الأحد، 13 سبتمبر 2009

حدائق ذات أفنان ج1 ( زمن المقلوب!!!)

إني في زمن أصبحت لا أستطيع أن أفرق فيه بين الأضداد.. ولا أعرف أن أفرق بين الشين والزين.. والصالح والطالح.. لا لكوني جاهلا بحقيقة هذه الأمور.. ولكني أعيش في الزمن المقلوب.. فعالمنا.. عالم عجيب وغريب.. فكل المفاهيم تغيرت. والقيم تبدلت.. والأخلاق تميعت.. والشرائع حرفت.. والجماعة تشتت.. والأمة تمزقت.. والركائز انهارت.. والأفكار تدهورت..
إذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهت
ولم ينهها تاقت إلى كل باطل
وساقت إليه الإثم والعار بالذي
دعته إليه من حلاوة عاجل
ففي عالمنا هذا.. أصبح المنكر معروفاً.. والمعروف منكراً.. والصالح يستهزأ به ويهان.. ويعامل معاملة الطالحين.. والطالح يكرم ويبجل ويعامل معاملة الصالحين.. وعم الفساد في البر والبحر.. وكثرت الأوجاع والأسقام.. وكثرت الأمراض والآلام.. واستنجدت الأرض بسكان السماء.. وتاه الناس في مغاور الجهل.. وسراديب التخلف.. ومتاهات الحياة.. وأصبح حالهم كالمثل الذي يقول :
وهل أنا إلا من غزية إن غوت
غويت وإن ترشد غزية أرشد
فكل إنسان يسبح على هواه.. وإن عاكس التيار.. أو واجه الإعصار.. فلا يهمه أنس ولا جان.. ولا غضب الرحمن.. مستعيناً بالشيطان.. إلى طريق الصلبان.. ومعاقرة المدام.. والجري وراء الحسان.. .. .. .. .. .. .. والفوز بالجنان؟!!!!..
يا متعب الجسم كم تسعى لراحته
أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها
فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق