الاثنين، 14 سبتمبر 2009

حدائق ذات أفنان ج1 ( أواه.. لمن تقرأ زبورك يا داود؟!!)

أرى أن كثيراً من الناس ـ من مدعي التقدم والرقي والتطور ـ قد تعدوا حد المعقول إلى اللامعقول.. بإصرارهم الكبير.. وإلحاحهم المستمر.. وهذيانهم الدائم.. وكثرة نحيبهم.. واستمرارهم في الصراخ والعويل.. بسبب عزوف بعض فتيات هذا الجيل اللاتي أكرمهن الله بالإسلام.. وصقلهن الإيمان.. وأنبتتهن العقيدة الصافية.. والمعتقد السليم.. فمنعهن حياءهن من المشاركة في اللهو والمجون.. والاختلاط المذموم.. أو المشاركة في المنتديات والحفلات.. التي يفتعلونها بداع وبدون داع.. أو في الأمسيات والمهرجانات التي يقيمونها.. وعلى أعتابها يتم ذبح ما تبقى من حياء!!.. ويتم قتل ما تبقى من عفة!!.. ويتم اغتيال ما بقى من فضيلة!!.. ويتم إفناء ما تبقى من قيم وأخلاق.. لكني أقول لأمثال هؤلاء النساء.. المخدوعات بالكلام المعسول.. والشعارات الخادعة:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إلام

لهذا نراهم قد شدوا الهمم.. وأعلنوا النفير.. وأطلقوا بأبواقهم التحذير.. وقدموا المغريات والجوائز.. وأعطوا الهدايا والحوافز.. لاستمالة هؤلاء النساء.. وإن كنت عزيزي القارئ من محبي القراءة.. ومن محبي الثقافة والأدب.. ومن محبي تصفح الجرائد والمجلات.. أو من محبي مشاهدة التلفاز.. سيصيبك الاستغراب.. وتذهلك الواقعة.. إذ إنهم لو اهتموا بالقضايا التي تنتفع بها الأمة.. مثل هذا الاهتمام.. لتغير حالنا.. وتبدل وضعنا.. واستقام أمرنا.. وأتحد رأينا.. وتبدل ذلنا عزاً.. وضعفنا قوة.. وفقرنا غنى..
وليس بعامر بنيان قوم
إذا أخلاقهم كانت خرابا

ولا اخفي عليك أخي القارئ.. أنه قد ينساق إليهم كثير من النساء.. واللاتي يبحثن عن المغامرة.. أو المتعة في التحرر من القيود التي تحميهن وتصنهن.. أو بسبب التكالب على حطام الدنيا الزائل والربح السريع.. أو حب الظهور والاشتهار..
قالوا لها إن الحياة كريهة
إن لم تكن معمورة بغرام
قالوا لها في خسة وحقارة
حتى متى تبلى بلبس خيام
قالوا نريد لأختنا حرِّية
وإلى متى ستعيش عصر ظلام
قالوا من الظلم الذي لا يرتضى
أن يرتدي الجلباب بدر التمام
خدعت بنات المسلمين بدعوة
من ثلة مأجورة الأقلام
صاغت لها الأوهام وجه حقيقة
فسعت بلا وعي إلى الأوهام
وبدت فتاة الحق سلعة فكرة
لمجلة في فكرها الهدام
أختاه كم يرجو اللئيم خروجها
لتكون نهباً للفؤاد الظامي
أختاه لا يرجى دواء ناجح
من كف من يشكو من الأسقام
قد يدعي معنى العفاف مخادع
ويصوغ فلسفة الأمان حرامي

وأنوه للرجال والنساء.. المخدوعين بالكلام المنمق.. والحيل الخبيثة.. والشعارات البراقة.. أنه كان من الأجدر بكم.. أن تقفوا صفاً واحداً.. في محاربة تلك الدعاوى الماكرة.. وتوجهوا تلك الفطر الفاسدة.. وتقضوا على تلك الأفكار العفنة.. وأن تهاجموا كل من يخالف شريعة ربنا.. ويحارب رسالة نبينا.. وبهذا سترجعون كل من انحرف عن جادة الصواب.. بسبب جهل أو سوء فهم.. بدلاً من أن تقضوا حياتكم كلها في اللهو واللعب.. وتهتموا بالفن وأصحابه.. والموضة ومريديها.. ومسابقات الجمال المزيف ومبتدعيه.. وبدلاً من أن توجهوا سهامكم إلى حماة القيم والفضيلة.. حماة الحياء والعفة.. حماة الدين والأخلاق..
البيت لا يبتني إلا له عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة
وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد
إذا تولى سراة القوم أمرهم
نما على ذاك أمر القوم فازدادوا

يجب أن تعي المرأة.. أن هذا الاهتمام الزائد.. وهذا التسابق العجيب.. وهذه الحفلات والمهرجانات التي تقام على شرفها.. وهذا التسافد عليها لنيل حظوة منها.. إنما هو مجرد استدراج لها.. واستقطاب لغرض آخر.. حتى تقع في شراكهم.. وتسقط في شباكهم.. وتهوي في رقهم.. وترتوي من ماءهم الآسن.. وتأكل من طعامهم العفن.. عندها.. ستفعل ما يأمرونها.. وتعمل ما يقولون لها.. وتقوم بما يطلبونه منها.. وإن خالفت الشرائع والقوانين.. أو خالفت المنطق والعقل.. أو خالفت القيم والأخلاق.. فلا تكترث إلى ذلك.. لأنها في تلك الحالة.. تصبح كالآلة أو الدمية.. تحرك حسب أهوائهم ورغباتهم الدنيئة.. يأمرون فتنفذ.. ويطلبون فتطيع.. ويقولون فتسمع.. لأنهم في تلك الحالة.. قد نزعوا منها ما تبقى لها من مقاومة.. وقضوا على ما تبقى من إيمان.. ومزقوا ما تبقى من عفة.. وأزالوا ما تبقى من حياء..
إذا لم تخشى عاقبة الليالي
ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء

وإني استغرب من سذاجة وعباطة هؤلاء النساء!!.. المخدوعات بتلك الحيل المكشوفة.. لماذا لا يفكرن بعقل موزون.. ومنطق حصيف.. وفكر سديد؟!!.. لو فكرن لحظة في هذا السؤال.. ما الداعي إذن إلى الاهتمام بالنساء وهن في عنفوان شبابهن؟!.. وترك بقية النساء ممن تعدين سن الشباب.. يسبحن بعيداً عن الشاطئ.. حتى لو كن ضد التيار.. كأنهن سقط متاع.. أو من بقايا الزمن الغابر.. والمطلع على سير الحياة.. سيلاحظ ذلك جلياً.. ومدى اهتمام هؤلاء الخبثاء برق المرأة!! وكأن الحياة صارت لا ينقصها سوى خروج المرأة من مخدعها.. أو بروز مفاتنها.. وأصبحت هذه القضية محور الاهتمام.. وتنافس كثير من القضايا العالقة في الأهمية والاهتمام.. مثل القضية الفلسطينية أو قضية الحدود وغيرها من القضايا..
قوم نصيحتهم غش وحبهم
بغض ونفعهم ـ إن صرفوا ـ ضرر
يميز البغض في الألفاظ إن نطقوا
ويعرف الحقد في الألحاظ إن نظروا

وهنا أحذر النساء من مغبة الانخداع بكلامهم.. لأنها إذا أرادت لنفسها العفة والسلامة.. عليها أن تزيح من عقلها غشاوة الجهل المتراكم منذ دهور.. وأن ترمي عن كاهلها مخلفات العصور المظلمة.. وتستيقظ من سباتها.. وتعرف ما لها وما عليها.. حتى تقدر أن تدافع عن حقها.. وتحامي عن أفكارها ومعتقدها..
فقد سلكوا بهن سبيل خسر
وصدوهن عن سبل الحياة
بحيث لزمن قعر البيت حتى
نزلت به بمنزلة الأداة
وقالوا : إن معنى العلم شيء
تضيق به صدور الغانيات
وقالوا : الجاهلات أعف نفساً
عن الفحشاء من المتعلمات
أليس العلم في الإسلام فرضاً
على أبنائه وعلى البنات؟
ألم نر في الحسان الغيد قبلاً
أوانس كاتبات شاعرات؟

وحتى لا تنخدع بكلام المتاجرين بعرضها.. المساومين على شرفها.. لتكون قوية في شخصيتها.. عظيمة في كبريائها.. وقورة في هيئتها.. صلبة في قيمها.. لا تزحزحها أعاصير أصحاب الرق الحديث.. ولا رياح المنحلات والمتحررات من القيم والأخلاق.. وتحاول جاهدة أن تنبه صويحباتها.. لعل وعسى أن يفقن من رقدتهن.. ويستيقظن من سباتهن.. ويعرفن ما يضرهن وما ينفعهن..
خذوا كل دنياكم واتركوا
فؤادي حراً طليقاً غريباً
فإني أعظمكم ثروة
وإن خلتموني وحيداً سليباً

واعلمن أخواتي في الله.. الداعيات إلى كل عفة وفضيلة.. إنكن سوف تصدمن في بادئ الأمر.. من عدم اكتراث جل النساء بكن.. وعدم تقبلهن لوعظكن.. وسوف تتأسفن على ضياع الوقت معهن.. وسوف ترثين كلامكن.. وعدم استماعهن لحديثكن.. وسيدور في خاطركن هذه الجملة " أواه.. لمن تقرأ زبورك يا داود"؟!.. ولكن يجب عليكن عدم اليأس.. وعدم التشاؤم من أول مواجهة.. ومن أول حركة نفور.. فطبيعة النفس لا تستجيب بسرعة.. وإنما بالإلحاح المستمر.. وعرض الحق بقوالب شتى.. وبعد التوكل على الرحمن.. والمثابرة والإصرار.. يغير الله من حال إلى حال.. فيحطم الصخر.. ويصهر الحديد.. ويذاب الجليد.. وهذا ما أردت التنبيه عليه.. والله على كل شيء قدير.. نعم المولى ونعم النصير.. ولكن..
من لم تفده عبر أيامه
كان العمى أولى به من الهدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق