الخميس، 17 سبتمبر 2009

حدائق ذات أفنان ج1 ـ رسائل وردود ـ الرسالة :( تساؤلات واستفسارات تحتاج إلى إجابة)

الرسالة:
تساؤلات واستفسارات تحتاج إلى إجابة :

لدي هموم وأحزان.. واستفسارات وتساؤلات.. لم أجد لها إجابة.. ولم أستنبط لها الحلول.. ولم أجد لها الموضع المناسب.. الذي أبثها فيه إلا أنتِ.. لعلمي ويقيني.. بأني سأجد بغيتي.. وسأحصل على ما يريحني.. فعقلكِ الراجح سوف يُلهم الإجابة.. وفكركِ السليم سوف يستنبط الحل..
يطيـب العيـش أن تلقـى حكيمـاً
غــذاه العلـم والفـهم المصيـب
فيكشـف عنـك حيـرة كل جهـل
وفضـل العلـم يعرفــه اللبيـب
سقـام الحـرص ليـس لـه شفـاء
وداء الجهـل ليـس لـه طبيـب
متى تفتح الأبواب.. وتزال الجدران.. ويجتمع في صحن الدار كل أخوتي وأحبتي؟!!..
شباب ذللوا سبل المعالي
وما عرفوا سوى الإسلام دينا
ومتى تكسر القيود.. وتقطع السلاسل.. وتذاب القضبان.. وتلغى الحواجز.. وتمزق الفواصل؟!!..
ما الحبس إلا بيت كل مهانة
ومذلة ومكاره ما تنفد
يكفيك أن الحبس بيت لا ترى
أحداً عليه من الخلائق يحسد
ومتى أرى المسلم عزيزاً أبياً.. والإسلام عالياً خفاقاً.. والأقصى حراً طليقاً.. والظالم ضعيفاً حقيراً؟!!..
أما لله والإسلام حق
يدافع عنه شبان وشيب
ومتى أرى الابتسامة تملأ الوجوه.. والسعادة تعم النفوس.. والمحبة تسيطر على القلوب؟!!..
فلم أرى مثل الهم ضاجعة الفتى
ولا كسواد الليل أخفق طالبه
ثم كيف يتحول ذلك الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى عن باقي مخلوقاته.. إلى مسخ حيواني.. همه الوحيد.. إشباع جوعه.. في لحظة عابرة.. وشهوة عارمة.. ونزوة حيوانية بحتة؟!!.. رغم أنه
كفى زاجراً للمرء أيام دهره
تروح له بالواعظات وتغتدي
وكيف يتحول كثير من الناس.. من عبادة الرحيم البصير الجبار.. إلى عبادة الدرهم والدينار؟!!..
إذا طمع يحلُّ بقلب عبد
علته مهانة وعلاه هون
وكيف يقتل الأخ أخاه.. ويعق الابن أباه.. ويفجر الولد بأمه وذويه.. وتبيع البنت شرفها بأبخس الأثمان؟!!..
فيا موت زر إن الحياة ذميمة
ويا نفس جدي إن عيشك هازل
أم كيف يخون الزوج زوجته.. وتخون الزوجة زوجها.. وقد تعاهدا بكتاب الله.. وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟!!.. وأصبح ويا للأسف شعارهم في الحياة :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت
غويت وان ترشد غزية أرشد
أم كيف تقتل الأم وليدها وفلذة كبدها إثر نزوة حيوانية عابرة؟!.. حتى إنني..
عجبت حتى غمني السكوت
صرت كأني حائر مبهوت
وهل يا ترى يهدأ القلب بعد الثوران؟!.. أم هل تسكن الروح بعد الطوفان؟!.. أم هل تخمد الأحاسيس بعد الاشتعال؟!.. فـ
الدهر لا يبقى على حاله
لكنه يقبل أو يدبر
وهل سيصمد الجسم أمام هجمات الجراثيم ومصارعة الأمراض والأسقام؟!.. حيث
كم من عليل قد تخطاه الردى
فنجا ومات طبيبه والعوَّد
أم هل تطمئن النفس بعد الغدر والخيانة؟!.. أم هل يتحد التركيز والتفكير بعد التيه والضياع؟!.. أم هل يجتمع الأخوة على مائدة القرآن وفي رضى الرحمن؟!.. أم هل يلتقي الصحب والخلان بعد التشتت والهجران؟!..لأنه..
صوت الشعوب من الزئير مجمعٌ
فإذا تفرقت كان بعض نباح
وهل بعد الشدة من فرج؟!.. وهل بعد الكفاح من نجاح؟!.. وهل بعد الكذب من صدق؟!.. وهل بعد التكبر من تواضع؟!.. وهل بعد الرياء من حقيقة؟!.. وهل بعد الخطأ من ندم وتوبة؟!.. وهل بعد الظلم من عدل ورحمة؟!.. وهل بعد الهزيمة من فوز ونصر؟!.. وهل بعد النفاق من إيمان؟!.. وهل تعود الراحة بعد الفراق؟!.. وهل يعود النوم بعد الهجران؟!.. وهل تعود المحبة بعد التيه والضياع؟!.. وهل من حياة بعد الممات؟!.. وهل تعود الصحة بعد السقم؟!.. وهل تعود العافية بعد المرض؟!.. وهل يعود الفرح والسرور بعد الضيق والحزن؟!.. وهل تعود السعادة بعد الكآبة؟!.. وهل يعود الأمل بعد اليأس؟!.. وهل تعود القوة بعد الضعف؟!.. وهل تعود العزة بعد الذل؟!.. وهل يعود النور بعد الظلمة؟!.. وهل تعود النخوة بعد البرود؟!.. وهل بعد الغضب من سكينة؟!.. وهل بعد الكراهية من حب؟!.. وهل بعد العداوة من محبة؟!.. وهل بعد الحرب من سلم؟!.. وهل بعد الفراق من لقيا؟!..
وكيف يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
وهل يتبدل الحقد والكره إلى محبة ووئام؟!.. وهل يتبدل الغضب إلى راحة وسكينة؟!.. وهل يتبدل البغض والحسد إلى تسامح وتضحية وإيثار؟!.. وهل بعد الإساءة من إحسان؟!.. وهل بعد الكفر من توبة وغفران؟!.. وهل بعد الغي والضلال من رشد وهدى؟!.. وهل بعد الهلاك من نجاه؟!.. أم هل بعد المرض من عافية؟!.. أم هل بعد العذاب من حساب؟!.. وهل بعد الصمت من كلام؟!.. وهل بعد البكاء من سعادة؟!.. وهل بعد الحزن من فرح؟!.. وهل؟!.. وهل؟!.. فهل يا ترى؟!.. ومتى؟!!..
وما فتئ الزمان يدور حتى
مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي
وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلم كل حر
سؤال الدهر أين المسلمونا؟!!
ترى هل يرجع الماضي فإني
أذوب لذلك الماضي حنينا
إني في انتظار الإجابة.. فلا تتأخري.. فقد أعياني التفكير.. وأقض مضجعي.. والذي سيؤدي بي في نهاية المطاف إلى الجنون!!.. إن لم أجد ما يروي عطشي.. ويشبع فكري!!.. لكني أحياناً
أعلل النفس بالآمال ارقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق