الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

حدائق ذات أفنان ج1 ( فكان خيراً له)

عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له >>( صحيح مسلم [2999] ج4 ص2295).. فما أعظمها من منحة.. وما أجلها من نعمة ..
توكلت في رزقي على الله خالقي
وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليس يفوتني
ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله
ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة
وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
إن الرضا بقضاء الله وقدره.. هو سلوة المؤمن في كل ما يصيبه.. وهو عزاؤه لكل كارثة ألمت به.. وهو مقياس إيمان الرجل.. لأنه يعلم في قرارة نفسه.. أنه ما أصابه من الكوارث أو المصائب.. لم يكن ليخطئه.. وما أخطأه لم يكن ليصيبه.. والإيمان بهذه القاعدة.. تجلب في النفس البهجة والسعادة.. والسرور والحبور.. والرضا بما حل.. فبرغم وقوع المصيبة.. أو إحلال الكارثة بداره.. أو عند إصابته بضائقة مالية.. لكنه رغم تلك المصائب التي من عظمها تزول الجبال.. ولتنوء بالعصبة أولي القوة.. لكنه برغم ذلك يتقبلها بسعة صدر.. ورحابة نفس.. ولا تفارق الابتسامة شفتيه.. ولا يفارق ذكر الله لسانه.. حامداً الله على كل حال.. ممتناً له على نعمة الإسلام.. فلا يجزع ولا يغتم.. ولا يسيطر عليه الهم.. ولا يتأفف ولا يضجر.. لأنه يعلم أنه كل شيء بقضاء وقدر.. وهذا ما يجعل المؤمن في كل الحالات وكما قلنا سعيداً مسروراً..
دع الأقدار تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
فلا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع
فأنت ومالك الدنيا سواء
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضاء ضاق الفضاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق