الاثنين، 14 سبتمبر 2009

حدائق ذات أفنان ج1 ( تقارب الأمم والحضارات)

لقد ساعد تقارب الأمم والحضارات.. والأقطار والديار.. بواسطة وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.. وبواسطة شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت).. وبواسطة وسائل المواصلات الحديثة من طائرات وبواخر وقطارات وسيارات.. وبواسطة وسائل الاتصالات من هواتف وفاكسات وبريد.. على انتقال الخبرات والمعلومات.. والأفكار والمعتقدات.. من بلد إلى بلد.. بسرعة فائقة.. وزمن قصير.. وصار العالم بأسره كبلد واحد أو كقرية صغيرة ـ كما يزعمون ـ ما يحدث في طرفه يصل إلى طرفه الثاني.. بسرعة ووضوح لا مثيل لها.. كانتقال النار في الهشيم.. أو انتقال الشرارة في البارود.. فنتج عن هذا كله.. اختلاط المسلم بالكافر.. والبر بالفاجر.. والصالح بالطالح.. والجيد بالرديء.. وانتقال كثير من الأخلاق السيئة.. والقيم المنحطة.. والأفكار الهدامة.. والمبادئ العفنة.. والعادات القبيحة.. والمعتقدات المنحرفة.. إلى بلدان ومجتمعات المسلمين.. حتى تغيرت عندهم المفاهيم.. وتبدلت القيم والأخلاق.. وأصبح المعروف عندهم منكراً.. والمنكر صار معروفاً.. وأصبح المتمسك بدينه.. غريباً حتى في بلاد الإسلام..
ليس البلية في أيامنا عجب
بل السلامة فيها أعجب العجب

حتى أنك إذا ذهبت إلى إحدى دول الإسلام.. فإنك لا تفرق بينها وبين دول الغرب.. فكأنك في إحدى دول الغرب ولست في دولة إسلامية.. تؤمن بالله رباً.. وبمحمد r رسولا وهادياً.. وبالقرآن الكريم منهجاً ودستوراً.. فأصبح ليس هناك فرق بين دولة عربية ودولة غربية.. سوى النقطة التي فوق الغين.. فإذا حذفت تساووا في كل شيء!!.. لهذا.. انهارت الأخلاق.. وتميعت المعتقدات.. وتلاشت القيم.. وانقرضت المبادئ.. وانصهرت العادات والتقاليد..
شريعة الله للإصلاح عنوان
وكلُّ شيء سوى الإسلام خسران
لما تركنا الهدى حلت بنا محن
وهاج للظلم والإفساد طوفان
تاريخنا من رسول الله مبدؤه
وما عداه فلا عزٌّ ولا شان
محمد أنقذ الدنيا بدعوته
ومن هداه لنا روح وريحان
لا خير في العيش إن كانت مواطننا
نهباً بأيدي الأعادي أينما كانوا
لا خير في العيش إن كانت عقيدتنا
أضحى يزاحمها كفر وعصيان
ها قد تداعى علينا الكفر أجمعه
كما تداعى على الأغنام ذؤبان

ويعود كل ذلك إلى أسباب كثيرة.. سأذكرها تباعاً بإذن الله..
السبب الأول : الجهل الذي خلفه الاستعمار الغربي في العالم الإسلامي.. والذي كابده المسلمون مئات السنين.. لهذا كان من السهولة غرس قيم دخيلة.. وأفكار هدامة .. ومعتقدات باطلة.. ومبادئ ضالة.. من دون أن تجد المعارضة القوية من قبل المسلمين.. لأنه الكل لا حول له ولا قوة..
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله
وأجسادهم دون القبور قبور
وإن امرأ يحيى بالعلم قلبه
فليس له حتى النشور نشور

السبب الثاني : الخواء الروحي لدى كثير من شباب المسلمين.. بسبب تنحي دور الدين في حياة الشباب.. والتقليد الأعمى غير المـدروس.. وإنما انساقـوا وراء ذلك.. افتتاناً بالحضارة الغربية.. لهذا.. فقد عق كثير منهم لغته.. وانسلخ عن دينه.. وأنكر صلته بقومه.. وهجر أهله.. وتفرنج بالعادات الغربية السيئة.. والتي سئمها أهلها.. وتضجر منها أبناء جيلها.. ومل منها الغربيون أنفسهم.. لما جلبت عليهم من العار والشنار.. وفساد في الأخلاق.. وانحلال في القيم.. وانحراف في المبادئ.. وتدهور في الأفكار.. وضياع الإنسانية.. فأصبحت حياتهم.. همجية نكراء.. وتعسفية شنعاء..
شباب خنع لا خير فيهم
وبورك في الشباب الطامحينا

لقد قلد هؤلاء الشباب المخدوعون.. وللأسف الشديد.. الغربيين تقليداً أعمى.. في كل شيء.. في كل صغيرة وكبيرة.. في الصالح والطالح.. في الضار والمفيد.. في الجيد والرديء.. لهذا تجد أن الحضارة الغربية قد أعمت ـ بزخرفها ولمعان بريقها وزرقة أعينها ـ أعين شباب الإسلام.. من أن يروا النور الساطع.. أو أن يبصروا الحقيقة الواضحة.. أو أن يهتدوا إلى الطريق القويم.. أو أن يسلكوا الصراط المستقيم.. فأصبحوا في الحياة..
{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} (البقرة: 171).. وصاروا يتخبطون في حياتهم.. {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (النور: 40).. إي والله.. فما له نور.. وليست له هداية..
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

السبب الثالث : لقد ساهم ضعف التربية من قبل الآباء.. إلى تدهور وانحطاط الأبناء.. فاعتمد الآباء في تربيتهم لأبنائهم.. على أيادي غريبة عن بيئتنا ومجتمعاتنا المحافظة.. وغريبة عن عاداتنا وتقاليدنا السليمة.. وغربية عن معتقداتنا وأفكارنا ومبادئنا العظيمة.. غريبة عن آدابنا وأخلاقنا الدمثة..
النشء نعم النشء في أدابه
لا في ملاحته ولا هندامه

حيث اعتمدوا وللأسف الشديد.. على المربيات أو الخادمات الأجنبيات.. والتي لا تدين في كثير من الأحيان بالإسلام.. ولم تنهل من هذا المنبع الصافي.. فاستقى الأبناء أفكارهم ومعلوماتهم.. من موضع موبوء.. ومن مستنقع رديء.. ومن مصدر فاسد..
فكيف تظن بالأبناء خيراً
إذا نشأوا بحضن الجاهلات

فصار الأبناء لا يميزون بين الأشياء.. وبين ما يضرهم وما ينفعهم.. وبين الصالح والطالح.. وبين الحق والباطل.. وبين الهدى والضلال.. وبين الخير والشر.. وأصبحوا في
{ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} (النور:40)..
والمرء يحي مجده أولاده
ويموت آخر وهو في الأحياء

بل قد اعتنق كثير من هؤلاء النشء تلك الأفكار الهدامة.. والمعتقدات الباطلة.. والعادات المستوردة الدخيلة.. بسبب بعد الرقابة الأبوية.. وانشغالهم بالمادة ومتطلبات الحياة.. وإهمالهم للأبناء.. وعدم جلوسهم معهم ومعرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم النفسية والمالية.. الدينية والدنيوية.. فكتبوا في قائمة ضحايا التربية!! وما أكثر الضحايا في عالم اليوم؟!!

خير ما ورث الرجال بنيهم
أدب صالح وحسن الثناء
السبب الرابع : رفقاء السوء : كما أن مصاحبة قرناء السوء.. ورفقاء الشر.. ودروب الغواية.. سبب آخر للضياع والفساد.. وكما يعلم الجميع.. أن رفقاء السوء.. هم الوباء المعدي.. والداء المستشري.. والمرض العضال الفتاك.. والطاعون الذي يفتك بالأمم فتكاً.. والسوس الذي ينخر المجتمعات.. ويدمر الحضارات..
فالرفقة السيئة.. من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فساد الشباب.. وضياعهم وتميعهم.. وانحلالهم وتفسخهم.. ولها دور كبير في توجيه الشبـاب إلى الضياع والانحراف.. والتيه والضلال..
وقارن إذا قارنت حراً فإنما
يزين ويزري بالفتى قرناؤه
إذا المرء لم يختر صديقاً لنفسه
فناد به في الناس هذا جزاؤه

والصحبة السيئة.. تُحسِّنُ القبيح.. وتُقبِّحُ الحسن.. وتجر المرء إلى الخنا والرذيلة.. وتبعده عن كل خلق وفضيلة.. وتأمره بكل فحش وشائنة.. ذلك أن المرء.. يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه..
واحذر مؤاخاة الدني لأنه
يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
يلقاك يحلف أنه بك واثق
وإذا توارى عنك فهو العقرب

ومن المعلوم.. أن قرناء السوء.. لا يريدون إلا مصالحهم ومآربهم.. ولا هم لهم سوى أن يقع قدر كبير من الشباب في شراكهم.. وبعد أن يقعوا في شباكهم.. لن يسلموا من براثنهم..
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

وكما يعلم المربي.. أنه سرعان ما يتأثر الشاب ـ الذي ليست عنده مناعة ضد الانحراف بإتباعه الدين الحنيف.. منهجاً ومسلكاً.. قولاً وعملاً ـ سرعان ما يتأثر بمصاحبة الفجار.. ومرافقة الأشرار.. وإتباع أهل الشنار.. وسرعان ما يكتسب منهم أحط الأعمال والعادات.. وأقبح الأفعال والتصرفات.. بل تجده يسير معهم في طريق الشقاوة.. بخطى سريعة.. وأقدام ثابتة.. وعزيمة منقطعة النظير.. حتى يصبح الإجرام طبعاً من طباعه.. والانحراف عادة متأصلة من عاداته.. فيصعب بعد ذلك رده إلى جادة الحق.. وإنقاذه من وهدة الضلال.. وهوة الشقاوة والانحراف.. وقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام : << المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل >> (المستدرك على الصحيحين [7319] ج4 ص188).. وكما قيل: "إياك وقرين السوء فإنك به تعرف" ..
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه
فإن القرين بالمقارن يقتدي
إذا ما رأيت الشَّرَّ يبعث أهله
وقام جناة الشَّرِّ للشَّرِّ فاقعد

وهذا ما نخر كاهل أمتنا.. وأذل عزها.. وقوض مجدها.. وأضعف هيبتها.. فالشباب هم عماد الأمة.. ومصدر عزها ومجدها.. وبهم يعرف مدى تقدم الأمم وتأخرها.. فلا عزة إلا بصلاحهم.. ولا نصر إلا باستقامتهم.. ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه..
يا سليل المجد هلا قلت لي :
أي ذنب بالمخازي ضيعك؟
أيها السادر في لذاته
هل ترى عيش المعاصي أعجبك؟
أمتي قد علقت فيك المنى
فاستفق وانهض وغادر مضجعك؟
عد إلى الرحمن في طهر تجد
مركب النصر إلى العليا معك
وتر الأبطال آساد الشرى
تشتهي يوم الفدا أن تتبعك
نسأل الله صلاحاً عاجلاً
إنما الغافل في البلوى هلك
قد كفانا ما مضى من بؤسنا
ربنا اكشف ما بنا فالأمر لك

السبب الخامس: وسائل الإعلام: ولا ننسى ما لوسائل الإعلام من دور.. في انحراف الشباب وتميعهم.. حيث لعبت وسائل الإعلام.. من (تلفزيون وإذاعة وصحافة وشبكة المعلومات الإنترنت).. دوراً كبيراً في انحراف الشباب وتميعهم.. وتقمصهم أحط العادات.. وأسوء الأفعال.. وأقبح الصفات.. وأنذل الطباع.. فوسائل الإعلام.. تستحوذ في يومنا هذا.. على القطاع الأكبر من الوقت.. كما تستحوذ على حيز الثقافة وصياغة الأفكار لدى الشباب.. ولها تأثير بالغ في تنحية دور الأسرة جانباً..
ومن أبناء قومي من تردى
تردى في الحياة وفي الممات
يقوم الليل لكن في ضياع
يقلب من قناة في قناة
ويستجدي اليباب بكل واد
ويستهدي الغوى والمغريات
ويكفر في الهدى ببلاغ صدق
ويؤمن في الهوى بالشائعات
ويقرأ في دفاتر كل لاه
وما قرأ الضحى والعاديات
ومن كانت تجارته المعاصي
أضاع الباقيات الصالحات

فإذا ما انحرفت هذه الوسائل.. قادت الناس إلى الهاوية.. وإلى أتون الانحراف..وإلى مستنقع الرذائل.. ومجمع الفواحش.. وأصبحت هذه الوسائل.. معاول هدم وتخريب.. وأدوات فساد وانحلال.. لتمييع القيم والأخلاق.. والحث على ارتكاب الفواحش والمنكرات.. والتنكر للدين والعادات..
البيت لا يبتنى إلا له عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة
وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد
إذا تولى سراة القوم أمرهم
نما على ذاك أمر القوم فازدادوا

قد تكون هناك أسباب أخرى أتركها لتستنبطها أخي القارئ...
فكل هذه الأمور.. ساعدت على انحراف الشباب.. وتميع أخلاقهم.. وحدث لهم انفصام في الشخصية.. وازدواجية في التعامل.. ما بين انتمائهم للشرق وميولهم لمنهج الغرب.. لذا فإنهم سقطوا في براثن الرذيلة.. ومستنقع المعصية.. وقاذورات الخطايا.. وأوساخ الذنوب.. فانسلخوا من القيم والأخلاق.. ومن الأفكار والعقائد.. ومن العادات والتقاليد.. ومن المبادئ والفضائل.. ومن العفة والحياء.. وانخرطوا في سلك العبودية.. وقيود المعاصي.. وأغلال الذنوب.. وقضبان الهوى.. وعاشوا عيشة البهائم.. هدفهم الأوحد.. إرواء غرائزهم الجنسية.. وإشباع بطونهم بالطعام والشراب.. وليس لهم هدف آخر في هذه الحياة؟!!.. وقد أجاد الشاعر حين وصف حال الأمة الإسلامية في عصرنا الحاضر حيث قال :
ريح السموم أحرقي أزهى روابينا
ويا سماء أمطري جمراً وغسلينا
واظلمي يا شموس الأرض وانطمسي
وفجري أرضُنا فينا البراكينا
تشققي لتسيخى بإيقاع بنا
ويا جبال اغتدي جمراً يلظينا
ويا بحار أغيضي الماء وانفجري
بالنار تزحف لا تبقى بساتينا
وحطمي دثري يا عصفات ولا
توقفي دمرّي فينا مبانينا
ما عاد نعرف طعماً للحياة وقد
غنّى النصارى على أشلاء أهلينا
بمن أصيح ومن للقول يفقهه
فكل قوتنا نزجي قوافينا
يا موت أقدم فما أحلى الممات إذا
صرنا بأرواحنا نفدي أعادينا
نعم ونـؤثرهم من دون إخوتنا
كذا لذبحهم نشري السكاكينا
نقبل الأرض تحت القوم إن عتبوا
ولينجزوا بعدها ما خططوا فينا
لا نرتضي جفوة الأسياد أو غضباً
لذا فنحن لهم دوماً موالينا
بالله كيف يعيش الحر في زمن
وكل صقع به ما يقتل الدينا
في كل صوب نرى نكراً وفاحشة
تكاد تصرخ من كرب أراضينا
ما بين فسق وإلحاد وزندقة
باسم الحضارة كم عشنا ذليلينا
باسم الحداثة والتطوير منهجنا
بتلكم كم حدا في القوم حادينا
ما بين غانية تشدو بأغنية
وكأس خمر بها يعلو تباهينا
وأم كلثوم أو فيروز في قدس
قد زادتا مجدنا عزاً وتمكينا
إذا تفاخر أقوام بقنبلة
جئنا بأشرطة تحوي أغانينا
وكل هم لنا تنويع مأكلنا
تفخيم مركبنا نعلي مبانينا
مظاهر تبتني والروح خاوية
والنفس خائرة شكلاً ومضمونا
فهل يلام كريم إن يمت كمداً
أو ينفطر قلب حر مخلص فينا
مصائب العُرب والإسلام نشهدها
كأنها في العدا لا في أهالينا
وفوق هذا فإن الوقت يسعفنا
نزيد كياً لجرح بات يدمينا
وتشبع النفس رقصاً في مباذلها
وأن نقبل ما عشنا الرياحينا
ليت المدافع نابتنا لتلقي في
خصومنا ما يفهمُّه معانينا
يا سوءة المجد إذ أضحت مباذلنا
فخراً وأمجادنا العظمى مآسينا
يا حسرة كزناد النار تحرقني
أكلما نبتغي سؤلاً يعادينا
يا نخوة الدين إني فيك لي أمل
يا ليت شعري متى تستيقظي فينا
يا نخوة الدين والأحرار هل غضب
يا حسرتى قد هدمنا العزَّ والدينا
يا قوم هل فيكم من أصيد بطل
حرٍ كريم يرى النعماء سجينا
ماذا دهاكم أفيقوا لا أبا لكم
قد مات واأسفي عزم المجلينا
نعيش نندب نبكي عز سالفنا
إن كان هذا فلا جفت مآقينا
ماذا صنعنا بآمال تؤرقنا
نعيش نحلم والأحلام تكفينا
قالوا اهتممنا بأمر المسلمين نعم
كم فندق لا خندق كنتم تؤمونا
سواحل البحر ضجت من ترددكم
لساحل البحر كم شكوى تبثونا
أهكذا تبتني الأمجاد واأسفى
أهكذا الهم يا نسل الأجلينا
أين المرؤة أين الغيرة إرتحلت
أواه من زمن يُعلى الوضيعينا
أين الدماء الزكيات التي سفكت
أين التدين بل أين المصلونا
أين الأخوة في الإسلام هل دفنت
أين الشكيمة في الأحشا براكينا
أين الرجولة بل أين الرجال نرى
هل جردت غضباً يوماً مواضينا
ويح النساء لقد حلت هزيمتنا
فاق الشباب نساء العصر تزينا
تفنن في الخنا إبليس قائدهم
لكل ما يقتل النخوات يهوونا
مسلحين بمشط أو بسلسلة
هذي الرجولة في فهم الخليعينا
فهل يقر قرار للكريم على
عيش له أن نرى الأوباش يبغونا
فلتهنؤوا النوم لا هم ولا كدر
بذلكم تغتدى بيضاً ليالينا
( القصيدة للشيخ : زايد الجهضمي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق