الأحد، 13 سبتمبر 2009

حدائق ذات أفنان ج1 ( رجائي الوحيد)

( رجائي الوحيد ):
عزيزي القارئ..
قبل أن تحط رحالك في حدائق أفكاري.. وقبل أن تستريح في بساتين مقالاتي.. وقبل أن تستظل بأشجار جملي.. وقبل أن تتكئ على أغصان أقوالي.. أستميحك عذراً.. إذا كان قد بدر مني أي خطأ أو زلة.. فالكمال لله الواحد الأحد .. أما بني الإنسان فإنهم غير معصومين عن الخطأ أو الزلل.. إلا إذا كانوا من الأنبياء والمرسلين.. فقد عصمهم الله من ذلك..
عسى من له الإحسان يغفر زلتي
ويستر أوزاري وما قد تقدما

وأطلب منك أخي الكريم أيضاً.. أن تتريث قليلاً ولا تستعجل .. عندما تقرأ هذه الكلمات.. اقرأها بتمعن وتمحص وتدقيق.. فهذه الكلمات سطرها قلمي.. وأنا في سجن الحياة.. مغلول بقيود الزمن.. مكبلاً بالماضي السحيق المظلم.. والحاضر المر المؤلم.. والمستقبل المجهول المعتم..
أيفيـد فـي هـذا الزمـان بياني
فأفيـض في قولـي وفـي تبياني
أم أنـها الأهـوال تغمـر مهجتي
فأعيـش فـي الآلام والأشجـان
ماذا أحـدث والجروح خطيـرة
من حقـد طاغيــة وكيـد جبان
أحداث أمـة أحمـد ومصابـها
أدمـى فـؤادي واستثـار لساني


واعلم أخي القارئ..
أن هذه الكلمات.. قد تروق للبعض.. لأنها قد تكون في نظره قد أصابت الحق.. أو أنها قد تكون واكبت هواه.. وينفر منها البعض الآخر.. ليس لأنها جانبت الصواب.. أو أنها زاغت عن الهدى.. ولا سوءاً أو نقصاً في المقال.. ولكنه يعتقد إنه هو المقصود في فحواها.. ولا اعتقد أن يكون هذا هو السبب في كتابتي المقال.. لأني بهذا قد أتعبت قلمي.. وأجهدت ورقي.. وأشغلت فكري.. وأضعت وقتي.. وأكون في هذه الحالة قد أسأت لنفسي.. وخالفت مبادئي وفكري.. وانحرفت عن مسلك دربي..
عليَّ طلاب العزِّ من مستقره
ولا ذنب لي إن حاربتني المطالب

ولكن أعود وأقول في نهاية الأمر.. أن رضى الناس ـ وكما يعلم الجميع ـ غاية لا تدرك..
وأفضل قسم الله للمرء عقله
فليس من الخيرات شيء يقاربه
يعيش الفتى بالعقل في الناس أنه
على العقل يجري علمه وتجاربه
يشين الفتى في الناس قلة عقله
وأن كرمت أعراقه ومناسبه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله
فقد كملت أخلاقه ومآربه


ولكن رجائي الوحيد..
وخاصة من أصحاب الهلوسة والأوهام.. وأصحاب الفكر المتعفن.. وأصحاب الرؤى التي تنساق وراء الأهواء والرغبات.. بأن يتريثوا قليلاً في الحكم على المقال.. فإني أريد أن يفهم مقالي.. حسب ما شكله فكري.. وصاغه قلمي.. وخطه بناني.. ورواه دفتري.. ولا يؤول حسب الأهواء والعواطف.. أو يفسر حسب النفس والهوى.. فإني أتحمل ما سطره قلمي.. ولا أتحمل سوء فهم الآخرين؟!!!..
إن الأديب إذا زلت به القدم
يهوي على فرش الديباج والسرر
الناس صنفان ذو علم ومستمع
واع وسائرهم كاللغو والعكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق