم خلق من تراب>></span>(سنن الترمذي [3955] ج5 ص734) ..<br /><span style="color:purple;">الناس من جهة التمثال أكفاء<br />أبوهم آدم والأم حواء<br />فإن يكن لهم في أصلهم شرف<br />يفاخرون به فالطين والماء<br />ما الفخر إلا لأهل العلم إنهمو<br />على الهدى لمن استهدى أدلاء<br /></span>وكما يعلم العقلاء.. أن الله سبحانه وتعالى.. قد جعل في الأرض أمماً وقبائل.. للتعارف والتناصر.. لا للتناكر والتفاخر.. وللتراحم والتعاون.. لا للتكبر والتظالم.. وقد قسم الله سبحانه وتعالى بينهم أرزاقهم.. ووضعهم في الدنيا مواضعهم.. طبق مشيئته وحكمته.. فغني وفقير.. وشقي وسعيد.. وقوي وضعيف.. وسقيم وصحيح.. وقد كرم الله تعالى من اتقاه.. وفضله على ما عداه.. فلا فضل لأبيض على أسود.. ولا فضل لعربي على أعجمي.. إلا بالتقوى.. فقد بين الله سبحانه وتعالى.. الخصلة التي يفضل بها الإنسان غيره.. ويكسب الشرف والكرم بسببها.. فقال عز من قائل :<span style="color:red;">{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}</span> (الحجرات: 13) .. فأكرم الناس عند الله أتقاهم.. لا وجيههم.. ولا أغناهم.. ولا أقواهم..<br /><span style="color:purple;">ما بال من أوله نطفة<br />وجيفة آخره يفخر<br />لا فخر إلا فخر أهل التقى<br />غداً إذا ضمهم المحشر<br /></span>عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :<span style="color:red;"><< لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه>></span> (صحيح مسلم [2564] ج4 ص1986).. فيوم القيامة.. لا ينفع أحدهم نسبه.. ولو كان من سلالة هاشمية.. إن لم يقترن بعمل صالح يؤجر عليه.. ولا يضرك نسبك وإن كنت من أمة حبشية..<br /><span style="color:purple;">لعمرك ما الإنسان إلا بدينه<br />فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب<br />فقد رفع الإسلام سلمان فارس<br />وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب<br /></span>يا أصحاب الدماء الزرقاء.. كان الأجدر بكم.. أن تتناسوا تلك القاعدة الجاهلية العفنة.. التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. لتتذكروا أن ربكم واحد.. وإن أباكم واحد.. كلكم لآدم.. وآدم من تراب.. وإن أكرمكم عند الله أتقاكم.. ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى.. والعمل الصالح..<br /><span style="color:purple;">وما شرف الإنسان إلا بنفسه<br />وإن خصه جد شريف ووالد<br />إذا كان كل الخلق أبناء آدم<br />فأفضلهم من فضلته المحامد<br /></span>حكي أن مطرف بن عبدالله بن الشخير نظر إلى المهلب بن أبي صفرة وعليه حلة يسحبها ويمشي الخيلاء.. فقال: يا أبا عبدالله ما هذه المشية التي يبغضها الله ورسوله؟<br />فقال المهلب : أما تعرفني ؟!<br />فقال : بل أعرفك!.. أوَّلك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وحشوك فيما بين ذلك بول وعذرة..<br /><span style="color:purple;">عجبت من معجب بصورته<br />وكان بالأمس نطفة مذرة<br />وفي غد بعد حسن صورته<br />يصير في اللحد جيفة قذرة<br />وهو على تيهه ونخوته<br />ما بين ثوبيه يحمل العذرة<br /></span>وكتب عمر بن الخطاب إلى سعيد بن أبي وقاص حين ولاه حرب العراق: <span style="color:blue;">"لا يغرنَّك من الله أن قيل : خال رسول الله .. وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فإن الله عز وجل لا يمحو السيِّئ بالسيِّئ ولكنه يمحو السيِّئ بالحسن.. فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته.. فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء.. الله ربهم.. وهم عباده.. يتفاضلون بالعافية.. ويدركون ما عنده بالطاعة.. فانظر الذي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا فالزمه.. فإنه الأمر "</span>..<br /><span style="color:purple;">تفوز بنا المنون وتستبد<br />ويأخذنا الزمان ولا يرد<br />وانظر ماضياً في أثر ماض<br />لقد أيقنت أن الأمر جد<br />رويداً بالفرار من المنايا<br />فليس يفوتها الساري المجد<br />فأين ملوكنا الماضون قدماً<br />أعدوا للنوائب واستعدوا<br />أعارهم الزمان نعيم عيش<br />فيا سرعان ما استلبوا وردوا<br />هم فرط لنا في كل يوم<br />نمدهم وإن لم يستمدوا<br /></span>كلمات نورانية نبعت من رجل ذا رأي سديد.. وفكر حصيف.. وعقل كبير.. وقد أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدل على عظيم منزلته عنده.. وبلائه في الإسلام.. ومما ورد فيه قوله صلى الله عليه وسلم : <span style="color:red;"><< إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه>></span> ( صحيح ابن حبان [6889] ج15 ص312)..<br /><span style="color:purple;">نمدهم وإن لم يستمدوا<br />أولى به من نسبه<br /></span>واعلموا أن العمل الذي تقومون به.. من التعالي والتفاخر على عباد الله.. يندرج تحت هذه الآية.. ولن تسلموا من العقاب.. لأنه يعتبر إيذاء للمؤمنين.. قال تعالى : <span style="color:red;">{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}</span> (الأحزاب: 58)..<br /><span style="color:purple;">يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته<br />أنظر خلاك فإن النتن تثريب<br />لو فكر الناس فيما في بطونهم<br />ما استشعر الكبر شبان ولا شيب<br />هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة<br />وهو بخمس من الأقذار مضروب<br />أنف يسيل وأذن ريحها سهك<br />والعين مرفضة والثغر ملعوب<br />يا ابن التراب ومأكول التراب غداً<br />أقصر فإنك مأكول ومشروب<br /></span>وفي الختام :<br /><span style="color:purple;">يا ابن آدم لا تغرك عافية<br />عليك شاملة فالعمر معدود<br />ما أنت إلا كزرع عند خضرته<br />بكل شيء من الأوقات مقصود<br />فإن سلمت من الآفات اجمعها<br />فأنت عند كمال الأمر محصود</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-9238281438568461022009-09-17T22:37:00.000-07:002009-09-17T22:40:01.438-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ الرسائل : 3) (رسالة إلى كاتم الأسرار)<div style="text-align: justify;"><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color: rgb(102, 0, 0);">الرسالة الثالثة :</span><br /><span style="color: rgb(51, 0, 51);">رسالة إلى كاتم الأسرار:</span><br /><br />الحمد لله الكبير المتعال.. أمر بالاعتدال.. ونهانا عن الحيف والضلال.. القائل في كتابه العزيز.. حكاية عن نبي الله يعقوب عليه السلام.. عندما كان يوصي ابنه لما رأى رؤيا في المنام : <span style="color:red;">{ قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}</span>(يوسف: 5).. وأصلي وأسلم على إمام المسلمين.. وقائد الغر المحجلين.. نبينا ورسولنا الأمين..القائل:<span style="color:red;"><< استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود>></span> (مجمع الزوائد ج8 ص195).. وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد..</span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > <span style="color:purple;">ولي صاحب سرِّي المكتم عنده</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> محاريق نيران بليل تحرق</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> عطفت على أسراره فكسوتها</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> ثياباً من الكتَّان ما تتخرَّق</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فمن تكن الأسرار تطفو بصدره</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فأسرار نفسي بالأحاديث تغرق</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فلا تودعنَّ الدهر سرك جاهلاً</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فإنك إن أودعته منه أحمق</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> وحسبك في ستر الأحاديث واعظاً</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> من القول ما قال الأديب الموفق</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فصدر الذي يستودع السِّرَّ أضيق</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > <span style="color:darkred;">يا أيها الإنسان..</span> الذي تاه في دنيا الخيال.. وعن الحق قد مال.. ومن المنكرات والمعاصي قد كال.. وعقله عن التفكير بالله قد جال.. ومن الأوزار الكثير قد شال.. ولسانه بالقبح قد سال.. ونسى أنه إلى زوال.. وأن الله يغير من حال إلى حال.. وأصبح يطلب من الدنيا المحال.. ولا هم عنده إلا تجميع الذهب والمال.. ولا فرق عنده بين الحرام والحلال.. ويعتقد أنه يبحث بذلك عن راحة البال.. وأنه بهذا سيصعد إلى مكان عال.. ولم يتوقع أنه سيكون عليه وبال.. وأن هناك يوم لا ينفع فيه بنون ولا مال.. وفيه من النكير وكثرة السؤال.. لا ينجو منها إلا من أتى الله سليم القلب وخالي البال.. أما من أتى الله بذنوب كالجبال.. فإنه يرميه في نار جهنم ولا يبالي.. هذه نصيحتي إليك على عجال.. من أخ في الله يخاف من يوم فيه الجنين قد هال.. وأملي أن لا ترميها في السلال.. لأنها لا تقدر بمال.. فاعلم هداك الله إلى خير حال.. أنه:</span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > <span style="color:purple;">لا يكتم السر إلا كل ذي ثقة</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> والسر عند خيار الناس مكتوم</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فالسر عندي في باب له غلق</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> ضاعت مفاتيحه والباب مختوم</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > لقد عجبت من إنسان.. يصبح مستودعاً لأسرار الآخرين.. فكل شخص.. لا يتحمل حمل سره.. ذهب إليه وأودعه سره.. وكل شخص.. أراد أن يخفف عن كاهله بعض الأثقال.. ويرمي من ظهره بعض الأحمال.. ركض إليه ورمى ما معه من حمل.. وكل شخص أعياه وأقض مضجعه.. ما اكتشف من أمر ألم به.. يمم وجهه شطر ذلك الإنسان العجيب.. حتى يغلق على تلك الهموم والأسرار مكنون بئره.. وسرداب عقله.. ويختم على شفتيه.. فلا يطلع عليها إنس ولا جان.. مهما أوتوا من قوة أو سلطان.. يردد مفتخراً..</span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > <span style="color:purple;">وفتيان صدق لست أطلع بعضهم</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> على سرِّ بعض غير أني جماعها</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> يظلون في الأرض الفضاء وسرهم</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> إلى صخرة أعيا الرجال انصداعها</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> لكل امرئ شعب من الأرض فارع</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> وموضع نجوى لا يرام اطلاعها</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > <span style="color:darkred;">أيها الرجل العظيم..</span> إلى متى ستصبح مقبرة للأسرار العفنة.. والرؤى المستهلكة.. والأفكار المدمرة؟!!.. إلى متى ستكون مستودع للتناقضات.. والسموم الفتاكة.. والجراثيم المعدية؟!!.. إلى متى ستصبح حصالة للحمقى.. والمغفلين والجهلة.. يرمون فيها ما يشاؤون.. من مفاسد وضلالات.. تذيب الحياء.. وتقضي على المروءة.. وتقتل العفة.. وتمحق الفضيلة.. وتلغي الرجولة.. وتذيب الشهامة؟!!.. إلى متى ستصبح سلة مهملات.. تجمع كل ما تعفن وفسد.. وتحوي كل ما أهمل وانتهى.. ويرمي فيها كل من هب ودب.. قاذوراته وأوساخه؟!!.. لماذا تكون دائماً محل أنظار الفسقة.. وقبلة الفجرة.. ومحطة الجهلة.. واستراحة الحمقى.. ومخيم المنحطين؟!!.. لماذا تضع نفسك موضع التهمة.. وتوردها في مهالك الردى.. وتوقعها في مطبات المصائب والأهوال؟!!.. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :<span style="color:navy;">" من كتم سرَّه كان الخيار في يده ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن"</span>..</span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > <span style="color:purple;">لا تفش سرك إلا إليك</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فإن لكل نصيح نصوحا</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فإني رأيت غواة الرجال</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> لا يتركون أديماً صحيحاً</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > <span style="color:darkred;">أيها الرجل العظيم..</span> هل ستتحمل ما عجز عن تحمله غيرك؟!!.. أم هل ستصبر في ما لا طاقة لك فيه؟!!.. لماذا أرى إذن الذباب يحوم حول بيتك.. والبعوض مستلقِ في غرفتك؟!!.. ألا تخاف العدوى؟!!.. أم عندك مناعة؟!!.. ولكني أقول : </span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" > <span style="color:purple;">إذا المرء أفشى سره بلسانه</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> ولام عليه غيره فهو أحمق</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه</span></span><br /><span style="font-family: arial;font-size:180%;" ><span style="color:purple;"> فصدر الذي يستودع السر أضيق</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-13913880768780582162009-09-17T22:25:00.000-07:002009-09-17T22:48:18.746-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ الرسائل : 2) (رسالة إلى من أحببت)<div style="text-align: justify;"><span style="font-size:180%;"><span style=";color:red;" >الرسالة الثانية:<br /><span style="color: rgb(51, 0, 51);">رسالة إلى من أحببت :</span><br /></span><br /></span><div style="text-align: justify;font-family:arial;"><span style="font-size:180%;"><span style="color:red;"> </span> <span style="color:blue;">الحمد لله الذي تتحير دون إدراك جلاله القلوب والخواطر.. وتدهش في مبادئ إشراق أنواره الأحداث والنواظر.. المطلع على خفيات السرائر.. العالم بمكنونات الضمائر.. مقلب القلوب.. وغافر الذنوب.. وساتر العيوب.. ومفرج الكروب.. ثم الصلاة والسلام على سيد المرسلين.. وخير الأنام أجمعين .. محمد بن عبدالله الأمين.. وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين.. أما بعد :</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">حاولت إخفاء الذي بجوانحي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فتخونني نار الهوى بملامحي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ويخونني شوقي وفرط تولُّهي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> وشرود أفكاري وأوب نوائحي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ويخونني صمتي وهاجس مهجتي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> وشحيح صبري واحتراق جواربي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ويخونني ترديد آهات الهوى</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> في ثغر أشعاري ونغم قرائحي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> لم أستطع إلجام نفسي عن منى</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> تختال بين مشاعري ومسارحي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> تحية طيبة مباركة من الأعماق.. مملؤة بالشوق والحب والإخلاص.. معطرة بشذا رياحين الجنان.. ومبعوثة عبر نسائم الصباح.. إلى من أحببت..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">وكان فؤادي خالياً قبل حبكم</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فلما دعا قلبي هواك أجابه</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فلست أراه عن فنائك يبرح</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> رميت منك إن كنت كاذباً</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فلست أرى قلبي لغيرك يصلح</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من شغلت بالي وتفكيري..</span> وألهبت مشاعري وأحاسيسي.. وحركت سكوني ووجداني..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;"> لقد دب الهوى لك في فؤادي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> دبيب دم الحياة إلى العروق</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> فبعثتني إلى الحياة بعد الممات.. ومن اليأس إلى الأمل.. ومن القنوط إلى التفاؤل.. ومن الكآبة إلى السعادة.. ومن الخمول والكسل إلى الجد والنشاط.. ومن ظلمة المساء إلى إشراقة الصباح.. ومن جحيم الدنيا إلى جنة الآخرة.. ومن تعاسة الأخوة إلى حضن الأحبة..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">وأُشرب قلبي ومشى بها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> كمشي حميّا الكأس في عقل شارب</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ودب هواها في عظامي وحبُّها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> كما دبَّ في الملسوع سمُّ العقرب</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من طهرتني</span> من أدران الدنيا وملذات الحياة.. وغسلت قلبي من الحقد والحسد والغل.. ونظفت عقلي من التخيلات والأوهام والأفكار الفاسدة .. وأزالت من كاهلي ثقل الهموم والأحزان.. وعوضتني بالعفة والطهر.. والقناعة والفكر.. والسعادة والسرور.. وأيقظت فيَّ روح العفو والتسامح والمغفرة..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ذخراً يكون كصالح الأعمال</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من أمدتني</span> بالقوة بعد الضعف.. والعز بعد الذل.. والتفاؤل بعد القنوط.. واليقظة بعد السبات.. والحب والحنان والشوق بدلاً من الكره والحقد والبغض والحسد..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">لما عفوت ولم أحقد على أحد</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> أرحت نفسي من هَمِّ العداوات</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> إني أحيِّي عدوِّي عند رؤيته</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> لأدفع الشَّرَّ عنِّي بالتحيات</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> وأظهر البشر للإنسان أبغضه</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> كما إن قد حشى قلبي مودات</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من علمتني</span> أن الحياة جهاد وكفاح.. ونبل وكرم.. وعزة ووقار.. وتضحية وإثار.. وصبر ويقين..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">إن الأمور إذا اشتدت مسالكها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فالصبر يفتح كل ما رتجا</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> لا تيأسن وإن طالت مطالبه</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من علمتني</span> أن الدنيا مثل البغي تُزين وتُجمل نفسها حتى تغري فريستها ولا يسلم منها إلا الشريف العفيف والورع التقي.. ونبهتني بأن الدنيا لا تكون للإنسان كما يريد وإنما فيها الفرح والسرور.. وفيها الحزن والألم.. وبها السار والضار.. والإيسار والإعسار.. وفيها الإخفاق والنجاح.. فيها الفوز والخسارة والنصر والهزيمة.. وفيها الخير والشر.. والصلاح والفساد.. ومن رضي بقضاء الله وقدره هانت عليه الصعاب.. وذكرتني أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.. فعلاما نتحارش ونتنـازع عليها ؟!!.. وعلمتني أن الدنيـا مزرعة وحصادها في الآخرة.. وذكرتني بأنها دار ممر والآخرة دار مقر..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">حكم المنية في البرية جار</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ما هذه الدنيا بدار قرار</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من أيقظت</span> فيَّ روح التقوى والإيمان اللذين يعصماني من الوقوع في الفواحش والمحرمات والتمرغ بأوحالها..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">خير أيام الفتى يوم نفع</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> واصطناع الخير أبقى ما صنع</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ما ينال الخير بالشر ولا</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> يحصد الزارع إلا ما زرع</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من علمتني</span> بأن شريعة الإسلام الخالدة إنما قد جاءت لأجل أن يعيش المرء قوياً أبياً.. وعزيزاً كريماً.. غير متلبس بشيء من القاذورات والأنجاس.. ولا منغمس في الأوحال والأوساخ.. والتي تحط من قدره.. وتنزله من مكانته السامقة.. وتضعه في منزلة الحيوانات والمخلوقات الوضيعة.. فلا يركع إلا للذي خلقه.. ولا يستجدي إلا من الذي رزقه.. ولا يخضع إلا للذي بيده الأمر والمنتهى..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">فدع عنك فضلات الأمور فإنها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> حرام على نفس التقي ارتكابها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ومن يحمد الدنيا لشيء يسره</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فسوف لعمري عن قليل يلومها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> إذا أدبرت كانت على المرء حسرة</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> وأن أقبلت كانت كثيراً همومها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من علمتني</span> بأن الدعوة طريق مفروش بالحجارة والأشواك.. وليس مفروشاً بالأزهار والورود.. ونصحتني بأنه على الداعية الصبر والجلد والتحمل.. والصدق في القول والعمل.. والصدر الرحب.. ويكون قدوة للناس في خلقه ومعاملته.. في مخبره ومظهره.. في قوله وفعله.. في عمله وسلوكه.. حتى يكون عمل الداعية تبعاً لما يدعو إليه.. ويجد بعد ذلك آذاناً صاغية لما يدعو إليه..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">إن عبت يوماً على قوم بعاقبة</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> أمراً أتوه فلا تصنع كما صنعوا</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من علمتني</span> أن الأخوة ليست كلمة فقط تقال.. أو رمزاً يرمز له.. أو شعاراً يوجه.. أو طريقة تتبع.. وليست من أجل مال أو منصب.. أو نسب أو سلطه.. إنما هي في ذات الله سبحانه وتعالى.. وما عداها فهي أخوة جوفاء لا طائل منها..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">أخلاء الرخاء هم كثير</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ولكن في البلاء هم قليل</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فلا تغررك خلَّة من تؤاخي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فما لك عند نائبة خليل</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> وكلُّ أخ يقول أنا وفيٌّ</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ولكن ليس يفعل ما يقول</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> سوى خلٍّ له حسب ودين</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فذاك لما يقول هو الفعول</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">إلى من علمتني</span> بأن الإنسان بلا حب كالجسد بلا روح.. أو كالغيمة بلا مطر.. أو كالسمكة بلا ماء..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">لقد جرى الحبُّ مني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> مجرى دمي في عروقي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;"> إلى من أتمنى</span> وصلها ولكن أبعدني عنها القدر؟!!.. وظلمني الأخ والصديق.. وقسا عليَّ الحبيب.. وهجرني الخليل.. وحاربني الأهل..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">وعمَّا قليل ينتهي الأمر كلُّه</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فما أول إلا ويتلوه آخر</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">وبرغم ذلك</span> سوف أواجه الصعاب.. والجبال الراسية.. والرياح العاصفة.. والبحار الهائجة.. والقلوب المتحجرة.. والعقول القاسية المتصلبة.. والأعاصير العاتية.. والزلازل المدمرة.. والبراكين الثائرة..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">عجبت لسعي الدهر بيني وبينها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">وبرغم ذلك</span> سأواجه سهام الحاسدين.. ورماح الحاقدين.. وسيوف النمامين.. ودروع المنافقين.. وشراك الكائدين.. وأسلحة الخائنين..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">إن العرانين تلقاها محسدة</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> ولن ترى للئام الناس حساداً</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">وبرغم ذلك</span> سأواجه الآراء الفاسدة.. والشبه الكاسدة.. والحيل الخبيثة.. وأوهام الضلالات.. وعلل المنافقين.. سأواجه بكل صبر وتحمل في سبيل عهدنا.. وسأورثهم الذل والحقارة والهوان..<br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:purple;">إلى الطائر النجم انظري كلَّ ليلة</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فإني إليه بالعشية ناظر</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> عسى يلتقي طرفي وطرفك عنده</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"> فنشكو إليه ما تكن الضمائر</span><br /></span></div></div><div style="text-align: justify;" id="post_message_507074"><div face="arial" style="text-align: justify;"> </div><p style="text-align: justify;font-family:arial;"> <span style="font-size:180%;"><br /><span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> إن كلماتك العظيمة أمدتني بالقوة والإصرار.. وبسماتك الوضاءة أمدتني بالأمل والإشراق.. وحياؤك الجليل أمدني بالتواضع والتفاؤل.. وقسمات وجهك البريئة أمدتني بالمحبة والعطف والحنان.. وإصرارك القوي أمدتني بالعزيمة والتحدي.. وتفاؤلك الصادق أمدني بالصدق والإخلاص.. ونظارة وجهك المشرق أمدني بالصبر والحكمة.. ومن حبي لك أحببت نفسي كل ما هو صلاح وكل الصالحين..<br /><span style="color:purple;">أحب الصالحين ولست منهم<br />لعلي أن أنال بهم شفاعة<br />وأكره من تجارته المعاصي<br />ولو كنا سواء في البضاعة</span><br />في عصر التلون والتشكل.. عصر التغير والتحزب.. عصر الكلمات الرنانة الجوفاء.. عصر الأشكال البراقة الخداعة.. عصر التبجح والتفسخ من القيم والأخلاق.. عصر الأنانية وحب الذات.. عصر حب الظهور والتكبر والغرور.. عصر الماديات والملذات والشهوات.. عصر البقاء للأشرس والأظلم والقاسية قلوبهم.. عصر الأفاعي والحرباء.. عصر الميوعة والعري والتميع من القيم والأخلاق.. عصر الانحلال والضياع.. عصر المكائد والدسائس..<br /><span style="color:purple;">من لم يكن عنصره طيِّباً<br />لم يخرج الطَّيِّب من فيه<br />كلُّ امرئ يشبهه فعله<br />وينضح الكوز بما فيه</span><br />لقد تغيرت فيهم الفطرة.. وتميعت الأخلاق.. وانحلت القيم والمبادئ.. وتبدلت الأفكار.. وأصبحوا يأكلون لحم أخيهم حياً حتى قبل أن يكون ميتاً ؟!!..<br />وليس الذئب يأكل لحم ذئب<br />ويأكل بعضنا بعضاً عياناً<br />وأصبحت القلوب منتعشة بالحقد والحسد.. والعقول منتعشة بالبغضاء والغل.. والأفكار متشبعة بالإفساد والآراء والأفكار الهدامة.. والسلوكيات منحرفة عن الطريق القويم الذي خطه رسولنا الكريم.. وأصبح هؤلاء مثل البالون في الضخامة والحجم ولكنهم قد تقضي عليهم إبرة صغيرة!!.. والإنسان في ذلك العالم منحل من جميع القيم والأخلاق.. ويتقمص عدة شخصيات.. ويتنكر بعدة أزياء.. حتى لا ينكشف زيفه وبهتانه.. أو ينكشف سره وخداعه.. وقد ينخدع فيه الكثير.. وينساق إلي خزعبلاته العديد.. وينجر إلى أوهامه الكثير.. من محبي الظهور.. وعبدة الشهرة والزيف الكاذب.. ولكن ما هي الفائدة التي كانوا يرجونها؟!.. إنها العظمة وحب الظهور.. والتسلط والرياء والسمعة..<br /><span style="color:purple;">وفي الجهل قبل الموت موت لأهله<br />وأجسادهم دون القبور قبور<br />وإن امرأ لم يحيى بالعلم قلبه<br />فليس له حتى النشور نشور</span><br />إي والله.. إنها لحالة يائسة.. حالة لا يطيقها من يرحم نفسه.. ولا يريدها من كان في رأسه مسكة من عقل.. فكيف يرضى فرد أن يعيش حالة الضيق والاضطراب؟!!.. فلا تهنأ نفسه.. ولا يستقر فؤاده.. ولا يهدأ باله.. ولا تنعم عينه.. ولا هو بمسرور في حياته وبين أهله وأصحابه.. وما ذلك إلا لأنه رضى حياة الذل والهون.. بابتعاده عن منهج الله.. وارتكابه ما حرم الله..<br /><span style="color:purple;">يا من يعانق دنيا لا بقاء لها<br />يمسي ويصبح في دنياه سفَّارا<br />هلا تركت لذي الدُّنيا معانقة<br />حتى تعانق في الفردوس أبكارا<br />إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها<br />فينبغي لك أن لا تأمن النَّارا</span><br /> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> أنت روحي وأملي وبدونك أصبحت حياتي كحياة طفل بلا أم.. أو جسداً بلا روح.. أو سفينة بلا قبطان.. أو وطناً بلا قائد.. أو جيشاً بلا سلاح.. أو وردة بلا رائحة .<br /><span style="color:purple;">هل أنت شافية قلباً يهيم بكم<br />لم يلق عروة من عفراء ما وجدا<br />ما في فؤادي من داء يخامره<br />إلا التي لو رآها راهب سجدا</span><br /> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> عندما يتردد في مخيلتي صدى صوتك.. أو تتحسس إذني نسمات نفسك.. تثور أشجاني.. فتمدني بالقوة والأمل بعد الضعف واليأس.. والسعادة والفرح بعد الكآبة والحزن.. والتفاؤل والفرج بعد التشاؤم والضيق.. من إثر تقلبات المجتمع.. وحقد العدو.. وبغض الخلان.. وكره الحساد.. ومكائد الأخ.. ونكران الصديق.. وهجران الأهل..<br /><span style="color:purple;">فيا عجباً يستشرفونني<br />كأن لم يروا بعدي محباً ولا قبلي<br />ويا عجباً من حب من هو قاتلي<br />كأني أجزيه المودة من قتلي</span><br />فلولا نسماتك في الوجود.. لكنت الآن في عالم العزلة والتشتت.. عالم الوحدة والأحزان.. عالم التيه والضياع.. لأنه ما باستطاعتي أن أقارع وحيداً ذلك الطوفان الجارف.. أو ذلك الإعصار المدمر..<br /><span style="color:purple;">يقولون لي إن بحت قد غرَّك الهوى<br />وإن لم أبح بالحب قالوا تصبرا<br />فما لإمرئ يهوى ويكتم أمره<br />من الحب إلا أن يموت فيعذرا</span><br /> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> لقد كنت أقرأ وأسمع عن قصص المحبين.. وحكايات العاشقين أمثال قيس وليلى.. وكثير وعزة.. وجميل وبثينة وغيرهم.. وكنت أعتقد إنها ضرب من ضروب الخيال.. أو نوع من أنواع الكذب المبتذل.. بقصد الربح السريع.. حتى يتلذذ بها الحمقى والمغفلون..ولكن..<br /><span style="color:purple;">لا تعذل المشتاق في أشواقه<br />حتى يكون حشاك في أحشائه<br />إن القتيل مضرًّجاً بدموعه<br />مثل القتيل مضرجاً بدمائه</span><br />أما الآن فقد آمنت بما قيل.. وصدقت كل ما كتب.. بعدما عانيت مثل ما عانوا.. وكابدت مثل ما كابدوا.. فالإنسان لا يعرف معنى وقداسة الحب.. إلا إذا عايشه.. واكتوى بناره.. فالحب هو إكسير الحياة.. وهو منبع الرحمة.. ومنبت الفضيلة..<br /><span style="color:purple;">يا لائمي كفَّ الملام عن الذي<br />أخفاه طول سقامه وشقائه<br />إن كنت ناصحه فداو سقامه<br />وأعنه ملتمساً لأمر شفائه<br />حتى يقال بأنك الخلُّ الذي<br />يرجى لشدة دهره ورخائه<br />أو لا فدعه فما به يكفيه من<br />طول الملام فلست من نصحائه<br />نفسي الفداء لمن عصيت عواذلي<br />في حبِّه لم أخش من رقبائه<br />الشمس تطلع عن أسرة وجهه<br />والبدر يطلع من خلال قبائه</span><br />والمرء إذا أحب ألغى من قاموسه الكره والبغض والحسد.. وأصبح قلبه مثل الثوب الأبيض.. فيعفو عمن ظلمه.. ويغفر لمن أساء إليه.. ويسامح من شتمه أو حقره.. ويصالح من خاصمه.. ويعطي من منعه.. ويبر من هجره.. ويقبل من الناس ما تيسر منهم.. ويشكر محسنهم.. ويعفو عن مسيئهم.. فيعيش قرير العين.. مطمئن النفس.. هادئ البال.. صبوراً على المعارضة.. سهل العريكة.. لين الجانب..<br /><span style="color:purple;">يا لائمي في الهوى العذري معذرة<br />مني إليك ولو أنصفت لم تلم</span><br /> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> إنك أضأت ظلمات حياتي.. وكشفتِ أسرار مكنونات صدري.. وجددتِ لي أحاسيسي ومشاعري.. واقتحمتِ أبواب قلبي المؤصدة.. وهتكت حبائـل فكري.. وأزحتِ غشاوة عقلي.. ومزقتِ ستائر ليلي وسكوني.. فأسرتِ قلبي وعقلي..<br /><span style="color:purple;">إذا وجدت أوار الحب في كبدي<br />ذهبت نحو سقاء الماء أبترد<br />هبني بردت ببرد الماء ظاهرة<br />فمن لنار على الأحشاء تتقد</span><br />لقد أبصرت الهدى بعد العمى.. فبنورك اهتديت إلى الحياة.. وبقلبك الطاهر واجهت الصعاب والتحديات.. وبروحك النقية تصديت لجميع المشكلات والمعضلات.. بكل صبر وتحمل..<br /><span style="color:purple;">إني أحبُّك حباً ليس يبلغه<br />فهم ولا ينتهي وصفي إلى صفته<br />أقصى نهاية علمي فيه معرفتي<br />بالعجز مني عن إدراك معرفته</span><br /> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> لكن وبسبب طول الفراق.. وبعد المسافة بيننا.. وجور الإخوة في حياتنا.. وكثرة القيل والقال.. فإني يعتريني همان.. فيعتصران قلبي.. ويمزقان فؤادي.. ويشتتان فكري.. ويسلبان عقلي.. هَمُّ بُعدِ الفراق.. وهمَّ إصلاح هذا المجتمع.. وكلما أردت أن أزيح أحدهما عن قلبي وعقلي وتفكيري.. تكاد روحي تخرج معه فأدعه على ما هو عليه.. فيعود كما كان بل أشد وأعنف.. وقد قال لي أحدهم :<br /><span style="color:purple;">كتمت الهوى حتى أضرَّ بك الكتم<br />ولامك أقوام ولومهم ظلم<br />ونمَّ عليك الكاشحون وقبلهم<br />عليك الهوى قد نمَّ لو نفع النَّمُّ<br />وزادك إغراء بها طول بخلها<br />عليك وابلى لحم أعظمك الهم<br />فأصبحت كالنهدي إذ مات حسرة<br />على إثر هند أو كمن سقي السمُّ<br />ألا من لنفس لا تموت فينقضي<br />شقاها ولا تحيا حياة لها طعم<br />تجنبت إتيان الحبيب تأثماً<br />ألا إن هجران الحبيب هو الإثم<br />فذق هجرها قد كنت تزعم أنه<br />رشاد ألا يا ربما كذب الزَّعم</span><br />ولهذا ضعف الجسم.. وتشتت الفكر.. وخارت الإرادة.. وفتر العزم.. وأصبحت أمشي في الطرقات.. كجسد بلا إحساس أو عقل.. فإذا جاشت خواطري بخيالك.. هدأت نفسي.. وعاد إحساسي وعقلي..<br /><span style="color:purple;">بنفسي من غداة نايت عنهم<br />تركت القلب عندهم رهينا<br />أما لك أيها القلب اعتبار<br />بما فعل الهوى بالعاشقينا</span><br /> وعندما يختفي خيالك عن مخيلتي عدت إلى ما كنت عليه.. فيا ترى إلى متى يستمر هذا الحال ؟!!.. وهل هناك من مخرج أو سبيل؟!!<br /><span style="color:purple;">هل إلى أن تنام عيني سبيل<br />إن عهدي بالنوم عهد طويل<br />غاب عني من لا أسمي فعيني<br />كلَّ يوم وجداً عليه تسيل<br />إنَّ ما قلَّ منك يكثر عندي<br />وكثير ممَّن تحبُّ القليل</span></span></p><div id="post_message_507075"><div style="text-align: justify; font-family: arial;"> </div><div style="text-align: justify; font-family: arial;"> <span style="font-size:180%;"><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> إني أحس الآن وأنت بعيدة عني كإحساس بريء وضع في سجن.. أو طائر وضع في قفص.. ينشدان الحرية التي قد تكون بعيدة المنال.. فأنت حياتي وحريتي.. ونعيمي وسعادتي..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لو حزَّ بالسيف رأسي في مودتها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لمرَّ يهوي سريعاً نحوها رأسي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ولو بلي تحت أطباق الثرى جسدي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لكنت أبلى وما قلبي لكم ناسي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لولا نسيم لذكراكم يروحني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لكنت محترقاً من حر أنفاسي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> أنت لي كالماء والهواء في هذا الكون.. فلا حياة بدونك.. ولا عيشة بفقدك..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">من أجل هواكم عشقت العشقا</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">قلبي كلف ودمعتي ما ترقا</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">في حبكم يهون ما قد ألقى</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ما يحصل بالنعيم من لا يشقى</span><br /></span><span style="font-size:180%;">فالحياة بدون مؤنس أو حبيب.. كطعام بلا ملح.. و أرض بلا نبتة أو ماء.. أو سماء بلا نجم أو شمس أو قمر.. أو إنسان قد فقد جميع حواسه وعقله.. ويعيش مثل الحيوان في هذه الحياة.<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أحبك يا شمس الزمان وبدره</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وإن لامني فيك السهى والفرقد</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> كل قطرة دم.. شاهدة على صدق حبي لك.. وكل نبضة قلب.. شاهدة على آلامي وأحزاني بفقدك وبعد الفراق.. وكل نسمة طيف.. تذكرني بك.. وكل صرخة ألم.. تشتكي إلى الله جور الزمن.. وكل دمعـة حـزن.. تدعـو الله كي يلـم الشمـل ويجمع المحبين.. إني مجروح وأنت البلسم الشافي .<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فررت من اللقاء إلى الفراق</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فحسبي ما لقيت وما ألاقي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">سقاني البين كأس الموت صرفاً</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وما ظني أموت بكف ساقي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فيا برد اللقاء على فؤادي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أجرني اليوم من حر الفراق</span><br /></span><span style="font-size:180%;">فيا أهل الرحمة والعطف.. إني أتعذب.. وعذاب القلب.. أشد وأعظم من عذاب الجسد.. فعذاب الجسد يبرأ.. أما عذاب القلب فلا يبرأ.. إلا باجتماع المحبين.. فهل إلى ذلك من سبيل؟!! وهل هنالك من طريقة؟!!..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">هل إلى نظرة إليك سبيل</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يرو منها الصَّدى ويشف الغليل</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إنَّ ما قلَّ منك يكثر عندي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وكثير ممَّن تحبُّ القليل</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> أنت دائي ودوائي.. ومرضي وشفائي.. وعافيتي وسقمي.. وناري وجنتي.. وفرحي وحزني.. وكلما ألم بي ألم أو حزن.. أو اعتراني غضب أو هم.. أو اعترضتني مشكلة أو محنة.. أو جاءني السهاد والقلق فيهجرني النوم.. ثم ألم طيفك بخاطري.. انجلى كل ما كنت أعانيه.. وعدت صحيح الجسم.. معافى البال.. ولكن هل يستمر هذا الحال؟!!.<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أستودع الله قلباً من فجعت به</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وبالأحبة لم أسكن إلى سكن</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">قد كان يحمل من همي ومن حزني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ما ليس يحمله روحي ولا بدني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لا عدت إن عاد لي قلبي أعذبه</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">بالحسن كم من قبيح جاء من حسن</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> هل يا ترى يهدأ القلب بعد الهيجان؟!!.. أم هل تسكن الروح بعد الثوران؟!!.. أم هل تخمد الأحاسيس بعد الاشتعال؟!!.. أم هل يصمد الجسم أمام عدوه الهزال.. ويقارع الأمراض والأسقام؟!.. أم هل تطمئن النفس بعد الفراق؟!!.. أم هل يتحد التركيز والتفكير بعد التيه والضياع؟!!.. وهل بعد الشدة من فرج؟!!.. وهل بعد اليأس والقنوط من استبشار وتفاؤل؟!!.. وهل بعد الظلم والجور من عدل وبر؟!!.. وهل بعد الإساءة من إحسان؟!.. وهل تعود الراحة والطمأنينة بعد البعد والفراق؟!!.. وهل يعود النوم بعد التشتت والهجران؟!!.. وهل تعود الصحة بعد السقم؟!.. وهل يعود الفرح والسرور بعد الضيق والحزن؟!.. وهل تعود السعادة بعد الكآبة؟!.. وهل يعود الأمل بعد اليأس؟!.. وهل تعود القوة بعد الضعف؟!.. وهل تعود الحياة بعد الموت؟!.. وهل يعود الحب بعد الكراهية؟!.. وهل هنالك لقاء بعد الفراق؟!.. وهل تعود العافية بعد المرض؟!.. وهل تعود الابتسامة بعد البكاء؟!.. وهل؟!.. وهل؟!.. وهل؟!.. فهل يا ترى؟!.. وإلى متى؟!...<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يقول أناس لو وصفت لنا الهوى</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لعلَّ الذي لا يعرف الحب يعرف</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فقلت لقد ذقت الهوى ثم ذقته</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فو الله ما أدري الهوى كيف يوصف</span><br /></span><span style="font-size:180%;">فيا زهرة حياتي.. وربيع عمري.. ومصباح دجى ليلي.. هذه تساؤلات عقلي.. واستفسارات الضمير الحي.. وقد لج بالسؤال.. وقد أجاب قلبي المثخن بالآلام والأحزان..والمكتوي بنهار البعد والفراق.. نعم يعود كل شي إلى حاله وطبيعته.. حين يتلاقى المحبان.. فتنقشع غمائم الآلام والأحزان.. وتأتي سـحائب المحبـة.. ويسقـط رذاذ الوئـام.. فتغتسل القلوب والضمائر بالتآلف.. وتنتعش الروح.. فتهب نسائم الوجد.. فتطرد رياح الحقد والبغض والكراهية والحسد.. وتعيد الصفاء والسرور في جميع أرجاء المكان.. وتنهمر عبارات الشوق.. فتحل السكينة والوقار.. وتعيد نور الحياة بعد موت الظلمة.. وانتصار الحق.. وعودة الأمل.. فيحل الأمن والطمأنينة.. ويندحر كيد الحساد والحاقدين.. فتحيا قلوب المحبين.. بإشراقة شمس الصباح.. ونشوة النصر.. وعودة السلام.. بسبب الصبر والكفاح.. وعدم اليأس..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">اصبر على الدهر إن أصبحت منغمساً</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">بالضيق في لجج تهوي إلى لجج</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فإن تضايق باب عنك مرتتج</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فاطلب لنفسك باباً غير مرتتج</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لا تيأسنَّ إذا ما ضقت من فرج</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يأتي به الله في الرَّوحات والدُّلج</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فما تجرَّع كأس الصبر معتصم</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">بالله إلا أتاه الله بالفرج</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> فاعذريني <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> على هذه الكلمات المتواضعة.. والتي جاشت بها نفسي وأحاسيسي.. فعبر عنها قلمي.. بمداد دمي.. والتي لا تدل إلا على جزء يسير مما أعانيه.. من آلام وأحزان.. وفراق وهجران..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يا حادي العيس اصخ لمدنف</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">متيم لج به الغرام</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إذا وقفت في ثنيات اللوى</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ولا الديار والخيام</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وافترت الرياض عن أزهارها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">عقيب ما قد رحل الغمام</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وهبت الريح فهب شيحها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وانتبه الحوذان والثمام</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فقف قليلاً نتزود نظرة</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">تحيا بها الأرواح والسلام</span><br /></span><span style="font-size:180%;">وقد خانني في كثير من الأمور التعبير عما أعانيه.. فإن لاقت قبولاً منكم.. فإنها مرسلة من قلب جريح إلى قلب عطوف رحيم.. ومن جسم سقيم من أثر الهموم والأحزان إلى من نرجو عنده الشفاء..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يقول أناس لو نعت لنا الهوى</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ووالله ما أدري لهم كيف أنعت</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">سقام على جسمي كثير موسَّع</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ونوم على عيني قليل مفوَّت</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إذا أشتدَّ ما بي كان أفضل حيلتي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">له وضع كفي فوق خدي وأسكت</span><br /></span><span style="font-size:180%;">ومن إنسان مظلوم إلى قاضٍ يستطيع أن يمايز بين الحق والباطل.. وبين الهدى والضلال.. وبين النور والظلمة.. وبين زخرف القول من جيده.. وبين الأقاويل الفاسدة.. والحجج والبراهين الكاسدة.. فلا تنطوي عليه حيل وألاعيب الحاقدين .. ولا أقوال النمامين.. ولا كلام المشككين.. ولا أساليب المنافقين.. ولا خبث الحاسدين.. ولا مكر الماكرين.. ودهاء أبناء الشياطين.. وارحموا عزيز قوم ذل..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إذا مرضنا أتيناكم نعودكم</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وتذنبون فنأتيكم فنعتذر</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">شكوت ما بي إلى ... فما اكترثت</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ما قلبها؟ أحديد أنت أم حجر؟!</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لا تحسبيني غنياً عن مودتكم</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فلي إليك وإن أيسرت مفتقر</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> وإلا فاعتبريها.. قد صدرت من هذيان رجل قد شارف على الموت والهلاك؟!!.. أو اعتراه عارض من الجنون ؟!!.. أو مس من الجن ؟!!..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">قالت جننت على ذكري فقلت لها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">الحبُّ أعظم مما بالمجانين</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">الحب ليس يفيق الدهر صاحبه</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وإنما يبرء المجنون في الحين</span><br /></span><span style="font-size:180%;">أو أعتبريها قد أخطأت الرسالة العنوان.. فارجوا العفو والمغفرة.. إذا كنت قد سببت بهذه الكلمات المتناثرة.. أي إزعاج أو ألم.. أو ضيق أو حزن.. والمسامح كريم..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">كتبت كتابي ما أقيم حروفه</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لشدة إعوالي وطول نحيبي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أخطُّ وأمحو ما خططت بعبرة</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">تسح على القرطاس سحَّ غروب</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">سأحفظ ما قد كان بيني وبينكم</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وأدعوكم في مشدي ومغيبي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وإني لأستهدي الرياح سلامكم</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إذا أقبلت من نحوكم بهبوب</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أتهجرون فتى أغري بكم تيهاً</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">حقاً لدعوة صبٍّ أن يجيبوها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أهدى إليكم على نأي تحيته</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">حيوا بأحسن منها أو فردُّها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:darkred;">يا من أحببت..</span> وفي الختام أدعو الله الكريم الرحيم.. أن يفرج كربنا.. ويستر ما انطوت عليه قلوبنا.. وأن يلهمنا الصبر على الفراق.. وأن يرحمنا من عذاب الشوق والحرمان.. ويغفر لنا ما تنطوي عليه أنفسنا من شوق وحب.. إنه هو الغفور الرحيم.. وإنه هو البر الكريم.. ربي اغفر ورحم.. وأنت خير الراحمين..<br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إلهي لا تعذبني فإني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">مقر بالذي قد كان مني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ومالي حيلة إلا رجائي</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وبعفوك إن عفوت وحسن ظني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فكم من زلة لي في البرايا</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وأنت عليَّ ذو فضل ومنٍ</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إذا فكرت في قدمي عليها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">عضضت أناملي وفرعت سني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يظن الناس بي خيراً وإني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لشر الناس إن لم تعف عني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أُجن بزهرة الدنيا جنونا</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وأفني العمر فيها بالتمني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وبين يدي محتبس ثقيل</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">كأني قد دعيت له كأني</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ولو إني صدقت الزهد فيها</span><br /></span><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">قلبت لأهلها ظهر المجنِّ</span><br /></span><span style="font-size:180%;"> <span style="color:navy;">( تمت الرسالة)</span></span></div><p> </p></div></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-42304174979152692092009-09-17T22:16:00.000-07:002009-09-17T23:05:00.909-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ـ الرسائل : 1) (رسالة إلى فلسطين)<div style="text-align: justify;"><span style="font-size:180%;">الحمد لله الذي أمر بقتال الأعداء.. وأنزل على عبده الكتاب فأعجز به البلغاء.. وآمن به الحكماء.. ورضي بحكمه العقلاء.. وجعله لنا هادياً ونذيراً.. ومرشداً وبشيراً.. من تمسك به فقد رشد.. ومن زاغ عنه فقد فسد.. من اعتمد عليه في موالاته ومعاداته فهو له سراج منير.. القائل في كتابه العزيز.. <span style="color:red;">{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}</span> (البقرة: 216) .. وقوله سبحانه :<span style="color:red;">{ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }</span> (التوبة: 36).. وقوله سبحانه :<span style="color:red;">{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }</span> (التوبة: 111).. والقائل : <span style="color:red;">{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }</span> (الصف:10ـ 13).. والصلاة والسلام على أشرف خلقه.. وخير رسله.. محمد صلى الله عليه وسلم .. الذي مزق الله ببعثته ظلام الكفر.. وجعل من هديه عدم مولاة اليهود والمشركين جملة وتفصيلا.. الحاض على مجاهدة الأعداء.. ونصرة الضعفاء.. القائل : <span style="color:red;"><< جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم >></span>(المستدرك على الصحيحين [2427] ج2 ص91).. والقائل : <span style="color:red;"><< رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها >></span> (صحيح البخاري [2735] ج3 ص1059).. والقائل : <span style="color:red;"><< تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن عليَّ أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة.. والذي نفس محمد بيده ما من كلم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون الدم وريحه ريح المسك.. والذي نفس محمد بيده لولا أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني.. والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل >></span>( صحيح مسلم [1876] ج3 ص1495).. وعلى آله وصحبه الأطهار.. الذين تحابوا في الله حباً بلغ مبلغ الكمال.. وجاهدوا في سبيل نصرة هذا الدين جهاداً عظيماً.. وأرغموا فيه أنوف الأعداء.. وجاهدوا فيه الكفار والمنافقين والمجوس واليهود والنصارى جهاداً كبيراً.. وتميزوا به عن أهل الضلال والزيغ.. فلم يرضوا منهم بأنصاف الحلول سبيلا.. أما بعد...</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أحـلَّ الكفــر بالإسـلام ضيمـاً</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يطــول عليــه للديــن النحيـب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فحــق ضائــع وحمـى مبـاح</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وسيـــف قاطـــع ودم صبيـب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وكـم من مسلــم أمسـى سليبـاً</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ومسلمــة لهــا حـــرم سليـب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وكـم من مسجـد جعلـوه ديـراً</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">علـى محرابــه نصـب الصليـب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">دم الخنزيـر فيـه لهـم خلـوق</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وتحريـق المصاحـف فيــه طيـب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أمــور لـو تأمَّلــهن طفــل</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لطفّـل في عوارضـــه المشيـب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أتسبـى المسلمـات بكـل ثغــر</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وعيــش المسلمين إذن يطيــب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أمـا والله والإســلام حـــق</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يدافــع عنــه شبـــان وشيـب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فقل لـذوي البصائـر حيث كانوا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أجيبــوا الله ويحكـــم أجيبــوا</span></span><br /><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:red;">فلسطين ..</span> حاولت أن أكتب عنك كلمة.. أو أرسل إليكِ رسالة.. أو أعبر لك بعبارة.. تعبر عن مدى حزني وألمي.. وهمي وغمي.. بسبب ما يحدث في أرضكِ الطاهرة.. وأماكنك المقدسة.. من قتل وهدم وإحراق وتشريد وعربدة وفساد.. ولكن.. ماذا أكتب؟! وماذا أقول؟! ولمن أكتب؟! وهل هناك من يسمع أو يعقل؟! في هذا الزمن العاثر.. الذي تغيرت فيه المفاهيم.. وتبدلت القيم والأخلاق.. وسيطر الأوباش على حياة الناس.. تساؤلات تدور في خاطري.. تارة تشدني إلى الكتابة.. وتارة أخرى تبعدني عنها بسبب اليأس والسآمة.. لما آلت إليه أمتي من الضعف والوهن.. والجبن والخوف.. والاستجداء من الأعداء.. وطلب العون والتأييد من العبيد.. والرضوخ للطغاة ومصاصي الدماء.. فهذه الأمور مجتمعة منعتني بعض الوقت عن الكتابة.. وآلت بي إلى الركون والدعة.. ولكن عقلي لم يركن لمطالب جسدي.. وفكري لم يستجب لوسوسة نفسي.. فلم يتوقف عن التفكير.. والبحث عن المخرج أو السبيل.. فأخذ يشجعني على الكتابة.. ويؤملني بالانتصار على النفس وقيود الأعذار.. وينصحني بالكتابة في التو والحال.. وقذف بركان غضبي حتى لا ينفجر فيحرق جسدي.. ولكني قبل أن أكتب مقالي إليك يا فلسطين تساءلت.. هل أكتب نعي لوفاتك بسبب تخاذل الأمة الإسلامية عن نصرتك؟!.. أم أكتب عن الجرائم والمذابح والمجازر والتقتيل في شعبكِ الأبي؟! .. أم أكتب عن أساليب الاغتيالات الإسرائيلية وبشاعتها وهمجيتها؟!.. أم أكتب عن هدم البيوت وتدنيس المساجد؟! .. أم أكتب عن اغتصاب أرض وهتك عرض؟!.. أم أكتب عن المؤامرة العالمية لإخراجكِ من الأمة الإسلامية؟!.. أم أكتب أهنئك أم أعزيك بشهدائك الأبطال البواسل؟!.. أم أكتب لأحيي فيك انتفاضتك المباركة؟!.. أم أكتب عن أطفال الحجارة العظام؟!.. أم بصمود شعبك الجبار في وجه الأشرار؟!.. أم أكتب عن تاريخكِ العظيم؟!.. أم أكتب عن النكسات والهزائم؟!.. أم أكتب عن التشريد والتهجير؟! .. أم أكتب عن المخيمات واللاجئين؟!.. أم أكتب عن إراقة الدم الطاهر الزكي على عرصات الطهر والقداسة؟!.. أم أكتب عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من قبل أناس لا يعترفون بالنظـام؟!.. أم أكتب عن قتـل الأطفـال والرضع؟!.. أم أكتب عن قتل النساء والعجائز؟!.. أم أكتب عن بقر بطون الحوامل؟!.. أم أكتب عن حادثة اغتيال البراءة؟!!.. أم أكتب عن الطفولة وما تعانيه من الألم والظلم والقسوة؟!!.. أم أكتب عن التخويف والتجويع؟!.. أم أكتب عن الحصار والتركيع؟!.. أم أكتب عن التنكيل والتذليل؟!.. أم أكتب عن السجون والمعتقلات؟!.. أم أكتب عن عربدة الأشرار في أرضكِ الطاهرة وسكوت العالم الحر؟!.. أم أكتب عن تاريخ اليهود الدامي الأسود؟!.. أم .. أم .. أم.. لقد حار فكري وتشتت أفكاري.. فلا أدري ماذا أكتب؟!.. ولمن أكتب؟!.. وهل تفيد في هذا الزمن الكتابة؟!.. وهل ينفع الكلام؟!.. وهل هناك من يسمع؟!.. وهل هناك من يبصر؟!.. بعد أن انطمست البصائر.. وتحجرت القلوب.. وتاه الناس في متاهات السلام!!.. وغرد الصقر بين أسراب الحمام؟!!.. ولكن رغم ذلك قررت أن أكتب إليكِ يا فلسطين.. سمع من سمع.. وقرأ من قرأ.. وعقل من عقل.. فلا يهمني إلا أنت ...</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ألإسرائيــل تعلــو رايــة</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">في حمى المهـد وظل الحـرم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">رب وامعتصمـاه انطلقــت</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ملء أفـواه الصبايــا اليتـم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لامسـت أسماعــهم لكنـها</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لم تلامـس نخـوة المعتصـم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:red;">فلسطين ..</span> يا أرض العفة والنقاء .. يا أرض البطولة والفداء .. يا أرض الأمجاد والعطاء .. يا أرض الجدود والآباء.. يا أرض السعادة والنماء .. يا أرض المعراج إلى السماء.. يا أرض العزة والإباء.. يا أرض المجد والرخاء.. يا أرض الجهاد وساحات الأقوياء.. يا أرض الطهر ورسالة السماء.. يا أرض الإيمان والعلماء .. يا أرض الرسالات وحضارة العظماء.. يا أرض القدس الشماء.. يا منبع الروح ومنبت الفداء.. إننا على العهد والوفاء.. وماضون في طريقنا رغم القيود وهذا البلاء.. ولكن إلى متى هذا الجفاء من أمة خرساء وعمياء؟!.. أما آن لها النهوض وترك البكاء.. على ما مضى من تاريخ الآباء.. ونسيان الماضي.. والعمل للتشييد والبناء.. وبناء تاريخ مشرق يفتخر به الأبناء.. واستئصال من أرضنا الطاهرة ذلك الوباء.. لتعود لنا أرض الجدود والآباء.. ولتعود لنا إشراقة الصبح وابتسامة المساء.. ونصلي في المسجد الطاهر ركعتي شكر على تلك النعماء..</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أيها الشادي بلحن كف عيناً دامعه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إنما يحلو نشيدي يوم جردت الحسام</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ثم صليت بساحي وقرأت الواقعة</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وسبقت الخطو تعدو بين أرجاء الزحام</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">كي تذيقن الأعادي ما لعوالي صانعة</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">كيف رد الفعل منا في ضروب الانتقام</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">حربنا كر وفر وسموم ناقعة</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وبنو صهيون صرعى تلفظ الموت الزؤام</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"></span> <span style="color:red;">فلسطين ..</span> دعي مبادئ الغرب ومناشدة حقوق الإنسان.. دعي الأمم المتحدة والتوسل إلى الأمريكان.. دعي قرارات مجلس الأمن التي أصبحت يتهكم عليها الصبيان.. دعي مقارعة الصمان والعميان.. فقد مات الضمير وانعدم الإحساس في ذلك الإنسان.. وعششت في نفوسهم عولمة هذا الزمان.. فالأمم المتحدة أصبحت مأوى كل ظالم وشيطان.. ومجلس الأمن حامل لواء الصلبان.. إذا أراد أن يظهر حقاً نسف بفيتو الأمريكان.. وبـوش الابن كان أعمى حيث أنه لم يشاهد شعب يذبح مثل الخرفان.. وأطفال كانوا ضحية غدر ولم تتجاوز أعمارهم السنتين.. بيوت تهدم وأشلاء متحولة من أبدان.. لم يشاهد التدمير والخراب في كل مكان.. لم يشاهد الحصار والتجويع لتركيع أولئك الشجعان.. لم يشاهد عربدة شعب لا يعترف بقانون ولا حقوق الإنسان.. فكان أعمى وأصم وفوق ذلك أطلق لسانه بالهذيان.. ولم يقتنع بحقيقة أمره ولكنه تبجح وأطلق على الجزار ورجل الإرهاب رجل السلام؟!!.. والشعب المظلوم المطحون إرهاب وأعداء للسلام؟!! فهذه هي مقاييس أهل الطغيان.. وهذه هي مفاهيم أهل الجبروت والصلبان..</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وهذه يهود المكر باتت لسحقنا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">تعد قواها خلفنا وتؤهب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إذا لاح وجه الصبح تطفئ نوره</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">غيوم تغطي الأفق الأرض عنا وتحجب</span></span><br /><span style="font-size:180%;">فهبي هبة مارد غضبان.. واقتلعي جذور الظلم من السيسان.. لتعود الأرض والعمران.. ويعود الوطن المنشود إلى الأحضان.. ويعود أصحاب الشتات من الهجران.. ويعود الفلاح لزرع البستان.. وتعود ابتسامة البراءة ويعود الأمان.. فلا ينفعكِ في هذا الزمن بوش ولا كوفي عنان(1).. ما داموا يسبحون في بحر شارون ذلك الجبان.. قسماً قصر الأمد أو طال الزمان.. ستحرر أرضك من الطغيان.. إن اتبعتِ سبيل الرحمن.. وسلكت طريق أهل الرضوان.. وتركت طاعة أهل الكفر والفسوق والعصيان...</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أفق فالدجى ولى مع الأمس مدبرا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ولاح نهار الجد والجد أصعب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وودع فراش النوم وانفض خموله</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ودنيا ظلال الذل فالموت أصعب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وخض بفؤاد الصبر عاصفة الردى</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فخوض دواهيها أعز وأصلب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وشدو أغانيها يهزك رجعه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وريح شذاها في الشدائد أطيب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أفق من سبات مل هذا الكون طوله</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فحولك آلاف المذابح تندب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فيا ضائعاً في التيه من غير مقصد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">تعلق بركب النور فالتيه مرعب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فقد ضل من سارت خطاه بلا هدى</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وليس له بين الخلائق مأرب</span></span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:red;">فلسطين ..</span> يا مقبرة الأطهار.. ومنبت الأخيار .. ومساكن الأبرار.. وشعبها الجبار.. وأطفالك الذين هم رمز المنار.. وبهم نلنا العز والوقار.. فتحية إجلال وإكبار.. لأولئك الصغار في الجسم وفي الأفعال كبار.. والذين مسحوا من حاضرنا العار.. وتحية أيضاً لشهيدنا البطل المغوار.. قاهر الصعاب والأخطار.. فبك إسرائيل أصابها الجنون والسعار.. وأصاب شعبها الهلع والخوف والإعسار.. وأصاب اقتصادها الإفلاس والدمار.. وبك حلت في دارنا الأنوار.. بعد ظلمة القرار.. والاتكال على الأقدار.. ونسيان الاعتماد على الواحد القهار.. وصار الذي صار...</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">دم الشهداء مداد الكرا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">مة .. مصباحنا في دياجي المحن</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">بإقدامهم سطروا المعجزات</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">جهاداً يدكُّ جدار الوهن</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ويحطم قيد الخنوع الذميم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ويخلع عنا رداء الكفن</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فندرك من نحن!! ما حقُّنا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ونصحو لنملأ عين الزمن!</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"></span> <span style="color:red;">فلسطين ..</span> لقد لحق بنا باغتصابك العار.. ونسينا حق الأهل والجار.. ومن جبننا اختبأنا تحت الخمار.. وكل شيء في حياتنا قد بار.. وأصبحت حياتنا لا يوجد فيها يوم سار.. وتناسينا المبدأ والمنتهى والقرار.. وأن هناك يوماً حاراً.. وتناسينا لقيا الملك الجبار..الذي لا تخفى عليه خافية في الليل ولا في النهار.. فإسرائيل في بلادنا تهدم وتدمر ونحن في اجتماعاتنا ومنتدياتنا نطالب بالإعمار؟!.. وإسرائيل تقضي على الأخضـر واليابـس ونحن نناقش قضية إرهاب الصغار؟!!.. فأصبح حالنا أن إسرائيل ترعبنا بالدبابات والجرار.. ونحن نرعبها بالكلام النشاز والشنار.. وتارة بالتنديد والاستنكار.. وتارة بالإدانة والشجب الذي أصبح رمزنا يا للعار.. واكتفت أمتي من الاجتماعات المنعقدة بعرض القرار.. وقالت عقب كل اجتماع يكفينا لضحايا شعبنا من اليهود الاعتذار.. ونادى منادي في الملأ بعد الاجتماع هيا يا صحبي إلى البار.. لنحتسي كأس الانتصار؟!!.. ولم تتعظ أمتي من قصص اليهود في القرآن وفي سيرة خير الأبرار.. وأنها وجدت هذه القصص للاتعاظ والاعتبار.. والاستذكار والاستعبار.. لا للتفكه والتندر في الحل والأسفار.. ولم تتيقن أمتي بعد أن اليهود ليس عندهم ذمة ولا عهد ولا وقار.. فحق علينا الهوان وأن يقذفنا ربنا في النار.. وأن يسوينا مع زمرة الكفار والفجار...</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ناديت قومي والرياح عنيفة</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">والصمت كهف والظلام مخيم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ناديت لكن الذي ناديته</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أعمى أصم عن الحقيقة أبكم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ناديت لكن الذي ناديته</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أمسى على ماء التخاذل يرقم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ناديت لكن الذي ناديته</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">بالنوم في الفرش الوفيرة مغرم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ويئست ثم تركت قومي بعضهم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يبدي تآمره وبعض يكتم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ومضيت وحدي في دروب عزيمتي</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إن المجاهد حين يصدق يعزم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ورأيت أعدائي صغاراً كلما</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">واجهتهم بيقين قلبي أحجموا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وغدوت أدعو من رجال عشيرتي</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">من سافروا خلف السراب ودمدموا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">يا من رحلتم في دروب شوكها</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">صعب المراس ورملها متكوم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">هذي منابركم تزلزل نفسها</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">سأماً وقد كفرت بما قررتمو</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">طيروا بأجنحة السياسة حيثما</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">شئتم وقولوا ما أردتم وارسموا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وقفوا أمام وسائل الإعلام في</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">صمت لتأخذ صورة وتبسموا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">واستمطروا من هيئة الأمم التي</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">هرمت بقايا عطفها كي تغنموا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وترقبوا تأشيرة لدخولكم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فلربما جادوا بها وتكرموا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وابنوا لكم في كل أرض دولة</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ألشعب والحكام فيها أنتمو</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ودعوا لنا درب الجهاد فإنه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">درب الخلاص لنا وإن كابرتموا</span></span><br /><br /><span style="font-size:180%;">وغنت المطربة في ساحة الأقصى أغنية السلام.. وتلاطمت كؤوس نخب الانتصار.. وأعلنت الراقصة إن هذا اليوم يوم عيد ورقصها بالمجان.. وأعلن التلفاز أنه قد حان رفع الحصار.. وخروج الاستعمار.. وقص شريط الانتصار.. وحان مسح العار.. فكما ترين هذا هو حال أمتي.. وهذه هي أحلامهم وأمانيهم في هذا الزمان.. وهذا الذي كان وصار وما زال..<br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">وإذا سألتم عن بني قومي ففي</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">كتب الحقيقة ما يمضُّ ويؤلم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">لا تسألوا عن حالهم فهناك من</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">يمحو مآثر شعبه ويهدم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">وهناك من يبني سعادته على</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">كتف الضعيف ويستبد ويظلم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">وهناك من يسخو على شهواته</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">ويمضه في المكرمات الدرهم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">وهناك من ينسى بأن رحاله</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">تمضي وأن الموت أمر مبرم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">إني أقول وللدفاتر ضجة</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">حولي تهيب من صداها المرسم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">لو كان أمر الناس في أيديهمو</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">ما مات فرعون وقام المأتم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">لو كان أمر الناس في أيديهمو</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">ما ظل مكتوف اليدين الأشرم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">لو كان أمر الناس في أيديهمو</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">ما سف من ترب الهزيمة رستم</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">سكت الرصاص فيا حجارة حدثي</span><br /><span style="color: rgb(153, 51, 153);">أن العقيدة قوة لا تهزم</span><br /></span><span style="font-size:180%;">فمالك إلا نفسك.. فكسري القيد.. وحلي الأغلال..وفكي الرباط.. وحلقي في السماء.. وغردي خارج السرب.. بعد التوكل على الرب.. تظفري بالنصر.. وتفوزي بالأرض.. وتحفظي العرض...</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وإن طوقتنــي جيــوش الظـلام</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فإنــي علـى ثقــة بالصبــاح</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وإنــي علـى ثقــة من طريقي</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">إلـى الله ربِّ السَّنــا والشـروق</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فـإن عاقنـي الشـوق أو عقنــي</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فإنـي أميــن لعهــدي الوثيـق</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أخـي أخــذوك علــى إثرنـا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وفـوج على إثـر فـوج جــديد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فـإن أنــا مـتُّ فإنــي شهيـد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وأنـت ستمضـي بنصـر مجيـد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">قـد اختارنــا الله فـي دعوتــه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">وإنَّـا سنمضــي علـى سنتــه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فمنَّـا الذيــن قضــوا نحبـهم</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ومنــا الحفيــظ علـى ذمتـه</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أخـي فامـض لا تلتفـت للـوراء</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">طريقـك قــد خضبتـه الدمـاء</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ولا تلتفـت هـاهنـا أو هنــاك</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ولا تتطلــع لغيــر السمــاء</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"></span> <span style="color:red;">فلسطين..</span> إن جحدك الجاحدون.. ورماك الحاسدون.. ومزقك المغتصبون .. وانهال عليك النمامون.. وثبطك المثبطون.. وتكاسل عن نصرتك الجبناء.. وباع أرضك الخائنون.. وتاجر بك المرابون.. وتشمت بك الحاقدون.. وحاك المؤامرة في استئصالك الأعداء.. وساوم عليك الأنذال والسفهاء.. ونساكِ البلهاء.. ولم تسلمي من لسان الأغبياء.. فأنت في القلوب راسخة.. ونحن على حبك ثابتون.. وعلى عهدنا ووعدنا ماضون.. وفي سبيل تحريرك سالكـون.. وإن وجدنـا في طريقنا القـلاع والحصـون.. لن يثبطنا عن تقبيل ترابك ولو بعد حين...</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لا الشرق يبغي عزنا كلا ولا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">غرب التحلل إنه كالحية</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">الكل يبغي ذلنا وهواننا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">من غير ربي منقـذ من حيرتي؟</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;"></span> <span style="color:red;">فلسطين..</span> لقد فتحك عمر الفاروق.. وحررك صلاح الدين الأيوبي.. أما الآن.. فأمتي نائمة.. وعن الجهاد راقدة.. وفي اللهو سامدة.. وفي الملذات منغمسة.. وتنتظر .. عمراً ثانياً أو صلاحاً آخراً.. حتى يحرر أرضكِ من دون سلاح.. ويأتي بالنصر والفلاح.. واستمر هذا الحال دهوراً.. نمني أنفسنا بالأوهام والأحلام.. والإعلام يوهمنا بهذه الأكذوبة حتى أصبحنا لا نفرق بين الواقع والخيال.. ولم نكتفِ بهذا ولكن كنا نرجوا من الزمان أن ينجب لنا غلاماً.. لعله يوقظ فينا ما قد نام.. وليحيي ما قد مات.. ولكن لم يستجب الزمان.. ولم يأت الغلام.. ثم دعونا مرة أخرى ليعود صلاح من الأجداث .. وننادي عند قبره بأعلى صوتنا .. قم يا صلاح .. قم يا صلاح.. فقد آن وقت النصر والنجاح.. وقد حان موعد الكفاح.. وندعوه كل مساء وصباح.. لعله ينهض من قبره ويطهر الأرض من والأوساخ والأنجاس.. ويزيل ما علق من دنس الأرجاس.. ولكن لم يسمعنا صلاح.. ولم يقم صلاح.. ولم يأت صلاح.. ولكن ذهبت مع نداءاتنا الأراضي والأرواح.. ودمرت البيوت والسلاح.. وهتكت الأعراض واغتيل الصلاح.. ولم يهمنا ذلك ولكن همنا عودة صلاح.. ولم نيأس من عدم استجابته لنا ولا من كثرة النباح.. ولكن في خضم هذه الكوارث جاءت الأيام الملاح .. ووجد المنقذ ووجد الفلاح.. ووجد من يأتي بالخلاص والإصلاح.. حيث تراءت لي لمحة من أمل في عودة أيام صلاح.. ولكن ليس فيها صلاح .. إنما فيها أحفاد صلاح.. إنهم أطفال الحجارة رجال في زمن الأشباح..</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أماه قد أزف الرحيل فهيئي كفن الردى</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أماه إني زاحف للموت لن أترددا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">أماه لا تبكي عليَّ إذا سقطت ممددا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فالموت ليس يخيفني ومناي أن استشهدا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">والحرُّ يأبى أن يلين وأن يهادن مفسدا</span></span><br /><span style="font-size:180%;">أنهم هم أملنا في عودة أيامنا الملاح.. وعودة حي على الفلاح.. ويعود كل ما قد راح.. مع إشراقة شمس الصباح...</span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">لا تخـش يـا أبتــي علـيَّ فربمـا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">قامـت على عـزم الصغيـر بــلاد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">دعنـا نسافــر فـي دروب إبائنـا</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ولنـا من الهـــمم العظيمــة زاد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">ميعادنــا النصـر المبيـن فإن يكن</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">مـــوت فعنــد إلهنــا الميعـاد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">دعنــا نمــت حتى ننـال شهـادة</span></span><br /><span style="font-size:180%;"><span style="color:purple;">فالمــوت في درب الهـدى ميــلاد</span></span><br /><span style="font-size:180%;"> <span style="color:indigo;">((تمت))</span></span><br /><br /><span style="font-size:130%;">(1) </span> <span style=";font-size:130%;color:red;" >للعلم :</span><span style="font-size:130%;"> </span><span style=";font-size:130%;color:purple;" >كتبت هذه الرسالة عندما كان كفي عنان أمين عام الأمم المتحدة وشارون زعيم الكيان الصهيوني</span>..</div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-41497356024415010212009-09-16T04:28:00.000-07:002009-09-16T04:29:40.653-07:00من قبائل ضنك ( قبيلة البداه )<span style="font-family:arial;font-size:180%;"><span style="color:#ff0000;">قبيلة البادي</span><br /><br />من القبائل المشهورة في ولاية ضنك ، وهي من القبائل الأزدية ، تنتسب لـ مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد ، فيقال لهم ( أولاد فهم ) ، كما هو الحال عند جيرانهم قبيلة بني يزيد التي تنتسب لـ يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ، ويقال لهم ( أولاد معاوية ) .<br /><br />تستوطن هذه القبيلة بلدة " دُوت " بولاية ضنك ، واسم "دوت " يطلق على إحدى قرى وادي فدى [ضنك] ، وهي تقع في الجهة الشرقية من ولاية ضَنْك ، حيث يحدها من الغرب بلدة " علاية ضنك " ومن الشرق بلدة " فِدى " ومن الجنوب " جبال وادي بجلا " ومن الشمال " الجبل الأبيض " .<br /><br />وهي تقع على الجهة اليمنى من وادي فدى [ضنك] للقادم من جهة فِدى حيث يقول مؤلف كتاب " دليل الخليج " أثناء حديثه عنها ما يلي : " دوت على الضفة اليمنى ، 100 منزل لبداه وسعيدة ، لديهم 1000 شجرة نخيل " .<br /><br />وتبعد هذه القرية عن مركز الولاية بحوالي ( 14 كم ) وتنقسم إلى عدة مناطق وهي :المدري ـ المناجير ـ الشريعة ـ البلاد ـ الظاهرية ـ أبو ملة ـ الفليج ـ حرضي ـ سالمة ـ المحينية.<br /><br />وتنطق كلمة ( دُوْت ) بضم حرف الدال وسكون الواو وهذا هو الشائع في النطق عند عامة الناس ، حيث إننا عندما نذكر هذه الكلمة نضم أولها كأن يقول القائل منا: ( ذهبت إلى دُوْت ) أو (كنت في دُوْت ) .<br /><br />كما تنطق بفتح حرف الدال ( دَوْت ) ، وقد وردت في إحدى قصائد الشيخ الفقيه سليمان بن محمد بن ربيعة بن زيد بن درع المربوعي الضَنْكي ، من علماء القرن الثاني عشر الهجري ، كان حيا إلى سنة 1141هـ حيث يقول في مطلع إحدى قصائده:<br />ما القول في ذات حمل من فِدى خرجت ....* تؤم دَوتا فماتت قبل أن تصلا<br /><br />أما من حيث أصل كلمة ( دَوْت ) فالظاهر أنها مشتقة من كلمة الدوي بحيث يقول القائل ( دَوَت الريح ) أي صار لها صوت أو ( دَوَت الرعود ) ثم بعد ذلك حرفت إلى النطق الحالي .<br /><br />وقد جاء في " لسان العرب " : ( الدوي : الصوت ، وخص بعضهم به صوت الرعد ، وقد دَؤَّى الصوت يدَوَّي تدوية . ودوي الريح : حفيفها ).<br /><br />وقال صاحب كتاب " العين " : ( ودويّ الصوت ، يقال منه : دوَّ الصوت يدوَّ تدوية )<br /><br />وهذا الإسم ـ أي ( دَوْت ) ـ اسم قديم أطلق على هذه القرية منذ مئات السنين وليس إسما حديثا ، حيث يذكر المؤرخ العماني العوتبي ـ من علماء القرن الخامس الهجري ـ في كتابه " الأنساب " ج1 / ص 441 أثناء حديثه عن قبائل كندة وبالذات قبائل بني الحارث الأصغر بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأكبر بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة ما يلي) : ( وأما بنو سعيد بن سعد فكانوا أهل دوت ) .<br /><br />وبنو سعيد هؤلاء الذين ذكرهم المؤلف هم : بنو سعيد بن سعد بن الأرقم بن النعمان بن وهب بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الأصغر بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأكبر بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة .<br /><br />كما ذكرها صاحب كتاب " الخليج العربي بلدانه وقبائله" أثناء حديثه عن قبائل عمان حيث يقول : " قبيلة بني سعدة (1) عددهم خمسمائة يسكنون دوت في الظاهرة غافريون " .<br /><br />ويقول المؤرخ " ج . ج . لوريمر " في كتابه " دليل الخليج " أثناء حديثه عن ضنك : ( دوت على الضفة اليمنى ، 100 منزل لبداه وسعيدة (2) ، لديهم 1000 شجرة نخيل ) . (3)<br /><br />وأعتقد ـ والله أعلم ـ أن هذا الإسم أطلق على بلدة " دوت " لأحد سببين :<br />أما بسبب صوت الريح عندما تهب على هذه القرية المحاطة بالجبال فيكون لها دوي فاشتق منه اسم " دوت " .<br />أو بسبب دوي صوت المناجير التي كانت تستخدم في إستخراج المياه من باطن الأرض والتي كانت تشتهر بها هذه القرية وخصوصا إن إحدى مناطق " دوت " يطلق عليها إسم " المناجير " إلى الآن بسبب كثرة المنَاجِير بها قديما ، فلعلها سميت بهذا الإسم بسبب دوي صوتها .<br />كما يوجد سبب آخر لهذه التسمية ذكره الشيخ سعيد بن سالم المقلودي البادي (4) ـ في بحث أعده عن بلدة دوت ـ وهو أنها سميت بهذا الإسم نسبة لـدوي صوت المدافع.<br /><br />ويوجد بها الكثير من المعالم الأثرية كالحصون والبروج والمساجد ، بعضها تم تأسيسه على يد قبيلة بني ساعدة والبعض الآخر من تأسيس قبيلة البداة ، ومن هذه الحصون :<br />حصن دوت: يقع هذا الحصن في وسط بلدة دَوْت وما زال متماسكا رغم عوادي الزمن وتقلبات الأحوال التي مرت عليه .ويذكر أن باني هذا الحصن هو الشيخ علي بن محمد البادي.<br /><br />برج دوت : يقع هذا البرج في بلدة دوت بالقرب من حصن دوت وهو يعتبر من ضمن توابع هذا الحصن ، ويمتازهذا البرج بالإرتفاع ويتكون تقريبا من ثلاثة طوابق وما زال موجودا إلى الآن .<br /><br />مسجد ند القديم : يقع هذا المسجد في بلدة دوت في منطقة مرتفعة منها يطلق عليها اسم " ند " ولذا سمي بهذا الإسم نسبة إلى هذا الند ، وقد أسس هذا المسجد الإمام عزان بن قيس البوسعيدي رحمه الله تعالى عندما قدم إلى ولاية ضنك عام 1870م ، ويتكون هذا المسجد من صرحين داخلي وخارجي وبه محراب وما زال هذا المسجد موجودا إلى الآن .<br /><br /><br /><br />في هذه القرية تتركز قبيلة البادي ، وهي تنقسم إلى عدة فخائذ ، منهم : المقاليد وهم أولاد محمد بن علي بن محمد بن فهم بن مالك بن مقلود بن سيد بن صقر البادي ، شيوخ هذه القبيلة ، ومنهم أولاد بطي ، وغيرهم كثير ، وممن برز من هذه القبيلة :<br />الشيخ محمد بن علي بن محمد البادي<br />والشيخ سعيد بن محمد بن علي البادي<br />والشيخ علي بن محمد بن علي البادي<br />والشيخ محمد بن علي بن محمد البادي<br />والشيخ عبدالله بن علي بن محمد البادي<br />والشيخ راشد بن علي بن محمد بن علي البادي ، وهو أشهر من برز من هذه القبيلة ، وكان سياسيا محنكا ، استطاع بحكمته وذكائه أن يكون لنفسه وقبيلته هيبة ومكان بين القبائل المجاورة .<br /><br />هذا وقد انتقل الكثير من أفراد هذه القبيلة في الوقت الحالي إلى ولاية البريمي وإمارة أبوظبي ومدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة .<br /><br /><br />==============<br />1) ، (2) لا أدري هل المقصود هنا قبيلة الساعدي أم السعدي ، لأن القبيلتين كانتا في دوت ، وما زال الكثير من أفراد قبيلة السعدي إلى الآن في بلدة " دوت " .<br />3) القسم الجغرافي ، الجزء الثاني ، ص 563<br />4) هو الشيخ سعيد بن سالم بن سعيد بن محمد بن علي بن محمد المقلودي البادي ، من شيوخ البداة في دوت ، له إهتمام بتاريخ قبيلته ومنطقته ، عاصر الكثير من الزعماء والشيوخ في منطقة الظاهرة ، كان من أشد المقربين من الشيخ راشد بن علي البادي .<br /></span>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-18024455016831877552009-09-15T06:59:00.000-07:002009-09-15T07:00:06.671-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( نهاية عام.. وبداية عام جديد)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size: 180%;">انقضى العام الهجري.. كأنه طيف خيال.. أو لمح بصر.. وانقضت معه مرحلة من مراحل العمر.. وطويت صفحة من صفحات الحياة.. وهكذا تنقضي الأعوام عاماً بعد عام.. وكذلك تنقضي الآجال على مر الزمان.. قال تعالى : <span style="color: red;">{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }</span> (الرحمن:26ـ27) .. ونحن لا زلنا نيام.. غرنا التسويف.. وطول الأمل..<br /><span style="color: purple;">نروح ونغدو لحاجاتنا<br />وحاجة من عاش لا تنقضي<br />تموت مع المرء حاجاته<br />وتبقى له حاجة ما بقي<br />أشاب الصغير وأفنى الكبير<br />كرُّ الغداة ومرُّ العشي<br />إذا ليلة أهرمت يومها<br />أتى بعد ذلك عام فتي</span><br />وها هما الليل والنهار.. يدوران ويذهبان.. ولا يعودان.. وعلى عمل المرء يشهدان.. إن هذه الأعوام التي نفرح بانقضائها.. وتلك الأيام والليالي والشهور.. هي في الحقيقة.. محسوبة من أعمارنا.. ماضية بآجالنا..<br /><span style="color: purple;">كم للمنايا في بني آدم<br />توسع منه تضيق الصدور<br />فالوقت لا تحدث ساعاته<br />إلا الردى المحض بوشك المرور<br />أيامنا السبعة أيسارنا<br />وكلنا فيها شبيه الجزور<br />طهرت ثوباً واهياً ثم ما<br />قلبك إلا عادم للطهور<br />لو فطن الناس لدنياهم<br />لا اقتنعوا منها اقتناع الطيور</span><br />وحال الدنيا ينطبق عليه قول الله تعالى : <span style="color: red;">{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}</span> (الحديد: 20)..<br /><span style="color: purple;">حكم المنية في البرية جار<br />ما هذه الدنيا بدار قرار<br />جبلت على كدر وأنت تريدها<br />صفواً من الأقذار والأكدار<br />فاقضوا مآربكم عاجلاً إنما<br />أعماركم سفر من الأسفار</span><br />إن العاقل.. من يحاسب نفسه.. قبل أن يحاسبه ربه.. ويقلع عن فعل السيئات.. قبل أن يدركه الممات.. فما يوم تشرق شمسه إلا وينادي : <span style="color: navy;">"يا ابن آدم.. إني خلق جديد.. وعلى عملك شهيد.. فاغتنم مني.. فإني لا أعود"</span>.. وها هو العام الهجري.. قد انقضى.. فيا ترى أيكون شاهداً لنا.. أم شاهداً علينا؟!!<br /><span style="color: purple;">إذا مرّ بي يوم ولم أستفد هدى<br />ولم أكتسب علماً فما ذاك من عمري</span><br />يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : <span style="color: navy;">" ما ندمت على شيء.. ندمي على يوم.. غربت شمسه.. نقص فيه أجلي.. ولم يزد فيه عملي"</span>..<br /><span style="color: purple;">حياتك رأس المال والعلم ربحه<br />وأخلاق أشراف بهن تصدر<br />وموسمك الأيام خلتك حازماً<br />وإلا فذو التفريط لا شك يخسر<br />ومن ضيع الأوقات ضاعت حياته<br />وعاش فقيراً جاهلاً ليس يشكر<br />ودع غائباً من فائت ومؤمل<br />فوقتك سيف قاطع ليس يعذر</span><br />على المسلم.. أن يستعد لما يأتي من الأيام القادمة.. وعليه أن يعلم.. أن ما تبقى من الدنيا بالنسبة لما مضى.. يشبه ما بقى من عامنا هذا بالنسبة لما مضى منه.. وليكن على استعداد في كل وقت للرحيل.. ليكن في الدنيا كأنه غريب أو عابر سبيل.. إذا أمسى فلا ينتظر الصباح.. وإذا أصبح فلا ينتظر المساء.. وليأخذ من صحته لمرضه.. ومن حياته لموته..<br /><span style="color: purple;">يا ساهياً لاهياً عما يراد به<br />آن الرحيل وما قدمت من زاد<br />ترجو البقاء صحيحاً سالماً أبدا<br />هيهات أنت غداً فيمن غدا غاد</span><br />قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><<الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله >></span>( سنن الترمذي ج4 ص638) .. وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال : يا رسول الله .. أي الناس خير؟.. قال : <span style="color: red;"><< من طال عمره وحسن عمله >></span>.. قال : وأي الناس شر؟.. قال : <span style="color: red;"><< من طال عمره وساء عمله >></span>(المستدرك على الصحيحين ج1 ص 489)..<br /><span style="color: purple;">الأمر جد وهو غير مزاح<br />فاعمل لنفسك صالحاً يا صاح<br />كيف البقاء مع اختلاف طبائعٍ<br />وكرور ليلٍ دائمٍ وصباح<br />تجري بنا الدنيا على خطر كما<br />تجري عليه سفينة الملاح<br />تجري بنا في لج بحرٍ ما له<br />من ساحل أبداً ولا ضحضاح</span><br />أخوتي في الله.. يقول الإمام علي كرم الله وجهه : <span style="color: navy;">" من أمضى يومه في غير حق قضاه أو فرض أداه أو مجد بناه أو حمد حصَّله أو خير أسَّسه أو علم اقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه"</span>.. فرأس مال الإنسان في هذه الحياة.. ثوان معدودة.. ودقائق محسوبة.. فليستعرض كل واحد منا ما مضى من عمره.. ولينظر ما قدمت يداه.. من خير وشر..<br /><span style="color: purple;">يا من يعد غداً لتوبته<br />أعلى يقين من بلوغ غد<br />المرء في زلل على أمل<br />ومنية الإنسان بالرصد<br />أيام عمرك كلها عدد<br />ولعل يومك آخر العدد</span><br />فما كان لك من خير.. فلتحمد الله عليه.. ولتطلب من الله قبوله والتوفيق إلى مثله.. وما كان من شر.. فلتبادر بالتوبة.. ولتعجل بالندم.. ولتسرع بالاستغفار.. فإن الحياة فرصة لن تعود.. يقول عز من قائل : <span style="color: red;">{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}</span> (الأعراف: 34)..<br /><span style="color: purple;">لا دار للمرء بعد الموت يسكنها<br />إلا التي كان قبل الموت يبنيها<br />فإن بناها بخير طاب مسكنه<br />وإن بناها بشر خاب بانيها</span><br />وآخر الكلام..<br /><span style="color: purple;">حياتك أنفاس تعد فكلما<br />مضى نفس منها انتقضت به جزءا<br />فتصبح في نقص وتمسي بمثله<br />أما لك معقول تحس به رزءا<br />يميتك ما يحييك في كل ساعة<br />ويحدوك حاد ما يريد بك الهزءا</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-84868805133568129402009-09-15T06:58:00.001-07:002009-09-15T06:58:36.875-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( إني مصاب بفيروس!!!)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size: 180%;">لي صاحب من خيرة الأصحاب.. أكتم عنده أسراري ولا أخاف الارتياب.. كأني واضعها في سرداب.. لأنه من أولي الألباب.. الشيطان لا يقدر أن يفتح عنده باب.. وكان إذا ألم بي ألم.. أو اعترضني هم.. فزعت إليه على عجل.. وأنا من الأمر وجل.. فأرتوي بنصحه.. وأمتثل لرأيه.. لأن فيه الحكمة والسداد.. وفيه من جميل النصح والإرشاد..<br /><span style="color: blue;">وإذا تصبك من الحوادث محنة<br />فالجأ بها نحو الصديق الأوثق<br /></span> وكان لا يفارقني إلا في المنام.. ولكن فراق جسد لأنه دائماً في الأحلام.. حيث روحي دائماً به متعلقة.. ونفسي لا تقدر أن تبتعد عنه لحظة إلا بمشقة.. واللسان من محبته يهذي به.. والقلب من الوله يلهث بذكره.. وأصبحنا مثالاً للصديقين.. وأفضل الأخوين.. لا تعكر جونا المصائب.. ولا نخاف أن يعيبنا عائب..<br /><span style="color: blue;">ما ضاع من كان له صاحب<br />يقدر أن يصلح من شأنه<br />فإنما الدنيا بسكانها<br />وإنما المرء بإخوانه<br /></span> ولكن في يوم من الأيام.. بعد أن استيقظت من المنام.. ذهبت كعادتي إلى صديقي.. ورفيق دربي وطريقي.. ولكن هالني ما رأيت .. وآلمني ما سمعت .. فقد تغير صاحبي عن الشكل المعهود.. وصارت نفسه تمل معي القعود.. فكلما أذهب إليه أعرض عني.. وكلما أقبل نحوه هرب مني.. لا أدري ما الذي حل به.. وما الأمر الذي أصابه.. وغير هكذا حاله..<br /><span style="color: blue;">كنا وكانوا بأهنا العيش ثم نأوا<br />كأننا قط ما كنا وما كانوا<br /></span> هل أتاه فاسق بنبأ وأخبره أني فضحت سره؟!.. أو أنه قال له إني قد شتمته؟!.. أو توقع مني أني خنت عهده؟!.. أو هتكت ستره؟!..<br /><span style="color: blue;">لأية علة ولأي حال<br />صرمت حبال وصلك عن حبالي<br />وعوضت البعاد من التداني<br />ومر الهجر من حلو الوصال<br />فإن أك قد جنيت عليك ذنباً<br />ولم أشعر بقول أو فعال<br />فعاقبني عليه بأي شيء<br />أردت سوى الصدود فما أبالي<br /></span> المهم أنه أصبح عنوانه الصد والهجران.. وصرت من أمره حيران.. فقد أوصد الباب في وجهي.. وأشاح بوجه عن وجهي.. وقال هيهات هيهات يا صاح.. فقد انتهى عصر أيام الملاح.. فهذا فراق بيني وبينك.. لا أريد أن أرى وجهك.. وقد حاولت أن أكتشف الأمر.. واستطلع ما جد من أمر..<br /><span style="color: blue;">لا تحسبنَّ سروراً دائماً أبداً<br />من سرَّه زمن ساءته أزمان<br /></span> ولكني لم أفلح.. وفي مسعاي لم أنجح.. فكلما أفتح عنده باب.. أغلق دوني أبواب.. وكلما أتقرب إليه بشبر.. هرب عني بمتر.. فأصابني من كثرة الحزن والهم.. مغص أحدث في بطني ألماً كأني أكلت سم.. لهذا لم أذق طعم النوم.. فشكوت همومي للغراب والبوم.. حيث كانا يقفان أعلى الشجرة.. في ليلة مظلمة غير مقمرة.. بعد أن ساورتني الشكوك والظنون.. والتي صرت من كثرتها أحس أني أتكلم وأنا في النوم.. لكنهم لم يقدرا أن يرشداني إلى حل.. ولم يخبراني ما العمل؟!.. وجئت من عندهم محزون.. وأحسست أنه قد أصابني الجنون.. بعد أن أهلكني كثرة الوسواس.. والذي يقف دائماً بالمرصاد للناس.. وأعياني انشغال الفكر.. لكني استعذت منه بذكر.. وقعدت أبحث عن حل.. حتى عقلي مني قد مل..<br /><span style="color: blue;">صديقك حين تستغني كثير<br />ومالك عند فقرك من صديق<br />فلا تنكر على أحد إذا ما<br />طوى عنك الزيارة عند ضيق<br />وكنت إذا الصديق أراد غيظي<br />على حنق أشرقني بريق<br />غفرت ذنوبه وصفحت عنه<br />مخافة أن أكون بلا صديق<br /></span> لقد ساءت العلاقة.. وأصابت عملي الإعاقة.. فجلست في داري حيران.. ولم أذهب حتى مع الجيران.. فتذكرت ما كان بيننا من الود.. وكنا كمثل ساعد ويد.. وكنا نسافر الأسفار.. ونعبر المحيطات والبحار.. ونقطع الفيافي والقفار.. ونقتحم الغابات والأدغال.. ونصعد التلال والجبال.. فيا ليت أيامنا القديمة تعود.. إذن لكانت الفرحة تسود..<br /><span style="color: blue;">وما المرء إلا بإخوانه<br />كما تقبض الكف بالمعصم<br />ولا خير في الكف مقطوعتاً<br />ولا خير في الساعد الأجذم<br /></span> وتمر الأيام والشهور.. وأنا أبحث عن ما يجلب له السرور.. وفي إحدى المرات وجدته حزيناً.. والوجه منه كالح كئيب.. فاستنتجت أن أحداً من أهله قد مات.. أو أنه كان يفكر في الزمان الذي فات.. فدعوت الله اللطف بحاله.. وأن يحفظه هو وماله.. فاقتربت منه وأنا على وجل.. وكلي خوف من سوء العمل.. ولما رأيته لم يغضب لقدومي.. ولم يعبس لرؤية وجهي.. شجعني على الكلام.. وإخراج ما في عقلي من استفهام.. ودار في فكري..<br /><span style="color: blue;">وكنت أظن أن جبال رضوى<br />تزول وأن ودك لا يزول<br />ولكن القلوب لها انقلاب<br />تزول وأن ودك لا يزول<br /></span> فقلت له : سلام الله عليك يا خل.. جفاك أبداً لا يحل.. هذه الدنيا غدارة.. فيها أيام سارة وضارة.. ولا تستحق أن نحرق فيها الأعصاب.. ولا أن نمزق من أجلها القلوب..<br /><span style="color: blue;">ولربَّ نازلة يضيق بها الفتى<br />ذرعاً وعند الله منها المخرج<br />ضاقت فلما استحكمت حلقاتها<br />فرجت وكان يظنها لا تفرج<br /></span> واعذرني على صراحتي في الكلام.. لأني في فعلي هذا لا ألام.. مالي كلما أقبلت إليك أعرضت.. وكلما أردت أن أقابلك أدبرت.. فكأني الوباء وتخشى الخطر.. أو كأني رجل خداع لا أومن من المكر.. فماذا دهاك يا صاح؟!!.. ألم تكن بصحبتي مرتاح؟!.. وما هذا الانقلاب العجيب؟!.. وما هذه القسوة والغضب؟!.. بعد أن كنت سهل العريكة لين الجانب.. أسمعت عني خبراً.. فأصابك منه الضجر.. أم ماذا جد من أمر؟!..<br /><span style="color: blue;">فهبني مسيئاً كالذي قلت ظالماً<br />فعفواً جميلاً كي يكون لك الفضل<br />فإن لم أكن للعفو منك لسوء ما<br />أتيت به أهلاً فأنت له أهل<br /></span> فقال بعد أن أعياه الإلحاح.. وكان من قولي قد ارتاح.. سامحني يا صاحبي الغالي.. فلم يكن يخطر في بالي.. أن أضعك في هذا الموقف المؤلم.. وتوقعت أن هروبي هو الأسلم.. فإني لم أعرض عنك سوءاً فيك.. ولا لذنب قد اقترفته يداك.. وليس بقول ساقه فلان.. ولا بسبب كثرة الخلان.. ولا أصابني منك الملل.. ولا أصيب أحد من الأهل..<br /><span style="color: blue;">إن الصفا في شرب كل مودة<br />لم يخل من كدر لمن هو وارد<br /></span> فقلت له : لقد حيرتني معك يا صاح.. ما الذي يجعلك غير مرتاح؟!.. أخبرني على عجل.. فقد بدأت الأمور تصيبني بالملل.. منذ فارقت صحبتي.. فإني أعيش وحيداً في نكبتي.. فأستحلفك بالله أن تخبرني الحقيقة.. ولا تخفي علي لعلي أجد الطريقة..<br /><span style="color: blue;">فكل الحادثات وإن تناهت<br />فموصول بها فرج قريب<br /></span> لقد كان هروبي عنك حرصاً على سلامتك.. وتهربي منك خوفاً على صحتك.. والله أنت في قلبي ولك معزة وقدر.. وحبك في القلب يحوي ما عند البشر..<br /><span style="color: blue;">لله إخوان صحبتهم<br />لا يملكون لسلوة قلبا<br />لو تستطيع نفوسهم بعدت<br />أجسامهم فتعانقت حبا<br /></span> ولكني ابتليت بفيروس.. وعلى إثره أصابني العبوس.. لقد أكل اللحم والعظم.. ومن شدته سد مجرى الدم.. الأجساد منه بالية.. والفؤاد من هوله يصرخ ماليه.. قد صار جسمي إلى الهزال.. وإذا رأيتني تعتقد أني قد أصابني الهبال.. لا أدري ما العمل.. حاولت أن أبحث عن الحل.. لكني لم أجد العلاج.. وعقلي من شدة المرض قد ماج.. ففكرت في الانتحار.. ولكني خفت العار.. وأن يرميني ربي في النار.. ثم فكرت في الاختباء.. حتى لا تعلم بالبلاء.. لكي لا أكدر صفوك.. ولا أوأد جمال ابتسامتك.. فهذا كان سبب هروبي.. ولو لم تطلب مني الإفصاح.. حتى أجعلك ترتاح.. لم أخبرك بمرضي.. وما أعانيه من الآلام التي تسري في جسدي.. فأرجو منك العفو السماح.. عن كل أمر بدر مني وراح.. وبعدما تذكرت قول الشاعر..<br /><span style="color: blue;">ليس من مات فاستراح بميت<br />إنما الميت ميت الأحياء<br />إنما الميت من يعيش كئيباً<br />كاسفاً باله قليل الرجاء<br /></span> فقلت له : سامحك الله يا خل.. ما هذا العمل الذي لا يحل.. ألهذا الدرجة تكون الصداقة.. لو أخبرتني لساعدتك حسب الطاقة.. أتكون الصداقة في المسرة.. وتنتهي عند وقوع المضرة.. هذه صداقة اللئام..لا يرضاها الإسلام..<br /><span style="color: blue;">ولست بباد صاحبي بقطيعة<br />ولست بمفش سره حين أغضب<br />عليك بإخوان الثقاة فإنهم<br />قليل دون من كنت تصحب<br />وما الخدن إلا من صفا لك وده<br />ومن هو ذو نصح وأنت مغيب<br /></span> والحمد لله على الإنابة.. وخروجك من جو الكآبة.. وأدعو الله بشفائك العاجل.. وأن يبعد عنك الهموم والملل.. فهو يسمع ويجيب.. لكل عبد منيب.. ونصيحتي من الفؤاد لك.. أن لا تعود لمثل ذلك.. فوالله قلبي لا يحتمل فراقك.. وعقلي لا يستطيع هجرانك.. هذا ما أردت أن أقول.. فاعذرني إذا كان عذري مقبول.. وأختم كلامي بالسلام على خير البشر.. وآله وصحبه الكرام البرر.. سبحان رب العزة عما يصفون.. وسلام على المرسلين.. والحمد لله رب العالمين.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..<br /><span style="color: blue;">شيئاً لو بكت الدماء عليهما<br />عيناي حتى تأذنا بذهاب<br />لن تبلغ المعشار من حقيهما<br />فقد الشباب وفرقة الأحباب<br /></span><br /><br /><br /></span> <span style="font-size: 180%; color: darkorange;">ملحوظة :</span><span style="font-size: 180%;"> </span><span style="font-size: 180%; color: purple;"><br />هذا المقال.. تخليداً لذكرى (الكمبيوتر) الخاص بي والذي أصابته المنية بسبب فيروس عضال قضى على مقومات الحياة فيه كما قضى معه على جهد وعمل شاق وملفات لا تقدر بثمن فهي تمثل فترة زمنية من حياتي..</span></div></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-85727474212377701532009-09-15T06:55:00.000-07:002009-09-15T06:57:16.768-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( قالت : من أنبأك هذا؟!!!)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size: 180%;">أخبرها في يوم من الأيام بخبر.. وقال لها : اكتمي هذا عن البشر .. والله لا أفلح إن علم لصوص الخبر.. واحذري من أصحاب المكر.. فمكرهم لا يبقي ولا يذر.. وإياك وعين الحسود.. فإنها ترى مالا يراه المجهر.. فكوني في كتمه مثل الحجر.. لا يسمع ولا يتكلم ولا يبصر.. وإياك والاغترار بالمظهر.. فالأفعى ملمسها ناعم.. ولكن في أنيابها الضرر.. هذه نصيحتي والله بيننا يسمع ويبصر..<br /><span style="color: purple;">فلا يسمعن سري وسرك ثالث<br />ألا كلَّ سر جاوز اثنين ضائع</span><br />فقالت له : لا تخف يا أعز البشر.. فالخبر في بئر ليس له قعر.. ولا تهتم من هذا فإني والله في كتمه مثل القلم الذي انتهى منه الحبر!!.. ففي أمان الله سر.. وفي عملك لا تتأخر..<br /><span style="color: purple;">وأكتم السر حتى عن إعادته<br />إلى المسرِّ به من غير نسيان<br />وذاك أن لساني ليس يعلمه<br />سمعي بسرِّ الذي قد كان ناجاني</span><br />وقد أخبرها بذلك بعد صلاة الظهر.. ولم تتجاوز صلاة العصر .. حتى علم أن الخبر قد انتشر .. فذهب إليها غاضباً وليستفسر الخبر.. وليجد الداعي لإخلاف الوعد وما جد في الأمر.. وقد استطار من عينيه الشرر.. وساورته الشكوك والظنون والتي عقله منها قد سكر.. ورأسه قد كاد ينفجر.. وهو في طريقه تذكر قول أحد أصحاب الشعر :<br /><span style="color: purple;">إن النساء كأشجار نبتن لنا<br />منها المرار وبعض النبت مأكول<br />إن النساء متى ينهين عن خلق<br />فإنه واجب لابدًّ مفعول<br />لا ينصرفن لرشد إذ دعين له<br />وهنًّ بعد ملائيم مخاذيل<br />وما وعدنك من شر وفين به<br />وما وعدنك من خير فممطول</span><br />ولما وصل إليها رأته مشتت الفكر.. ولمحت في وجهه الشر.. وعرفت أن الغضب حان وقته لكي ينفجر.. فساورتها الشكوك والظنون لكنها عالجتها بالصبر.. وحاولت بفطنتها أن تعرف ما الذي أوجب الضجر!!.. فعاجلها بالسؤال مستغرباً من فعلها الخطر.. وما سبب خبره على الملأ ظهـر؟!.. وقال لها : هل هكذا في زمانكم يفعل الحُـر؟!.. أم أن الأسرار في يومنا هذا تقدر حسب السعر؟!!.. ثم دار في خاطره قول الشاعر :<br /><span style="color: purple;">إذا المرء أفشى سره بلسانه<br />ولام عليه غيره فهو أحمق<br />إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه<br />فصدر الذي يستودع السر أضيق</span><br />فقالت له : والارتباك عليها قد ظهر.. ولا تتميز الحروف من نطقها والعرق يقطر من جبينها كأنها في يوم شديد الحَر.. من أنبأك بهذا وبالسر المستتر.. ألديك علم بالكتاب أم أنك تتعامل بالسحر؟!!..<br /> فقال لها : ليس هذا وقت المكر.. وكما تعلمين فإني لا أتعامل بالسحر.. ولكني أقول :<br /><span style="color: purple;">لكل داء دواء يستطب به<br />إلا الحماقة أعيت من يداويها</span><br />فدعي عنك هذا الهذر.. لقد كشف الله خيانتك لشريك العمر.. وفعلتِ ما فيه نكر.. ولا ينفع اليوم اللوم أو العذر.. ولا ينفع الجبر للذي انكسر.. ويا ليتني كنت في القبر.. حتى لا أعلم بأن الذي خانني هو شريك العمر.. ولكن لا تنفع لو ولا يا ليت ولا الحذر من القدر.. لقد هلكت مثل فعلكِ كثير من الأسر.. فتوبي إلى الله من فعلكِ فإنه خير معين لمن تاب واستغفر..<br /><span style="color: purple;">وجنة المأوى تكون مأوى<br />لمن نهى النفوس عما تهوى<br />وقلل الكلام فالكلام<br />أن يكثرن تكثر به الآثام</span><br />فقالت : استغفر الله مما قل منه أو كثر.. واعذرني فقد خانني اللسان ولم ينفع الحذر.. والنفس والهوى اللتان توقعان اللبيب في الأسر.. ولم يكن قصدي من عملي هذا أن ألحق بك الضرر.. ولا أتلذذ بفعل الشر.. إنما جهلي وضعف ذاكرتي هو الذي أرداني في الحفر.. فاعذرني فقد سبق السيف العذل.. وإني والله لم أخبر بهذا الأمر إلا قليلاً من البشر؟!!.. وكان في مجلسنا الشيطان قد حضر.. وكما تعلم فالنساء في مجالسهن كثيرات الهذر.. ولم أتوقع بفعلي الأشر.. أن الخبر بهذه السرعة سينتشر.. ولكن..<br /><span style="color: purple;">لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب<br />ولا ينال العلا من طبعه الغضب</span><br />فقال : ما أقبحه من عذر.. لقد هلك من فعلكن أولوا البصر.. ثم سألها.. أكل الناس هكذا من أنثى وذكر؟!!.. أم أن الأمور في زماننا هذا قد تغيرت وإني في عصر لا يكتم الخبر.. وأصبح الناس غير مؤتمنين سواء في الحل أو في السفر.. أم أنه قد طمست البصائر وقدت القلوب من حجر.. أواه لقد قضت الخيانات في هذا العصر على الشجر والمدر..<br /><span style="color: purple;">لا تركنن إلى ما لا وفاء له<br />الذئب من طبعه أن يقتدر يثب</span><br />فقالت : أستغفر الله عن كل أمر قد صدر.. ودع عنك اللوامة واقبل مني العذر.. فالله يعطي الثواب للذي قد غفر.. وهذا مقام العائذ التائب عند واسع الصدر..<br /><span style="color: purple;">خذ من خليلك ما صفا<br />ودع الذي فيه الكدر<br />فالعمر أقصر من معا<br />تبة الخليل على الغير</span><br />فسامحها للذي قد كان منها قد بدر.. وذكرها بالإله وكيف على الشيطان تنتصر.. وأخبرها بالمواثيق وما بينهم من العهود.. وقال لها : أن الوعد دين على الحر.. وذكرها ببعض آي من السور.. وأن الله عليم ما في النفوس ولو حاول أي إنسان أن يخفي ما في الصدر.. ولم ينسَ أن يذكرها من كلام خير البشـر.. وذكـرها بما جـاء في السيـر.. وذكـرها أيضـاً بقصـص الصالحين لعلها تعتبر.. وحذرها من الصائدين في الماء العكر.. ومن أصحاب اللسان السليط الذين همهم توقيع البشر.. وذكرها بأن حياتهم هذه ليست إلا متاع الغرور لا يسلم منها إلا من كان على حذر.. وحذرها من النار ومن مس سقر.. ولم ينسَ أن يذكرها بالساعة لأن الساعة أدهى وأمر.. فالإنسان في يومها يكون على مشارف الخطر.. فينبأ الإنسان هنالك بما قدم وأخر.. فإن كان قد خالف السميع البصير.. فيقول الإنسان يومئذ أين المفر.. كلا لا وزر.. إلى ربك يومئذ المستقر.. ومأواه جهنم وبئس القعر.. وما للظالمين من نصر.. وأما إن كان قد انتهج منهج الرحيم الخبير.. واتبع مسلك صاحب الكوثر.. وانتهج سيرة أبي بكر وعمر.. فمأواه جنة لا تخطر على قلب بشر.. ولا يتخيلها وهم ولا فكر.. جزاء بما قدم وأخر.. وذكر لها أبياتاً من الشعر:<br /><span style="color: purple;">الصًّمت للمرء حليف السلم<br />وشاهد له بفضل الحكم<br />وحارس من زلل اللسان<br />في القول إن عيًّ عن البيان<br />فعذبه معتصماً من الخطا<br />أو سقط يفرط في ما فرطا<br />إنًّ السكوت يعقب السلامة<br />فرب قول يورث الندامة<br />لا شيء من جوارح الإنسان<br />أحقُّ بالحبس من اللسان<br />إنًّ اللسان سبع عقور<br />إن لم يسُسْه الرأي والتدبير</span><br />وفي نهاية الأمر قرر أن لا يخبرها بسر يتوقع في إفشاءه خطر.. من مادام له بقية من عمر.. ولو شعر أن عقله من السر يكاد ينفجر.. أو أحس أن قلبه قد تضجر.. ولابد من إخراج ما كان في الصدر.. لأن جسمه على تلك الحالة لن يستقر.. فأحب الأشياء إليه للجبال أن يفر.. وأن يخرج ما كان في صدره من سر.. ولا يطلع أحداً من البشر.. حتى لا يقع مرة أخرى في خطر.. ولا يعني هذا أنه لم يسامحها ولكنه حتى يكون على حذر.. والمؤمن لا يلدغ مرتين من جحر.. متمثلاً بقول الشاعر :<br /><span style="color: purple;">فلا تودعنًّ الدهر سرك جاهلاً<br />فإنك إن أودعته منه أحمق<br />وحسبك في ستر الأحاديث واعظاً<br />من القول ما قال الأديب الموفَّق<br />إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه<br />فصدر الذي يستودع السِّرَّ أضيق</span><br />وفي ختام حديثهم دعوا الله أن يغفر لهم خطاياهم في السر والجهر.. وما تقدم من ذنبهم وما تأخر.. وقالوا في مجمل دعائهم.. ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار.. ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار.. ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. إن الله على كل شيء قدير.. وبالإجابة جدير.. نعم المولى.. ونعم النصير..<br /><span style="color: purple;">ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي<br />جعلت الرجا مني لعفوك سلما<br />تعاظمني ذنبي فلما قرنته<br />بعفوك ربي كان عفوك أعظما<br />فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل<br />تجود وتعفو منة وتكرما<br />فلولاك لم يصمد إبليس عابد<br />فكيف وقد أغرى صفيك آدما</span><br /><br /><span style="color: darkred;">إضاءة :</span><br /><span style="color: navy;">إن الله سبحانه وتعالى عبر عن الحياة الزوجية باللباس قال تعالى واصفاً ذلك : <span style="color: red;">{ هنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهن }</span> (البقرة : 187).. واللباس في حقيقته لا يستغني عنه الإنسان في هذه الرحلة الشاقة.. رحلة الحياة.. فهو الذي يحول بينه وبين وقدة الصيف ولفحة الشمس.. وهو الذي يدثره ويبعث الدفء في أوصاله في ليالي الشتاء القارصة.. وهو فوق ذلك يستر تشوهات الجسم وعيوبه بالنسبة لكل منهما فلا تمجهما العيون أو تنفِّر منهما الآخرين..<br />وهو بالنسبة للمرأة ستر ووقاية أيضاً يستر محاسنها ومفاتنها ويقي جسدها من عيون الرجال المتلصصة ومن في قلوبهم مرض.. وإذا كان هذا بالنسبة للباس .. فماذا بالنسبة للرجل والمرأة في حياتهما الزوجية؟!!..<br />إن كلاً منهما ستر الآخر.. ستر لأقواله وأفعاله.. وحفظ لأسراره وما يخفيه.. فالمرأة ستر للرجل ووقاية.. عندما يوشك أن تغلبه الإرادة.. والرجل ستر للمرأة وصيانة عندما تغلبها العاطفة ويسيطر عليها الضعف الأنثى.. فمن مقومات وشروط الحياة الزوجية المحافظة على حياتهم وحقوقهم فيما يدور بينهم من أسرار ومواقف فلا ينبغي أن يطلع عليها أي أحد من البشر أو أقرب الناس إليهم..<br />وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <span style="color: red;"><<ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق باباً.. ثم يرخي ستراً.. ثم يقضي حاجته.. ثم إذا خرج حدث أصحابه بذلك!!.. ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها.. وترخي سترها.. فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها!!>></span>.. فقالت امرأة سعفاء الخدين : والله يا رسول الله إنهن ليفعلن.. وإنهم ليفعلون؟!!.. قال: <span style="color: red;"><< لا تفعلوا.. فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة على قارعة الطريق.. فقضى حاجته منها.. ثم انصرف وتركها>></span> فالنهي في الحديث الشريف ينطبق على الرجال والنساء كحد سواء من دون النظر إلى الجنس فقد تجد تارة الرجل هو الذي يكشف أسرار الحياة الزوجية لأصحابه وخلانه وتارة أخرى المرأة هي التي تكشف أسرار الحياة الزوجية لصويحباتها فالجنس لا يدل بالضبط على حفظ الأسرار أو كشفها..<br />فينبغي أن ينظر الزوجان إلى ما يحدث بينهما.. في داخل بيتهما.. على أنه من الأسرار التي يجب كتمانها.. وخصوصاً الخلافات الزوجية التي تقع بينهما.. لأن معرفة الآخرين بتلك الخلافات قد يؤججها ويؤزمها بدلاً من أن يخففها ويحلها..</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-25761053684508296442009-09-15T06:54:00.000-07:002009-09-15T06:55:31.163-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( عندما تتغير المفاهيم فواخراب الدار؟!!)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size: 180%;">هناك من الأمور.. في هذه الحياة.. تحير العقلاء.. ويستغرب منها الحكماء.. ويبكي عليها الفضـلاء.. ويغتـم منها النبلاء.. ولا يرضاها العظماء.. ويحاربها الخطباء.. أمور تحدث في هذه الحياة الفانية.. يخترعها السفهاء والحقراء.. ويستسيغها البؤساء والجهلاء.. ويعمل بها البلساء والخبثاء.. وتحت مرأى ومسمع البسطاء.. فإذا تصفح الإنسان الجريدة.. أو قرأ إحدى المجلات.. أو فتح على المذياع.. أو شاهد التلفاز.. أو اطلع على الإنترنت.. ليجد أن هناك مفاهيم قد تبدلت.. وقيماً قد تبخرت.. وأخلاقاً قد تميعت..<br /><span style="color: purple;">وليس بعامر بنيان قوم<br />إذا أخلاقهم كانت خرابا<br /></span>فلا أدري.. هل هي مقصودة من أصحابها.. لتدمير هذا الدين.. واللعب على السذج والبسطاء من هذا المجتمع؟!.. أم أنه الجهل التام بالدين أدى إلى الفهم الخاطئ له؟!.. ومثال على ذلك..<br />إذا نجح فلم هابط.. أو مسرحية مائعة.. أو أغنية ماجنة.. ورفع الممثل أو المطرب إلى القُمة.. فصرح هناك في نشوة الفوز.. ولذة النصر.. أن السبب الأول في نجاحه.. يعود إلى توفيق الله له.. فلولا الله لم ير النور فلمه.. ولم يشاهد الجمهور بطله.. فله الفضل والمنة.. ودعا الله أن يوفقه في الأفلام القادمة.. لنصرة الفن.. وتثقيف الناس؟!.. فهذا يعتبر عملاً وجهاداً!!.. لتبليغ الكلمة.. حتى يطلع عليها الأجانب والمثقفين من الدول الأخرى.. فيتحققوا بأننا أمة متقدمة ومتطورة!!.. ولها باع طويل في هذا المجال.. لا أمة متخلفة معقدة.. تختفي نساؤهم وراء البرقع والحجاب!!.. فالفن.. يعتبر رسالة.. وأنبل رسالة عرفها التأريخ.. وبالأخص التأريخ الحديث.. ويجب أن نؤديها على أكمل وجه.. وأرقى مستوى.. إلى آخر ما قاله من وقاحة وقلة حياء.. وإلى آخر ما نفثه من سموم وجراثيم.. وإلى آخر ما هذى به من أباطيل وأضاليل.. فما سبب تغير المفاهيم؟!<br /><span style="color: purple;">إذا لم تبك من هذي الرزايا<br />ولم تفجعك قاضية القضايا<br />فمت كمداً فما في العيش خير<br />إذا جمع البرايا كالمطايا</span><br />إذا انتهت بغي من بغيها.. وخلصت من مجونها.. وانتهت من عربدتها.. وقامت واغتسلت من فجورها.. وذهبت إلى محرابها.. لتعبد هناك ربها.. فيما بقى من ليلها.. فلا أدري.. هل هي عبادة شكر بعد إتمام مهمتها بنجاح؟!.. أم أنه الدعاء لزيادة الأرباح في اليوم التالي؟!.. فما سبب تغير المفاهيم؟!..<br /><span style="color: purple;">فيا موت زر إن الحياة ذميمة<br />ويا نفس جدِّي إن دهرك هازل</span><br />إذا انتهى رجل من اغتصاب أرض.. أو انتهاك عرض.. أو سرقة مال.. توضأ وذهب إلى المسجد.. شاكراً ربه.. بانتهاء مهمته.. طالباً المزيد.. وسائله العون والتأييد.. على هؤلاء العبيد؟!.. فما سبب تغير المفاهيم؟!..<br /><span style="color: purple;">أيا شاباً لرب العرش عاصي<br />أتدري ما جزاء ذوي المعاصي<br />سعير للعصاة لها زفير<br />وغيظ يوم يؤخذ بالنواصي<br />فإن تصبر على النيران فاعصه<br />وإلا كن عن العصيان قاصي<br />وفيما قد كسبت من الخطايا<br />رهنت النفس فاجهد بالخلاص</span><br />إذا سئل مطرب أو مطربه.. عن سر نجاحه.. وزيادة أرباحه.. وما وصفة فلاحه.. وما سبب أن الناس منه مرتاحة.. وما سبب تربعه على الساحة.. أجاب بكل وقاحة.. هذا من فضل ربي؟!.. فما سبب تغير المفاهيم؟!..<br /><span style="color: purple;">كذا فليجل وليفدح الأمر<br />فليس لعين لم يفض ماؤها عذر</span><br />قد سئلت يوماً ما راقصة.. عن حكم الرقص والاستعراض.. فأجابت وبكل وقاحة بما يدعو إلى الاستغراب.. بأنه عمل مثل أي عمل في الحياة.. كعمل الطبيب أو المهندس.. فأنا أعمل ولي الأجر بإذن الله.. فالله ورسول قد حضنا على العمل!!.. وأمرنا به.. وعملي ليس فيه حرام؟!!!.. وليس فيه أي تفسخ أو تهتك؟!!!.. وإني بعد انتهائي من عملي هذا.. وفراغي من عرض فقرتي.. وانتهائي من أداء استعراضي.. أذهب إلى غرفتي.. وأغلق باب صومعتي.. فأؤدي واجبات ربي.. فأصلي وأقرأ القرآن.. وأعبد ربي باقي الليل حتى طلوع النهار؟!..<br /><span style="color: purple;">لمثل هذا يذوب القلب من كمد<br />إن كان في القلب إسلام وإيمان</span><br />فلا أدري عن باقي يومها.. فلم تخبرنا فضيلتها عن ذلك حتى يقتدي بها الجيل!!.. ويسلك خطاها الشباب الحائرون.. ولا أدري أيضاً كيفية العبادة التي تعبدها؟!!.. إن كانت من الصادقين!!.. وهل يكون هناك بقايا لليل؟!.. أو هل هناك عقل بعد أداء الاستعراض؟!.. وهل بروز مفاتنها أمام الناس يسمى عملاً شريفاً!!.. وتؤجر عليه فاعلته؟!.. وما هذا التخبط والخلط بين الخير والشر.. وبين الصالح والطالح؟!.. أهي سذاجة في الفهم؟!.. أم عباطة في الاستيعاب؟!..<br /><span style="color: purple;">وإذا النساء نشأن في أمية<br />رضع الرجال جهالة وخمولا</span><br />وهل هذا المجون والتهتك.. والتعري والتفسخ.. يقارن بالعمل الشريف الذي يقوم به الطبيب في عيادته؟!.. أو المهندس في موقع عمله؟!.. وما المردود الإيجابي في عملها هذا.. وما الفائدة المرجوة منه.. سوى أنها تضم بين جنبيها مجموعة من السكارى والعرابيد.. وقليلي الحياء والدين.. والقيم والأخلاق.. والعفة والفضيلة.. ومن أخبرها أن عملها هذا حلال!!.. أم أصبحت الراقصات مفتيات هذا العصر!!.. فتحلل وتحرم ما شاءت!!.. فقد وصلت من العلم ما يؤهلها بأن تقف في موقع الإفتاء!!.. وتصدر الأحكام متى تشاء.. فما سبب تغير المفاهيم؟!..<br /><span style="color: purple;">إذا ما الجهل خيم في بلاد<br />رأيت أسودها مسخت قروداً</span><br />فكما ترى أخي القارئ.. هذا هو حال أمتنا.. وهذا هو الفكر السائد.. وهذه هي الأفكار التي تنتشر بين شبابنا.. جهل في الدين والمعتقد.. تميع في الأفكار.. تفسخ من القيم والأخلاق.. تهتك في السلوك واللباس.. خواء من التربية..<br /><span style="color: purple;">يا ناظراً يرنو بعيني راقد<br />ومشاهداً للأمر غير مشاهد<br />منَّيت نفسك ضلَّة وأبحتها<br />طرق الرجاء وهن غير قواصد<br />تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي<br />درك الجنان بها وفوز العابد<br />ونسيت أن الله أخرج آدماً<br />منها إلى الدنيا بذنب واحد</span><br />ولقد ذكرت لكم هذه الأمثلة للتوضيح فقط.. ولو ذكرت بقية الأمثلة.. لطال بنا المقال.. ولتشعب بنا الحديث..<br /><span style="color: purple;">عجبت والدهر لا تفنى عجائبه<br />للراكنين إلى الدنيا وقد صدقوا<br />وطال ما نغصوا بالفجع ضاحية<br />وطال بالفجع والتنغيص ما طرقوا<br />دار تغر بها الآمال مهلكة<br />وذو التجارب فيها خائف فرق<br />يا للرجال لمخدوع بزخرفها<br />بعد البيان ومغرور بها يثق<br />أقول والنفس تدعوني لباطلها<br />أين الملوك ملوك الناس والسوق<br />أين الذين إلى لذاتها ركنوا<br />قد كان فيها لهم عيش ومرتفق<br />أمست مساكنهم قفراً معطلة<br />كأنهم لم يكونوا قبلها خلقوا<br />يا أهل لذات دار لا بقاء لها<br />إن اغتراراً بظل زايل حمق</span><br />ولكني اكتفيت بهذا القدر.. فقد أحسست بالألم والحزن.. وشعرت بالضيق والهم.. ولكني في نهاية الأمر أقول : فواخراب الدار من عربدة الأشرار في بيوت الأخيار؟!!..<br /><span style="color: purple;">البيت لا يبتني إلا له عمد<br />ولا عماد إذا لم ترس أوتاد<br />فإن تجمع أوتاد وأعمدة<br />وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا<br />لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم<br />ولا سراة إذا جهالهم سادوا<br />تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت<br />فإن تولت فبالأشرار تنقاد<br />إذا تولى سراة القوم أمرهم<br />نما على ذاك أمر القوم فازدادوا</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-78637089092125071972009-09-15T06:53:00.001-07:002009-09-15T06:53:43.910-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( هل الاختلاف في وجهات النظر يفسد للود قضية؟!!)<span style="font-size: 180%;">قيل: <span style="color: purple;"><span style="color: darkred;">"أن اختلاف العلماء رحمة "</span></span>.. طبعاً ما لم تتحكم فيهم الأهواء.. وتتدخل في أمرهم الرغبات.. وتسيطر على نفوسهم المصالح.. ويكبلهم الغرور وحب الذات.. وهذا ما يسمى بالاختلاف المحمود.. فكل شخص يحترم ويقدر وجهة نظر الآخر.. مادام يستند إلى دليل.. أو يحتكم إلى قاعدة تثوب به إلى الصواب.. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم.. يختلفون في كثير من المسائل الفرعية.. التي لم ينزل بها دليل قاطع.. يرجح كفة أحدهم على الآخر.. ولكنهم رغم ذلك.. لا يؤدي اختلافهم هذا.. إلى التباغض والتناحر.. والشقاق والتكفير.. لأنه كل واحد منهم.. يحترم وجهة نظر الآخر.. مادام لم يخالف نصاً صريحاً.. أو دليلاً ثابتاً.. فلا يحتقره.. أو يستهزأ برأيه.. أو يتهجم عليه.. أو يتهمه في خلقه ودينه.. وعاشوا أخوة متحابين متآخين.. لا يعرف الشقاق إلى قلوبهم مسلكاً.. ولا يعرف الخلاف إلى عقولهم طريقاً..<br /><span style="color: purple;">اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر<br />ضلَّ قوم ليس يدرون الخبر<br /></span> وتمر السنوات والقرون .. حتى أتى بعدهم قوم.. خالفوا ما كان عليه أولئك الأخيار.. فقدسوا مشايخهم.. ونزهوا أنفسهم بأنهم لا يخطؤون.. ولم يكتفوا بذلك.. بل إنهم يكفرون من خالف رأيهم.. ويتهجمون على من لم يعترف بصحة قولهم.. فصار التكفير مذهبهم.. وصار اللعن مسلكهم.. وصار إشعال الخلاف منهجهم.. والتفريق بين المسلمين مبدأهم.. والطعن في الدين هدفهم.. لهذا عم الجهل.. وحدث الشقاق .. وصار الخلاف.. وتشتت الناس في كل فج..<br /><span style="color: purple;">والحق يعلوا والأباطيل تسفلوا<br />والحق عن أحكامه لا يسأل<br />وإذا إستحالت حالة وتبدلت<br />فالله عز وجل لا يتبدل<br /></span> ففي زماننا هذا.. أرى أن الاختلاف في وجهات النظر.. في هذا الزمن.. الذي استطار في هشيمه الفساد.. وعمت الفوضى أنحاء البلاد.. وخارت القيم والأخلاق.. وتبدلت المبادئ والأفكار.. فانساخ الناس في مغاور الجهل.. وبحور الظلمات.. فالاختلاف في هذا الزمن.. يعتبر اختلاف مذموماً.. لأن النفوس غير النفوس التي في زمن الصحابة الكرام.. والعقول غير العقول.. والأهداف غير الأهداف التي نادى بها الصحابة.. فهذا الاختلاف وفي هذا الوقت بالذات.. سيزيد من التصدع والانشقاق.. وتزيد من التفكك والانقسامات.. وسيزيد من التشرذم والتشتت.. وسيزيد من الشقاق والنزاع..<br /><span style="color: purple;">صوت الشعوب من الزئير مجمع<br />فإذا تفرق كان بعض نباح </span> <br />فالناظـر إلى الأمـة الإسلامية.. في عصـرنا الراهـن.. سيعتصر ألمـاً.. ويبكي دماً.. ويستدعي أسف اللبيب وحسرته.. بعد أن نزلت هذه الأمة إلى ميدان الشقاق والنزاع.. والتخاصم والتلاعن.. متجاهلة ما فرض الله عليها من الوحدة والوئام.. والألفة والانسجام..<br /><span style="color: purple;">تأبى العصي إذا اجتمعت تكسراً<br />وإذا افترقت تكسرت آحادا </span> <br />ألم يأمرها الله بذلك في محكم كتابه.. بقوله : <span style="color: red;">{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}</span> (آل عمران:103) .. وقوله: <span style="color: red;">{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}</span> (الحجرات: 10) .. وقوله <span style="color: red;">{ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}</span> (الأنفال: 1)..<br /><span style="color: purple;">أخوك أخوك من تدنو وترجو<br />مودته وإن دعي استجابا<br />إذا حاربت حارب من تعادي<br />وزاد سلاحه منك اقترابا<br />يواسي في الكريهة كل يوم<br />إذا ما مضلع الحدثان نابا<br /></span> ألم يحذرها من عاقبة التفرق.. بقوله : <span style="color: red;">{ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}</span> (الأنفال: 46).. وقوله : <span style="color: red;">{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }</span> (آل عمران : 105)..<br /><span style="color: purple;">الحق سهم لا ترشه بباطل<br />ما كان سهم المبطلين سديدا</span><br /> ألم يبعث فيها نبياً كريماً.. ورسولاً أميناً.. يدعو إلى وحدة الكلمة.. ولم الصف.. وجمع الشمل.. <span style="color: red;">{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}</span> (البينة: 5).. فضرب أروع الأمثال.. بصهر كل ما كان من قبل بين قومه.. من خلاف ونزاع.. في بوتقة الإيمان.. فآخى بالإيمان بين الفئات المتناحرة.. وألف بالإسلام بين القلوب المتنافرة.. وبيَّن أن هذه الوحدة.. هي وحدة عقيدة.. وعمل.. ومبدأ.. وغاية.. وأمل.. وطموح.. وصور ذلك أبدع تصوير.. عندما قال : <span style="color: red;"><<المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا >></span>(صحيح مسلم [2585] ج4 ص1999) .. وقال : <span style="color: red;"><< مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى>></span> (صحيح مسلم [2586] ج4 ص1999)..<br /><span style="color: purple;">إن الصديق الحق من كان معك<br />ومن يضر نفسه لينفعك<br />ومن إذا ريب الزمان صدعك<br />شتت فيه شمله ليجمعك</span><br />أليست هذه الوحدة الإيمانية التي نادى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ورفع لواءها بين أصحابه رضي الله عنهم.. وهي التي رفعت من شأن هذه الأمة.. فأبدلها الله بذلها عزاً.. وبضعفها قوة.. وبتشتتها وحده.. فتمكنت من فتح الدنيا.. مع قلة عددها وعدتها.. وكثرة خصومها.. ووفرة العُدَدِ عندهم؟!.. <span style="color: red;">{ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }</span> (البقرة : 249)..<br /><span style="color: purple;">ملكنا هذه الدنيا قرونا<br />وأخضعها جدود خالدونا<br />وسطرنا صحائف من ضياء<br />فما نسي الزمان ولا نسينا<br />حملناها سيوفاً لامعات<br />غداة الروع تأبى أن تلينا<br />إذا خرجت من الأغماد يوماً<br />رأيت الهول والفتح المبينا<br />وكنا حين يرمينا أناس<br />تؤدبهم أباة قادرينا<br />وكنا حين يأخذنا ولي<br />بطغيان ندوس له الجبينا<br />تفيض قلوبنا بالهدى بأساً<br />فما نغضي عن الظلم الجفونا</span><br />وهنا أسئلة تطرح نفسها.. ما سبب تمزق الأمة الإسلامية إلى دول ودويلات؟!.. وما سبب تمزق الدولة الواحدة إلى مذاهب وفرق؟!.. وما سبب تشتت المجتمعات إلى جماعات وأحزاب؟!.. وتمزق الجماعات إلى أفراد؟!.. وما سبب سيطرة النعرة القبلية على أبناء الشعب الواحد؟!.. وما سبب الحروب الطاحنة بين أبناء الأب الواحد؟!.. وما سبب الشقاق والنزاع بين أمة الإسلام؟!..<br /><span style="color: purple;">وما فتئ الزمان يدور حتى<br />مضى بالمجد قوم آخرونا<br />وأصبح لا يرى في الركب قومي<br />وقد عاشوا أئمته سنينا<br />وآلمني وآلم كل حر<br />سؤال الدهر : أين المسلمونا؟</span><br />أليس هذا بسبب الاختلاف في وجهات النظر.. فبعد أن تشعبت الآراء.. وتدخلت الأهواء في معالجة الأمور والقضايا بين المسلمين.. دون أن يكون هناك مستند أو مرجع يرجع إليه المتخاصمون.. أو المختلفون في الرأي أو المسألة.. بعد أن ركن القرآن.. وأهملت السنة.. واندثر رسم الصحابة.. وأصبح أي حكم في قضية ما.. يسبقه التسرع والاندفاع والعجلة.. سواء في إصدار حكم بتخطئة شخص أو مجموعة.. أو عرض رأي أو فكره..<br /><span style="color: purple;">أقل ما في سقوط الذئب في غنم<br />إن لم يصب بعضها أن ينفر الغنم</span><br />وهذا لا يؤول إلا إلى صدع جدار الأمة.. وتمزيق شملها.. بكثرة المهاترات.. والحلول العقيمة.. ووجهات النظر السطحية.. والتي تسيطر عليها الأهواء.. والرغبات الجامحة.. فيكثر تبادل الاتهامات والشتائم بين الأخوة.. فكل واحد يخطئ الآخر.. والكل يدعي الصواب.. والكل متمسك برأيه.. كأن رأيه صواب لا يحتمل الخطأ.. ورأي غيره خطأ لا يحتمل الصواب.. دون الرجوع إلى دليل واضح.. ليعتمد على وجهة نظره.. أو برهان ساطع.. يستند به على صحة رأيه.. وإنما أتباع هوى النفس والشيطان.. والتكالب على الحظوظ العاجلة..<br /><span style="color: purple;">وقد عجبت لقول "إننا عرب"<br />وواقع الحال ينفي "أننا عرب"<br />فلا رغيف إذا جمعنا يوحدنا<br />ولا على الماء يصفو بيننا العتب<br />الزار والعار والأوتار تعرفنا<br />والعزف والقصف والإدبار والهرب</span><br />وقد حذرنا الله ورسوله من ذلك.. حيث قال الله تعالى آمراً سيدنا داود عليه السلام: <span style="color: red;">{ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}</span> (ص: 26) ..<br /><span style="color: purple;">والعقل والحق يحرران من<br />رق الهوى ويدعوان للعلا</span><br /> عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><< ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه>></span> (المعجم الأوسط :ج6 ص47).. وصدق الشاعر حين قال:<br /><span style="color: purple;">وآفة العقل الهوى فمن علا<br />على هواه عقله فقد نجا</span><br />إن تبادل التهم.. وتخطئة الآخرين.. والتعصب لرأي أو لفكرة.. وعد م التنازل عن رأيه أو وجهة نظره.. بعد أن يرى أنه على خطأ.. تعتبر مهاترات لا تصل إلى نتيجة.. ولا تستنبط الحلول.. ولا تعالج الواقع.. ولا تحل المشكلة.. وإنما تزيد من التردي والانحطاط.. وتزيد من النفور والابتعاد.. وتزيد من الشقاق والنزاع.. فإذا أردنا أن يكون الاختلاف حميـداً وصحـياً.. فعلينا أن نبعـد الأنانيـة من نفوسنـا.. والانفعالات العاطفية.. والأهواء النفسية.. عند عرض المسائل المطروحة.. والقضايا المعروضة.. حتى يكون للنقاش جدوى.. ولعرض القضية معنى.. وليكن لنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل.. وأسوة حسنه.. وبهذا.. ستجتمع الأمة الإسلامية على كلمة واحدة.. وهدف واحد.. وغاية واحدة.. بعد أن تشعبت بهم الخلافات.. وفرقتهم الآراء.. وشتتهم الغايات والأهداف..<br /><span style="color: purple;">إن يختلف نسب يؤلف بيننا<br />دين أقمناه مقام الوالد<br />أو يختلف ماء الوصال فماؤنا<br />عذب تحدر من غمام الواحد</span><br /> فتوحد الأمة الإسلامية ممكن عقلاً.. مستحيل عادة!! .. وإذا أراد الله أمراً كان.. <span style="color: red;">{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }</span> (الأنفال: 63).. فعليهم أن يعودوا إلى ما صلح به أولهم <span style="color: red;">{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }</span> (آل عمران:19) .. فإذا عادوا إلى الإسلام.. وأجابوا إلى هذه الخصلة العظيمة.. ذهب عنهم حب النفس.. واتباع الهوى.. وذهب عنهم الشقاق والنزاع.. وذهب عنهم الخلاف والعداوة.. وذهب عنهم الغل والحسد..<br /><span style="color: purple;">ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها<br />إن السفينة لا تجري على اليبس</span><br />لأن الحكم موجود بكتاب الله.. وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. وإن اختلفوا بعد ذلك.. فإن اختلافهم يصبح اختلافاً حميداً لا خوف منه. هذا ما بدا لي في هذه المسألة.. والله الموفق لما فيه خير..<br /><span style="color: purple;">من لم تفده عبر أيامه<br />كان العمى أولى به من الهدى</span></span>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-22409421399888965252009-09-15T06:51:00.000-07:002009-09-15T06:52:05.601-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( فكان خيراً له)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size: 180%;">عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><< عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له >></span>( صحيح مسلم [2999] ج4 ص2295).. فما أعظمها من منحة.. وما أجلها من نعمة ..<br /><span style="color: purple;">توكلت في رزقي على الله خالقي<br />وأيقنت أن الله لا شك رازقي<br />وما يك من رزقي فليس يفوتني<br />ولو كان في قاع البحار العوامق<br />سيأتي به الله العظيم بفضله<br />ولو لم يكن مني اللسان بناطق<br />ففي أي شيء تذهب النفس حسرة<br />وقد قسم الرحمن رزق الخلائق<br /></span> إن الرضا بقضاء الله وقدره.. هو سلوة المؤمن في كل ما يصيبه.. وهو عزاؤه لكل كارثة ألمت به.. وهو مقياس إيمان الرجل.. لأنه يعلم في قرارة نفسه.. أنه ما أصابه من الكوارث أو المصائب.. لم يكن ليخطئه.. وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. والإيمان بهذه القاعدة.. تجلب في النفس البهجة والسعادة.. والسرور والحبور.. والرضا بما حل.. فبرغم وقوع المصيبة.. أو إحلال الكارثة بداره.. أو عند إصابته بضائقة مالية.. لكنه رغم تلك المصائب التي من عظمها تزول الجبال.. ولتنوء بالعصبة أولي القوة.. لكنه برغم ذلك يتقبلها بسعة صدر.. ورحابة نفس.. ولا تفارق الابتسامة شفتيه.. ولا يفارق ذكر الله لسانه.. حامداً الله على كل حال.. ممتناً له على نعمة الإسلام.. فلا يجزع ولا يغتم.. ولا يسيطر عليه الهم.. ولا يتأفف ولا يضجر.. لأنه يعلم أنه كل شيء بقضاء وقدر.. وهذا ما يجعل المؤمن في كل الحالات وكما قلنا سعيداً مسروراً..<br /><span style="color: purple;">دع الأقدار تفعل ما تشاء<br />وطب نفساً إذا حكم القضاء<br />ولا تجزع لحادثة الليالي<br />فما لحوادث الدنيا بقاء<br />فلا حزن يدوم ولا سرور<br />ولا بؤس عليك ولا رخاء<br />إذا ما كنت ذا قلب قنوع<br />فأنت ومالك الدنيا سواء<br />وأرض الله واسعة ولكن<br />إذا نزل القضاء ضاق الفضاء</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-34055639439088996102009-09-15T06:49:00.000-07:002009-09-15T20:43:12.855-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( وهل عرفتم من هؤلاء القوم؟!!)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size:180%;"><span style="">هم قوم عمون.. وعن الأخلاق معرضون.. وبالقيم مستهزئون.. ومن الفضيلة متملصون.. وللحياء مغتصبون.. وعن المروءة والشهامة هم نائمون.. وفي الدنيا منغمسون.. وللآخرة ناسون.. وعن الطاعة منكمشون.. وفي المعصية لاهون.. ووراء الشيطان يلهثون.. وعن الحق مبتعدون.. وللباطل مخاوون.. وفي الملذات سابحون.. وفي الهوى هم غارقون.. ولمحارم الله معتدون.. وللستر منتهكون.. وللكبائر مرتكبون.. وللقرآن الكريم هاجرون.. وللمصطفى معادون.. ولوحدة الصف متضايقون.. وللطريق القويم لا يبصرون.. و <span style="color:red;">{ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }</span> (الماعون:5 ).. وعن الخير متكاسلون.. وللشر مسارعون.. وعن الزكاة صائمون.. وبالبذاءة مفطرون.. وللأمانات مانعون.. ولعهد الله ناكثون.. وللمعروف ناكرون.. وللمنكر مسايرون.. وللغيبة والنميمة متلذذون.. وبغمط الناس موسومون.. ولبطر الحق فرحون.. وبأعراض الناس يلعبون.. فطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون.. وفي الأرض هم مفسدون.. ولأعوان الشر مصاحبون.. ولأعوان الخير محاربون.. وللمال جامعون.. وللربا عابدون.. <span style="color:red;">{ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ}</span> ( التوبة:54).. وللشيطان مقدسون.. وللشهوات ساجدون.. وإلى الأنجاس مهاجرون.. وبالرذائل متزينون.. وبالفجور متلبسون.. وللفحشاء ناشرون.. وبكل فحش قائلون.. ولمبدأ الرياء سالكون.. وللأسرار خائنون.. وللحرام آكلون.. وعن الحلال راغبون.. وللأوساخ هم شاربون.. وعن الهدى مائلون.. وللصدق رافضون.. وللكذب راكضون.. وللحق معاندون.. والذين هم عن التذكرة معرضون.. وبيوم الدين يكذبون.. و <span style="color:red;">{ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}</span> (غافر:63 ).. ويخوضون مع الخائضين.. وللدنيا هم يعرشون.. وعن الآخرة هم غاوون.. وإذا مسهم الشر فهم جزعون.. وإذا مسهم الخير فهم مانعون.. ولا يحبون الناصحين.. و <span style="color:red;">{ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}</span> (البقرة:15).. <span style="color:red;">{ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}</span> (آل عمران:75، 78).. <span style="color:red;">{ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}</span> ( الأعراف:17).. <span style="color:red;">{ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }</span> (الزخرف:37 ).. <span style="color:red;">{ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}</span> (الزمر:22 ).. <span style="color:red;">{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ}</span> (المنافقون:3 ) .. <span style="color:red;">{ أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}</span> (يونس: 8 ).. <span style="color:red;">{ وأُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}</span> (البقرة:217 ـ آل عمران:116 ـ الرعد:5 ).. <span style="color:red;">{ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}</span> (الزخرف:75)..ذلك لأنهم <span style="color:red;">{ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ }</span> (الأعراف:45 ).. <span style="color:red;">{ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }</span> ( الأعراف:53) <span style="color:red;">{ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}</span> (الحشر:19 )..<br /><span style="color:blue;">قوم نصيحتهم غشٌّ وحبُّهم<br />بغض ونفعهم ـ إن صرَّفوا ـ ضرر<br />يميَّز البغض في الألفاظ إن نطقوا<br />ويعرف الحقد في الألحاظ إن نظروا<br /></span>اعتقد أنكم قد عرفتم من يكونون؟!!!<br /><span style="color:blue;">يا مدمن اللذات ناس غدرها<br />اذكر تهجم هادم اللذات<br />احذر مكايده فهن كوامن<br />في كرك الأنفاس واللحظات<br />تمضي حلاوة ما احتقبت وبعده<br />تبقى عليك مرارة التبعات<br />يا حسرة العاصين يوم معادهم<br />ولو أنهم سيقوا إلى الجنات<br />لو لم يكن إلا الحياء من الذي<br />ستر الذنوب لأكثروا الحسرات</span></span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-85193517075495953332009-09-15T06:47:00.000-07:002009-09-15T06:48:50.304-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( هل عرفتم من هؤلاء القوم؟!)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size:180%;"><span style="">هم قوم مبصرون.. وعن الأخلاق منافحون.. وعلى القيم محافظون.. وبالفضيلة متمسكون.. وللحياء مجاهدون.. وللمروءة والشهامة سالكون.. وعن الدنيا راغبون.. وللآخرة راجون.. ولله ساجدون.. وعن محارم الله مدافعون.. وبطاعته مهتدون.. وعن معصيته هاربون.. والشيطان يلعنون.. والخير مخاوون.. وعن الشر مبتعدون.. وعن الملذات راغبون.. ومن الهوى والنفس فارون.. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}</span> (المؤمنون:5 ـ المعراج :29 ).. وعن الكبائر منتهون.. وللقرآن الكريم مطبقون.. ولشرع الله منتهجون.. ومن هدي المصطفى مقتبسون.. ولوحدة الصف يدعون.. وفي الطريق القويم ماضون.. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}</span> (الشورى:37 ).. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ }</span> (الشورى :39 ).. و <span style="color: red;">{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}</span> (المؤمنون:2 ).. {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} (المؤمنون:4 ).. وعن البذاءة صائمون.. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }</span> (المؤمنون :8 ـ المعارج 32 ).. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ}</span> ( المعارج :33) والذين هم لوعودهم موفون.... وبالأمر بالمعروف موصوفون.. وبالنهي عن للمنكر متسمون.. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }</span> (المؤمنون:3 ) .. ومن الغيبة والنميمة متأففين.. وفي أعراض الناس لا يخوضون.. وعند الإساءة هم يغفرون.. وفي الأرض هم مصلحون.. ولأعوان الشر محاربون.. ولأعوان الخير مصاحبون.. و <span style="color: red;">{ قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}</span> (الذاريات:17 ).. <span style="color: red;">{ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}</span> (الذاريات:18 ).. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}</span> ( المعارج:24، 25).. والذين هم عن الشهوات ناكبون.. ومن الأنجاس متقززون.. وعن الرذائل متعففون.. ومن الفجور راكضون.. وللفحشاء مفارقون.. ومن كل فحش مطهرون.. ولمبدأ الرياء هاجرون.. وللأسرار كاتمون.. وللحلال آكلون.. وعن الحرام راغبون.. وعن الأوساخ هم معرضون.. وبالصدق هم موسومون.. وللكذب رافضون.. وللحق مسايرون.. وللدنيا هم مودعون.. وللآخرة هم عاملون.. وإذا مسهم الشر فهم صابرون.. وإذا مسهم الخير فهم شاكرون.. ويحبون الناصحين.. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ}</span> (المعارج:27 ).. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ }</span> (المؤمنون:58 ).. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ}</span> (المؤمنون:59 ).. <span style="color: red;">{ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ}</span> ( المعارج:26).. <span style="color: red;">{ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}</span> ( المؤمنون:61).. <span style="color: red;">{ أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ}</span> (المؤمنون:10 ).. <span style="color: red;">{ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}</span> (المؤمنون:11 )..<br /><span style="color: blue;">هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا<br />أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا<br />بهاليل في الإسلام سادوا ولم يكن<br />لأولهم يوم المعارك أول<br /></span>اعتقد أنكم قد عرفتم من يكونون؟!!!<br /><span style="color: blue;">إن لله عباداً فطنا<br />تركوا الدُّنيا وخافوا الفتنا<br />نظروا فيها فلما علموا<br />أنها ليست لحيٍّ وطنا<br />جعلوها لجَّة واتخذوا<br />صالح الأعمال فيها سفنا</span></span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-79516604528188512152009-09-15T06:46:00.000-07:002009-09-15T06:47:03.461-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( أسلوب الإسقاط)<div dir="rtl" style="text-align: right;"><span style="font-size: 180%;">نجد من بعض الناس.. من ينتقد الآخرين.. سواء كان هذا الانتقاد.. في الأسلوب.. أو في التعامل.. أو في طريقة التفكير.. أو في الهيئة.. أو في اللباس.. أو في الأكل.. أو في أسلوب الحوار.. أو في أسلوب المناقشة.. أو في المنهج الذي يسلكه ذلك الشخص.. ليرفع بهذا نفسه.. وليعظم قدرها.. كأنه خالي من العيوب.. وكأنه الوحيد الذي يفكر.. والوحيد الذي يمكن أن ينصح.. والوحيد الذي يجب أن يعتد بكلامه.. والوحيد الذي يجب أن يسمع قوله.. والوحيد الذي يجب أن يتبع رأيه.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذراً أمثال هؤلاء : <span style="color: red;"><< ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه>></span> (المعجم الأوسط :ج6 ص47)..<br /><span style="color: purple;">متى يهديك عقلك وهو غَفْلٌ<br />إذا حسناته أضحت خطايا<br /></span> فأنساه الغرور.. والاعتداد بالنفس.. أصله ومآله.. ولم يعلم هذا المأفون.. أن كل بني آدم خطاء.. وأنه ليس العيب أن تخطأ.. ولكن العيب أن تستمر في الخطأ..<br /><span style="color: purple;">ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها<br />كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه<br /></span> ويسمى هذا الإسلوب في التربية.. <span style="color: darkred;">"بأسلوب الإسقاط"</span>.. أي أن تسقط غيرك.. لكي تظهر أنت.. وتبرز أمام الناس والمجتمع.. أو بمعنى أوضح : إسقاط عيوب الإنسان على غيره.. لينفي عن نفسه النقص .. ويتهم به غيره مع أنه متحقق فيه.. ويفعل هذا.. بعض الناس.. من أهل الظهور.. وحب الشهرة.. وأهل الريا والسمعة.. والذين خلوا من الإيمان.. وانسلخوا من الإسلام.. وغرهم الشيطان وأمناهم.. وانساخوا وراء الأوهام.. واتبعوا النفس والهوى والأحلام..<br /><span style="color: purple;">وآفة العقل الهوى فمن علا<br />على هواه عقله فقد نجا<br /></span> ولم يعلم هؤلاء القوم.. بأن الشهرة ليست هي المقياس لأعمال الرجال.. كما أن الشكل ليس مقياساً لفصاحة الرجل وأدبه.. واللباس ليس مقياساً للغنى والجاه.. فكم من أعمال عظيمة وجليلة لم يعرف أصحابها!!.. وكم من أعمال حقيرة ودنيئة لمع اسم أصحابها.. فالشهرة ليست دليلاً على عظمة العمل.. وليست دليلاً على قوة شخصية الرجل.. ولكني في نهاية المطاف أقول :<br /><span style="color: purple;">على قدر أهل العزم تأتي العزائم<br />وتأتي على قدر الكرام المكارم<br />وتعظم في عين الصغير صغارها<br />وتصغر في عين العظيم العظائم</span></span></div>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-1909565751518992680.post-18591281239748982322009-09-15T06:40:00.000-07:002009-09-15T06:45:51.208-07:00حدائق ذات أفنان ج1 ( طرق أخرى للدعوة)<span style="font-size:130%;"><span style="font-size: 180%;"> <span style="color: RoyalBlue;">كتبت زوجتي يوماً مقالاً.. تتحدث فيه عن طرق وأساليب للدعوة.. فذكرت في حديثها وهي تذّكر بنات جنسها.. أن للدعوة طرقاً وأساليب.. تستدعي انتباه اللبيب.. وحرص الأريب.. وهي تستجد حسب ما يطرأ من تقدم وتطور.. ويمكن أن نستنبطها من حياتنا اليومية.. حيث قالت في بداية حديثها:</span><br /> "اعلمي أن الدعوة إلى الله مسؤوليتك.. كما هي مسؤولية الرجل.. فهي إذن مسؤولية مشتركة بينكما..<br /> واعلمي أن للدعوة طرقاً عدة فهي لا تتوقف على طريقة واحدة أو أسلوب واحد.. فلا تضيقي على نفسكِ الخناق..<br />واعلمي أيضاً.. أن طريق الدعوة ليس بالطريق السهل المفروش بالرياحين والورود وإنما هو طريق مليء بالأشواك.. فعليكِ أن تتحلي بالصبر وتحمل المشاق وإخلاص النية لله تعالى.. وتأكدي أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. يقول تعالى:<span style="color: Red;">{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}</span> (النحل : 97)..<br /><span style="color: Blue;">فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه<br />تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى<br /></span> وهنا أعجبتني كلمات للإمام حسن البنا حيث قال : <span style="color: Green;">"الفلاح الذي يزرع القطن يعرف أن الثمار تحتاج إلى ستة شهور.. وهل ينتظر ستة شهور بلا عمل؟!.. لا.. إنه يزرع حول القطن طماطم.. خياراً.. ذرة.. فجلاً.. حتى يأتي وقت حصاد القطن.. نحن إذن في حاجة إلى أن نؤدي حق الدعوة في العمل المتواصل في كل ميدان"</span>..<br />إذن ليست الدعوة جانباً واحداً.. فمن يعجزه العمل في ميدان.. فهناك ميادين كثيرة في حاجة إليه..<br />وفي هذا المقام.. أحببت أن أذكركِ بإحدى الطرق الحديثة.. حيث رأيت أنها من الممكن أن تكون من طرق الدعوة .. بدلاً من استغلالها فيما لا ينفع.. وهذه الطريقة.. هي خاصية الرسائل <span style="color: Green;">(Messages )</span> .. وهذه الخاصية.. موجودة في الهواتف المحمولة.. وهي منتشرة بكثرة .. بين الرجال والنساء.. وبين الصغار والكبار..<br /><span style="color: Blue;">ازرع جميلاً ولو في غير موضعه<br />فلا يضيع جميلاً أينما زرعا<br />إن الجميل وإن طال الزمان به<br />فليس يحصده إلا الذي زرعا<br /></span> لكن منهم من قد يسيء استخدامها ..<br /> فمنهم من يستخدمها في الغيبة والنميمة.. وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة والنميمة.. حيث قال: <span style="color: Red;"><<لا يدخل الجنة نمام>></span> (صحيح مسلم[105] ج1 ص101).. وعن البراء قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في بيوتها أو قال في خدورها فقال :<span style="color: Red;"><< يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته>></span> (مجمع الزوائد ج8 ص93).. وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : <span style="color: Red;"><<... وأيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء سبه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بانفاذ ما قال>></span>.. وفي رواية عن أبي الدرداء أيضاً.. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :<span style="color: Red;"><< من ذكر امرءا بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال فيه>></span>(مجمع الزوائد ج4 ص201)..<br /><span style="color: Blue;">فكيف تعيب الناس في هفواتهم<br />وعيبك مستعص عليك علاجه<br />فمن سكن البيت الزجاجي واعتدى<br />تصدع بعد الاعتداء زجاجه<br /></span> ومنهم من يستخدم الرسائل في المزاح.. الذي لا يخلو من الكذب.. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك.. حيث قال : <span style="color: Red;"><< ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له>></span> (سنن الدرامي[2702] ج2 ص382).. وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :<span style="color: Red;"><< إن الرجل ليحدث بالحديث ما يريد به سوء إلا ليضحك به القوم فيجر به أبعد من السماء>></span> (مجمع الزوائد ج8 ص89).. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال:<span style="color: MediumTurquoise;">" ثلاث من كن فيه يجد بهن حلاوة الإيمان ترك المراء في الحق والكذب في المزاح ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه"</span>(مجمع الزوائد ج1 ص55)..<br /><span style="color: Blue;">إياك وكثرة المزاح<br />فإنه يفضي إلى التلاحي<br />فشره لا شك لا يحال<br />وخيره قد قيل لا ينال<br /></span> وأشياء أخرى تفضي إلى معصية الله.. وتستوجب عقابه.. أنا لا أقول أن تضيقي على نفسك الخناق.. فالترويح عن القلوب مطلوب.. بعد العناء والتعب.. والجهد والنصب.. فتميل النفوس إلى التجديد والتنويع.. واللهو المباح والترويح.. دفعاً للكآبة.. ورفعاً للسآمة.. ولكن بضوابط.. فلا يفضي إلى معصية.. وقد قيل: " إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم" .. وقيل : <span style="color: MediumTurquoise;">" روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلب إذا أكره عمي"</span> .. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لحنظلة : <span style="color: Red;"><< ولكن يا حنظلة ساعة ساعة وساعة وساعة>></span> (سنن الترمذي [2514] ج4 ص666)..<br /><span style="color: Blue;">إن لله عباداً فطنا<br />تركوا الدنيا وخافوا الفتنا<br />نظروا فيها فلما علموا<br />أنها ليست لحي وطنا<br />جعلوها لجة واتخذوا<br />صالح الأعمال فيها سفنا<br /></span> فبإمكانكِ أختي الحبيبة.. أن تستغلي هذه الرسائل.. الاستغلال الأمثل.. ومن ذلك : كأن تذكري أختاً لك في الله.. بصيام يوم الاثنين والخميس.. ويوم عرفه والست من شوال.. والتذكير بفضل يوم الجمعة.. أو ترسلي لها كلمة.. معلومة.. حكمة.. دعاء.. آية.. أو حديث شريف.. والكثير الكثير من الأشياء.. والتي لا تعد ولا تحصى.. وإنما ذكرت هذه الأشياء.. على سبيل المثال فقط.. لا على سبيل الحصر..<br /><span style="color: Blue;">قف دون رأيك في الحياة مجاهداً<br />إن الحياة عقيدة وجهاد<br /></span> فذلك يجعلك تكسبين الأجر والثواب.. فقد تكون في غفلة.. أو تناست هذه الأمور.. وبحاجة إلى من يذكرها.. ويأخذ بيدها إلى بر الأمان.. ويذكرها بالله.. والثواب الذي أعده للطائعين.. والعقـاب الذي أعده للعصـاة والمعاندين .. وتجـد في رسائلك السلوى.. والراحة والطمأنينة .. ولعل الله يهدي على يديكِ الكثير من أخواتكِ.. ممن هن بحاجة إليكِ .. فلا تبخلي عليهن بكلمة.. والتي قد لا تتجاوز أحياناً سطراً واحداً..<br /><span style="color: Blue;">لا تنظرن إلى زهيد هدية<br />بل فانظرن لقلب من أهداها<br /></span> فلا تنسي أخية.. أن لك أخواتٍ بحاجة إليكِ.. فشمري عن ساعد الجد.. ولتسعي إلى قلوبهن.. بالتلاطف معهن.. ولتعملي على جمع القلوب المتنافرة.. بالكلمة الطيبة.. فالإسلام ذوق.. وأحاسيس ومشاعر.. فهذا الدين.. يتعامل مع القلوب.. والأرواح والأنفس.. فلم يبدأ باستعمال العضلات.. ولا باستخدام خشونة الكلمات.. ولا بالتصدي والتحدي.. ولكن بدأ بالكلمة الطيبة.. والنظرة الحانية.. <span style="color: Red;">{ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}</span> (البقرة: 83).. وقد وصف الله سبحانه وتعالى رسول الرحمة بقوله: <span style="color: Red;">{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }</span> (آل عمران: 159).. ويقول له: <span style="color: Red;">{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}</span> (الأعراف: 199)..<br /><span style="color: Blue;">الرفق يمن والأناة سعادة<br />والطيش أقبح بالرجال وأخرق<br />لو سار ألف مدجج في حاجة<br />لم يقضها إلا الذي يترفق<br /></span> واعلمي أخية.. إن الذين يعيشون بلا حركة دعوية.. ولا هدف مرسوم في الحياة.. هم في الحقيقة..<span style="color: Red;">{ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}</span> (النحل: 21).. فهم لا يعطون.. ولا يثمرون.. ولا ينتجون.. ويكونون عالة على المجتمع" <span style="color: Green;">انتهى..</span><br /><span style="color: Blue;">من الناس ميت وهو حي بذكره<br />وحي سليم وهو في الناس ميت<br /></span></span><br />*******************************<br /><span style="font-size: 180%;"><span style="color: blue;">من الناس ميت وهو حي بذكره<br />وحي سليم وهو في الناس ميت</span><br />نعم.. الذين يعيشون في الحياة.. بلا حركة دعوية.. ولا لهم هدف مرسوم.. يسيرون على إثره.. وينطلقون منه.. هم مجرد أجساد بلا أرواح.. وأجسام بلا عقول.. وإن كانوا يدبون في هذه الحياة.. ويرتشفون من جيدها ورديئها.. وينامون وينهضون.. ويأكلون ويشربون.. ويمشون ويجلسون.. ويتزوجون ويلدون.. إلا أنهم رغم حياتهم هذه.. أموات!!.. ولا يشعرون بموتهم.. فموت الضمير.. لا يتطلب بالضرورة موت الجسد.. وموت الضمير.. أشد خطراً.. وأكثر ضرراَ.. من موت الجسد..<br /><span style="color: blue;">رأيت الذنوب تميت القلوب<br />وقد يورث الذل إدمانها<br />وترك الذنوب حياة القلوب<br />وخير لنفسك عصيانها<br /></span> للدعوة ـ وكما يعلم البعض ـ طرق كثيرة.. لا تعد ولا تحصى.. للذين أعطوا فكراً ألمعياً.. وعقلاً راجحاً.. وفطراً سليمة.. وللذين أخلصوا النية في سريرتهم وعلانيتهم لله سبحانه وتعالى.. ولم يشركوا معه أحداً.. إني أقف معكم.. وقفة تأمل.. في الحديث الشريف الذي أسوقه إليكم.. والذي رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ .. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : <span style="color: red;"><< حق المسلـم على المسلـم سـت >></span> قيل : ما هُنَّ يا رسـول الله ؟ قال : <span style="color: red;"><<إذا لقيته فسلِّم عليه.. وإذا دعاك فأجبه.. وإذا استنصحك فانصح له.. وإذا عطس فحمد الله فَشَمِّتْه.. وإذا مرض فَعُدْه.. وإذا مات فاتبعه >></span> (صحيح مسلم [2162] ج4 ص 1705)..<br /><span style="color: blue;">فكم زالت رياض من رباها<br />وكم بادت نخيل في البوادي<br />ولكن نخلة الإسلام تنمو<br />على مر العواصف والعوادي<br />ومجدك في حمى الإسلام باق<br />بقاء الشمس والسبع الشداد<br /></span> فلو تأملنا وتمعنا في هذا الحديث الشريف.. لاستنبطنا عدة طرق للدعوة إلى الله.. وموصلة إلى قلوب وعقول الناس.. وكل طريق قد تكون مرتبطة بأختها.. لا تنفك عنها.. فهذا الحديث.. وكما نستشف من قراءته.. أنه يساعد على توثيق عرى الارتباط والاتحاد في المجتمع الإسلامي.. وتمكين أواصر المودة والإخاء بين المسلمين.. ونشر الأمن والسلام في ربوع البلاد الإسلامية.. وما يستشف أيضاً من الحديث الشريف.. أن الإسلام جعل للمسلم حقوقاً على أخيه المسلم..<br /><span style="color: blue;">من حق مسلم على أخيه<br />يسلمن عليه إن لقيه<br />والخلف في التسليم قيل يجب<br />وقيل سنة إليها يندب<br />وهكذا تشميته إن عطسا<br />وهو الدعا بالخير مع دفع الأسى<br />وذاك أن بذكر باريه أتى<br />أولاً فلا يلزم أن يشمتا<br />كذا يجيبه إذا دعاه<br />لطاعة أو لمباح جاه<br />وفي حقوق المسلمين قد أتت<br />جملة أخبار لنا قد ثبتت<br />دلت على تعظيمهم في الحق<br />وحرمة الأذى لهم والعق<br /></span> هذه الحقوق.. كفيلة بأن تنشر ـ وكما قلنا سابقاًـ الأمن والسلام والمحبة بين الناس.. وتزيل من نفوسهم سخائم الحقد والكره والبغضاء.. لما تحمله في طياتها من تقدير واحترام للإنسان.. ولما تنطوي عليه من المشاركة في السراء والضراء.. وفي الأفراح والأحزان.. <span style="color: red;"><< المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره>></span> (صحيح مسلم [2564] ج4 ص1986) .<br /><span style="color: blue;">إذا شئت أن تدعى كريماً مكرَّماً<br />أديباً ظريفاً عاقلاً ماجداً حرا<br />إذا ما أتت من صاحب لك زلة<br />فكن أنت محتالاً لزَّلته عذرا<br />غنى النفس ما يكفيك من سدِّ خلَّه<br />فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا<br /></span> <br /><span style="color: DarkRed;">** فإلقاء السلام عند المقابلة..</span> والتصافح والسؤال عن الأحوال.. يولد في النفوس الحب.. ويلغي الغل والحقد والحسد من القلوب.. عن عطاء بن عبد الله الخراساني قال: قال صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><< تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء >></span> (نصب الراية ج4 ص121) ..<br /><span style="color: blue;">وحي من لقيت بالسلام<br />فإنه تحية الإسلام<br /></span> وإفشاء السلام ورده.. إن دل على شيء.. فإنما يدل على تواضع المسلم.. وحبه للناس.. وتمسكه بالدين.. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال : <span style="color: red;"><< تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف >></span>(صحيح مسلم [39] ج1 ص65) ..<br /><span style="color: blue;">حق على المسلم أن يسلما<br />على أخيه قبل أن يكلما<br />وهي تحية أتى الإسلام<br />بها فلا يخلفها كلام<br />فليس يغني عنه قد مساكا<br />ربي يخير أو بنحو ذاكا<br />فإنها محدثة والخير في<br />ما قد أتى عن النبي الرائف<br /></span> وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><<لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم >></span>(صحيح مسلم [54] ج1 ص74).. ورد التحية بأحسن منها.. تدل على التعبير الصادق على الحب.. وعلى الإقتداء بالآداب التي شرعها الله تعالى.. <span style="color: red;">{ وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }</span> (النساء: 86)..<br /><span style="color: blue;">أهدي إليكم على نأي تحيته<br />حيوا بأحسن منها أو فردُّها<br /></span> ويستطيع هذا الشخص.. بعد ذلك.. بإسلوبه الجميل.. أن يؤثر في الناس.. بالكيفية التي يريدها .. فيتقبلوا منه ما رفضوه من غيره.. ويقتنعوا بفكره رغم إنهم قد حاربوا نفس الفكرة التي جاء بها غيره.. <span style="color: red;">{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }</span> (فصلت: 34).. فإفشاء السلام.. والكلام الطيب.. وسيلة من وسائل الدعوة.. ينتفع من يعمـل بها.. ويستفيد منها من يخلص سريرته لله..<br /><span style="color: blue;">وأبخل الناس فتى قد بخلا<br />على أخيه بسلام بذلا<br /><br /></span> <span style="color: DarkRed;">** أما إجابة الدعوة..</span> في الولائم والأعراس.. فإجابة الدعوة كرم أخلاقي نبيل.. ينم عن التواضع والتقدير.. وقد كانت من صفات النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله.. إجابة الدعوة وحضور الولائم.. وقد أمر الصحابة الكرام بفعل ذلك.. وجعل قبول الدعوة والاستجابة لها سنة متبعة لكل من آمن به.. في كل وقت وآن.. وقد وصف جرير بن عبدالله رضي الله عنه.. رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :<span style="color: yellowgreen;">" كان يجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر"</span>.. شريطة خلوها من اللهو والمجون.. ومن معازف ومزامير الشيطان.. ومن الفساد والعربدة.. ومن المحرمات والمنكرات.. ومن الاختلاط والتفسخ..<br /><span style="color: blue;">مجالسة السفيه سفاه رأي<br />ومن عقل مجالسة الحكيم<br />فإنك والقرين معاً سواء<br />كما قُدَّ الأديم من الأديم<br /></span> ولا يشترط في الدعوة.. أن تكون الوليمة فاخرة.. حتى يضطر صاحبها إلى التكلف والإسراف.. بل يحبذ أن لا تكون مكلفة.. وفيها من البساطة ما لا يحرج المدعوين.. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <span style="color: red;"><< لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت >></span> (صحيح البخاري [2429] ج2 ص908) ولقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أتباعه.. بحضور الولائم وإجابة الدعوة إذا ما دعوا.. حيث قال : <span style="color: red;"><< إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها >></span> (المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم [3383] ج4 ص98)..<br /><span style="color: blue;">كذا يجيبه إذا دعاه<br />لطاعة أو لمباح جاه<br /></span> لأن الداعي للوليمة أو العرس.. يعتبر إجابة دعوته تكريماً وتقديراً له.. فيسعد بتلبية دعوته.. ويفرح بمشاركته في أفراحه.. التي أسعده الله بها..<br />فإجابة الدعوة.. تزيد من ترابط المسلمين وتعاونهم.. وتزيد من اتحادهم وإخائهم.. ومن الممكن أن يتقبل هذا الداعي النصح والإرشاد.. إذا ما بدر ما يخالف الشرع.. أو عمل عملاً يخالف هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.. من دون أن يتكبر الداعي أو يعارض.. احتراماً وإكراماً للضيف القادم.. وبهذا.. يستطيع الداعية الفطن.. بإسلوبه السلس.. وبكلماته العذبه الرقيقة.. أن يؤثر في القوم.. ولا ينفر منه أحد.. ويخرج الجميع من الوليمة فرحين مسرورين.. لم تكدرهم ملاحظة فلان.. ولا رفض فلان.. لأنهم سيعلمون أن ذلك هو الصواب.. وأن ما فعل كان خطأ وزلة.. فإجابة الدعوة في الولائم والأفراح.. تعتبر وسيلة أخرى من وسائل الدعوة إلى الله.. ينجح من يستغلها على أكمل وجه.. وعليه أن يأخذ في عين الاعتبار.. الفرصة السانحة.. والوقت المناسب.. والمكان الصحيح..<br /><span style="color: Purple;">من يفعل الخير لا يعدم جوازيه<br />لا يذهب العرف بين الله والناس</span><br /><br /><span style="color: DarkRed;">** أما إسـداء النصيحـة لطالبها..</span> والإخـلاص فيها.. من سنن المرسلين.. والنصيحة وكما يعلم الجميع تكون في أغلب الأحيان مرة صعبة الاستساغة.. لا يقبلها إلا أولو العزم والمخلصون.. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : <span style="color: yellowgreen;">" رحم الله عبداً أهدى إليَّ عيوبي"</span>.. والنصيحة أمر حببه الإسلام.. وحض عليه.. بل رغب فيه.. وأمر به.. وقد قال الله تعالى حكاية عن وعن نوح عليه السلام قوله : <span style="color: red;">{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }</span> (الأعراف: 62).. وعن هود عليه السلام قوله :<span style="color: red;">{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }</span> (الأعراف:68).. وعن صالح عليه السلام: <span style="color: red;">{ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}</span> (الأعراف: 79) وعن شعيب عليه السلام : <span style="color: red;">{ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ }</span> (الأعراف:93).. وعن مؤمن آل فرعون: <span style="color: red;">{ وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ }</span> (القصص:20)..<br /><span style="color: blue;">نصيحة ملؤها الإخلاص صادقة<br />والنُّصح خالصة دين وإيمان<br /></span> طبعاً لا تكون النصيحة لها تأثير.. إلا إذا كان الناصح مطبقاً لما ينصح به.. سالكاً منهج القرآن.. عاملاً بأحكامه.. منتهياً عن محرماته.. حتى تقبل منه النصيحة.. وحتى يدرأ عن نفسه اللمز والهمز والقيل والقال.. والواجب على من يسدي النصيحة.. ألا يداهن أو يجامل ولا يتحيز إلى فئة.. لأن النصيحة دين.. والدين لا مجاملة فيه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :<span style="color: red;"><< الدين النصيحة ، ثلاث مرات>></span>.. قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال : <span style="color: red;"><<لله ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين أو للمؤمنين وعامتهم >></span> (صحيح ابن حبان [4574] ج10 ص435)..<br /><span style="color: blue;">وفي رواية أتت صحيحة<br />إن تمام ديننا النصيحة<br />تنصح لله بأن تطيعه<br />والمصطفى بأن تكن سميعه<br />ولأئمة الهدى أن تتبعا<br />رشدهم وتنصحن وتسمعا<br />وباقي المسلمين تنصحنا<br />فلا تغشهم وتخدعنا<br />فلأخي الدين تحب ما تحب<br />للنفس هذا منتهى النصح حسب<br />وكل ما قد أحسن النصيحة<br />نجا بها من تهمة قبيحة<br />إن دخل الرفق بشيء زانه<br />والحمق ما يدخل إلا شانه<br />وإنه قد جاء في النصيحة<br />في ملأ الناس من الفضيحة<br />وإن أردت يا أخي نصحا<br />لأحد فاجعل لذاك فسحا<br />إياك أن تسمع قول الأعدا<br />فما العدو قط نصحا أبدا<br />لكن أولئك الرجال الصلحا<br />يأتون في الأعمال ما قد صلحا<br />ويتركون كل ما نهاهم<br />عن ارتكاب فعله مولاهم<br />فكن بهم يا ذا النهي مقتديا<br />وبالهدى من فعلهم معتديا<br /></span> وقوله صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><< للمسلم على أخيه المسلم ست خصال واجبة فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقا واجباً ـ ومنها ـ وإذا استنصحه أن ينصحه>></span> (مجمع الزوائد ج8 ص184) .. وقوله صلى الله عليه وسلم <span style="color: red;"><< المستشار مؤتمن >></span> (الأحاديث المختارة [280] ج9 ص319).. وقوله صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><< ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه >></span> ( المستدرك على الصحيحين [350] ج1 ص184)..<br /><span style="color: blue;">إذا ما نهاك امرؤ ناصح<br />عن الفحشاء انزجر وانته</span><br />وبهذا إذا رأى المنصوح الصدق في النصيحة.. والإخلاص في النصح.. فإنه سيتأثر بالنصيحة.. ويتقبل منه كل ما يقوله.. دون أن يعترض أو يتكبر.. لأنه يعلم في قرارة نفسه.. أن هذا الناصح لا يريد إلا مصلحته.. والنصيحة الصادقة.. أسلوب من أساليب الدعوة إلى الله.. فهي إذا كانت صادقة فإنها تحبب القلوب.. وتذيب الأحقاد.. وتزيل سخائم الصدور..<br /><span style="color: blue;">تعمدني بنصحك في انفرادي<br />وجنبني النصيحة في الجماعة<br />فإن النصح بين الناس نوع<br />من التوبيخ لا أرضى استماعه<br />وإن خالفتني وعصيت قولي<br />فلا تجزع إذا لم تعط طاعة<br /></span> <br /><span style="color: DarkRed;">** أما تشميت العاطس..</span> فهي نوع من الأفعال.. والتي تحبب القلوب.. وتزيل سخائم الأحقاد.. فإذا عطس المسلم.. فحمد الله بعد عطاسه.. فيرد عليه من يجاوره بقوله :<span style="color: yellowgreen;"> " يرحمك الله "</span>.. أي يبعد عنك الأذى.. أو يجعل قلبك طاهراً من الشماتة في خلق الله.. فيرد عليه العاطس بقوله : <span style="color: yellowgreen;">"يهديكم الله ويصلح بالكم "</span>.. داعياً له بالهداية والفلاح.. ولا شك أن هذا العمل بين العاطس والمشمت.. من المجاملات الإسلامية الكريمة.. ومن الأخلاق الرفيعة التي حض عليها الإسلام.. حيث تدعو لأخيك بالرحمة.. وترجو أن يصرف الله عنه ما يضر نفسه أو بدنه.. فيكونان جواً من التآلف والتراحم والتعاطف.. وهذه طريقة أخـرى من طرق الدعـوة إلى الله.. يستفيد من يحسن استغلالها..<br /><span style="color: blue;">وهكذا تشميته إن عطسا<br />وهو الدعا بالخير مع دفع الأسى<br />وذاك أن بذكر باريه أتى<br />أولاً فلا يلزم أن يشمتا<br /></span> <br /><span style="color: DarkRed;">** أما عيادة المرضى وزيارتهم..</span> فيعتبر سلوك إسلامي حميد.. يتمثل في زيارتهم في موقع مرضهم للتخفيف من آلامهم.. ورفع معنوياتهم.. والدعاء لهم بتجاوز المحنة.. ومواساتهم الرقيقة واللطيفة.. ونصحهم بالصبر على ما ابتلاهم به ربهم..<br /><span style="color: blue;">يا نائماً فوق السرير ممرضاً<br />مرت على آلامه أعوام<br />أبشر فإن الله زادك رفعة<br />في كل مكروه أتى إكرام<br /></span> فعيادة المرضى.. من أعظم الأعمال التي يؤجر عليها المسلم.. ومن أفضل الطرق لاستمالة القلوب.. وإزالة الأحقاد.. لأن هذه الزيارة.. تنبئ عن خالص المحبة والتقدير للمريض.. ولأن المريض يكون في تلك الحالة.. محبطاً نفسياً.. ويحتاج إلى من يرفع له معنوياته.. ويخفف عنه آلامه.. ويبعث في نفسه السرور والرضى.. ويغرس فيه الأمل.. وعندما يرى المريض من الزائر هذا العطف.. وهذه الرحمة.. يحن قلبه.. وتهدئ نفسه.. ويراجع عقله إذا كان على خطأ.. فيعلم بعد تفكير عميق أنه كان على خطأ.. فيرجع إلى الصواب.. ويعود إلى الحق.. ويقبل النصح..<br /><span style="color: blue;">مرض الحبيب فزرته<br />فمرضت من خوفي عليه<br />وأتى الحبيب يزورني<br />فشفيت من نظري إليه<br /></span> وزيارة المرضى.. تنشر في المجتمع التراحم والتعاطف.. وقد كان رسول الله .. يعود المرضى.. غنيهم وفقيرهم.. سيدهم وعبدهم.. مسلمهم وكافرهم.. وتعتبر هذه الطريقة.. من الطرق الناجعة.. في إصلاح كثير من العصاة.. وفي رأب الصدع.. وفي لم الشمل.. لمن عرف الترياق السليم للمرض.. فزيارة المرضى.. لها أثر في نفوس المرضى.. وإن كانوا لا يدينون بالإسلام.. وقد أسلم على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كثير من الناس.. عند عيادته لهم.. وأذكر حادثتين تدلان على ذلك :<br /> <span style="color: mediumturquoise;">الحادثة الأولى :</span> عيادة النبي صلى الله عليه وسلم لجاره اليهودي.. الذي كان يؤذيه.. بوضع الشوك في طريقه.. فلما مرض.. عاده عليه السلام.. ففكر اليهودي وظن في نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء لينتقم منه.. مستغلاً مرضه.. ولكن عندما تأكد من مغزى الزيارة.. وغاياتها السامية.. أسلم..<br /> <span style="color: mediumturquoise;">الحادثة الثانية :</span> يرويها أنس بن مالك رضي الله عنه.. قائلاً : أن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : <span style="color: red;"><< اذهبوا بنا إليه نعوده>></span> فأتوه.. وأبوه قاعد على رأسه.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><< قل لا إله إلا الله أشفع لك بها يوم القيامة>></span>.. فجعل الغلام ينظر إلى أبيه.. فقال له أبوه : انظر ما يقول لك أبو القاسم.. فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <span style="color: red;"><< الحمد الله الذي أنقذه من نار جهنم>></span> (صحيح ابن حبان [2960] ج7 ص227).. فزيارة المرضى.. من الأساليب الجيدة والناجعة في الدعوة إلى الله..<br /><span style="color: blue;">وقد روى في خبر من زارا<br />أخاه في الله احتساباً سارا<br />أو كان قد عاد مريضاً مدنفا<br />يبغي رضا الله وقصدا للوفا<br />ناداه ثم ملك من السما<br />طبت وطاب مشيك الذي نما<br />وقد تبوأت من الجنان<br />في الغرفات منزل اللذات<br />وجاء في زيارة الأخوان<br />والعلماء والقريب الداني<br />جملة أخبار من الآثار<br />قد رغبت من ذاك في الإكثار<br />فاحرص على الخيرات يا أخيا<br />ولازم المشروع هيا هيا<br /></span> <br /><span style="color: DarkRed;">** أما المساهمة في تشييع الجنازة..</span> والسير بها إلى مثواها الأخير.. بعد تكفين الميت وتجهيزه.. والصلاة عليه.. والدعاء له بالخير.. فبرغم الأجر الكبير.. والثواب العظيم.. الذي يثاب المسلم عليه.. لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال :<span style="color: red;"><< من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط.. فإن تبعها فله قيراطان>></span>.. قيل: وما القيراطان؟ قال :<span style="color: red;"><< أصغرهما مثل أحد>></span> (صحيح مسلم ج2 ص653).. وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله : <span style="color: red;"><< من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط.. ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان>></span>.. قيل : وما القيراطان؟ قال : <span style="color: red;"><< مثل الجبلين العظيمين>></span>..(صحيح مسلم ج2 ص652)..<br /><span style="color: blue;">وإذا رأيت جنازة محمولة<br />فأعلم بأنك فوقها محمول<br /></span> فبرغم هذا الأجر العظيم.. إلا أنه كذلك يستطيع أن يستفيد من حضوره هذا.. ببيان سنة.. وإبطال بدعة.. فيضاعف له الأجر.. وكذلك عندما يحس أهل المصاب بمشاركته في أحزانهم.. ومواساته في مصابهم.. فإنه يلاقي بعد ذلك الاحترام والتقدير من تلك العائلة.. ويكسب بذلك قلوب تلك العائلة.. ويستطيع بعد بذلك.. أن يغير ما يراه على خطأ.. دون أن يتصادم مع أحد من الحضور.. إذاً.. فتشييع الجنائز.. ومشاركة أهل المصاب في أحزانهم.. يعتبر وسيلة أخرى من وسائل الدعوة إلى الله .<br /><span style="color: blue;">إني أعزيك لا أني على طمع<br />من الخلود ولكن سنة الدين<br />فما المعزَّى بباق بعد صاحبه<br />ولا المعزِّي وإن عاشا إلى حين<br /></span> فهذه بعض الطرق التي استنبطها من هذا الحديث الشريف.. وهناك طرق أخرى.. ـ وكما قلت سابقاًـ أن هناك طرقاً عديدة.. وأساليب كثيرة.. في الدعوة إلى الله.. لا يستنبطها إلا من كان مخلصاً لله سبحانه وتعالى.. عارفاً ما أمر الله به فتقيد به.. وعالماً بما نهى عنه فابتعد عنه.. والله الموفق لما فيه خير.. والحمد لله رب العالمين..<br /><span style="color: blue;">من يفعل الخير لا يعدم جوازيه<br />لا يذهب العرف بين الله والناس</span></span></span>فارس الكلمة + الجاعديhttp://www.blogger.com/profile/02941697181794061806noreply@blogger.com0